قتل ما لا يقل عن أربعة أشخاص وجرح ستة آخرين وإحراق سيارات وتدمير أسلحة, صباح أمس السبت, في مواجهات قبلية مسلحة تدور رحاها في الصحراء الفاصلة بين محافظتي شبوة ومأرب. وأفادت صحيفة (أخبار اليوم) بأن المواجهات المسلحة التي تدور رحاها بين قبيلة بلحارث من محافظة شبوة وقبيلة آل أبو طهيف, أسفرت عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة ستة آخرين, منذ أمس الجمعة, ليرتفع ضحايا المواجهات بين الطرفين إلى عشرة قتلى وأكثر من 26 جريحاً منذ اندلاع المواجهات بين القبيلتين منتصف يونيو الماضي. وأوضحت الصحيفة أن وساطة هي الثالثة فشلت مساء الاثنين الماضي في إيقاف الاقتتال الدائر بين أبناء القبيلتين لإعطاء فرصة للوسطاء لوضع حلول عرفية تفصل في قضية ملكية صحراء الفرشة المتنازع عليها. وقالت مصادر قبلية إن الوساطة الثالثة التي يقودها عضو مجلس النواب الشيخ/ علي عبدربه القاضي, بتوجيهات من رئيس الجمهورية, انسحبت منتصف الأسبوع الماضي بعد أن وصلت إلى طريق مسدود في تقريب وجهات النظر بين القبيلتين, على أن يتم الانسحاب من منطقة النزاع وتقديم عدول قبلية من الطرفين كمقود للجلوس في الحق لدى طرف ثالث من مشائخ اليمن, على أن يتولى الفصل في القضية بموجب الوثائق التي تثبت ملكية المنطقة لأي من الطرفين. وبحسب الصحيفة فإن قبيلة بلحارث قبلت بالجلوس في الحق, لكن اشترطت انسحاب قبيلة آل أبوطيف من المنطقة المتنازع عليها, وهو الشرط الذي قوبل بالرفض من آل ابوطهيف, واكتفت بأن سوف تقدم بندقية فيما تسمى (الفارق) وهي الشروط المتناقضة وإصرار كل طرف على التمسك برأيه, وهو ما أفشل كل الجهود والمساعي التي قدمتها الوساطة ودفعتهم إلى الانسحاب. وتدور معارك شرسة استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة منذ منتصف يونيو الماضي, سقط فيها أكثر من 36 شخصاً ما بين قتيل وجريح على خلفية نزاع حول ملكية منطقة الفرشة الواقعة في الصحراء الفاصلة بين محافظتي شبوة ومأرب. وعبرت شخصيات قبلية وناشطون حقوقيون عن استنكارهم الشديد لعدم تدخل الحكومة لوقف الاقتتال الدائر بين القبيلتين من خلال إنزال قوة عسكرية لفض الاشتباكات وإجبار كلا القبيلتين على الانسحاب من المنطقة المتنازع عليها وإحلال قوة عسكرية فيها درءً للفتة وحقناً للدماء.
