الشعوب العربية كخارجه للتو من انظمه مستبده ما زالت بعيده عن الرشد؛ لا زالت تتطلع للمخلص وللرمز وفي الحقيقة هذه نزعه غير مؤسسيه فالدكتاتور يظهر في المناخات غير المنظم؛ فالقذافي مثلا ومن منظور سيكولوجي كان يقضي على النجوم؛ نجوم الفن والفكر والثقافة والرياضة حتى؛ فقد سجل عنه انه رفض فكرة وجود فريقين ولجنة تحكيم وحكام ميدانيين وخط وسط ودفاع وهجوم فقال من المفروض ان تنزل الجماهير وتلعب في الملعب لماذا يتفرجون فقط؟!! أنها سيكولوجية الديكتاتور وايدلوجية ومناخات الفوضى التي لا يكون فيها الا نجم واحد؛ في مصر مثلا رفضوا مرسي بحجة ماذا؟ قالوا خروف؛ اي شخص ضعيف وليس لديه كاريزما وقوه؛ أنها شعوب ابويه مازوخيه لا تريد مجتمع ودولة المؤسسات والنظام والقانون بل الفرد القوي وعندنا ايضا في اليمن يسخرون من الرئيس هادي بأنه رئيس بلا شوارب بينما هم يريدون "ابو شوارب". هذه عبارات مبعثره من أفكار وددت ان انظمها كمقال وفاجأني صديق برابط فيديو للمحطوري جديد وهو يدعو الى الجهاد بالأيدي والارجل والاسنان والبنادق ويكيل اللعنات لهم ولا ادري منهم بالضبط فشعرت انني تبعثرت في افكاري فجاءت على هذا النحو. أيها الرفاق الاعزاء أنه رغم كل ما يحدث فالمستقبل واعد والنظام القديم برمته يحتضر ولابد من اعطاء الزمن مداه والعقل منتهاه والجهود وسعها لننجو من هذا القرف؛ التحديات بالتأكيد ليست قليله وقد لفت انتباهي مقطع نشره احد الزملاء للمفكر نعوم تشومسكي تحدث فيه عن "حدود الثورات في الربيع العربي" لدى الغرب وانه منتهى سقفهم هو السماح بإسقاط الديكتاتور فقط لكنه لن يسمحوا بتغيير اجتماعي واقتصادي يسمح بوجود ديمقراطية حقيقيه؛ لكنه عاد وقال ان هذا الامر ليس مستحيلا مستشهدا بدول امريكا اللاتينية وتمردها. أننا نحتاج الى نفس طويل وتفكير وتخطيط فبناء الدول والشعوب ليس بالأمر السهل ولكنه ايضا ليس بالمستحيل وهو يحتاج فقط الى صدق اراده وعمل واعي وعند الاصباح تحمد القوم السرى كما في المثل العربي.