فداءً لعينيكِ كل العيون فلا تأخذنَكِ فيَ الظنون تقولينَ خنتُ . . ألا تعلمين ! بإني أموتُ على أن أخون وأني بحبك في خُطَةٍ تجاوزت فيها حدودَ الجنون فهل زُرتِ عرشكِ في خافقي وهل دُستِ روضكِ بين المتون وهل كنتِ تدرين ما عادَني وطيفُكِ يرقصُ تحت الجفون فلولا هواكِ لما هدَني سُهاد الليالي وليل الشجون ولولا جفاكِ لما زارني خميس العذابِ ودَكَ الحصون. ولولاك ما كان للشمس وهجٌ وماكانَ لولا صِباكِ الهتون فلو يعلمِ الدرب من داسه لطار من التيهِ فوق المزون ولو يعلمِ الخمرُ من بزه بطعمٍ وريحٍ وسُكرٍ ولون لقامَ إلى الكرمِ يشكو له ويبكي لدى دانياتِ الغصون ولو فاخر الشهدُ في طعمه لقالَ رضابكِ مهلاً وهون أنا الأصلُ في كلِ طعمِ الحلا ولولاي يا شهدُ ماذا تكون بلغتِ من الحسنِ في غايةٍ كأنكِ قد صرتِ كلَ الفنون وصِرتُ من الحُزنِ في حالةٍ كأنِي أسى كلَ من يعشقون فإن كنتِ لا زلتِ بي ظانَةً فنحِي الشكوكَ ودوسي الظنون وقولي يقيناً أيا عاشقي فَداكَ العواذلُ مايسطرون فقالت تدندنُ بل مهجتي فداكَ . . . وما اقترفت من ظنون وقَولِي مِنَ ((الضَنِ)) . . لو كنتَ تدري وما من ظنونٍ ولا يحزنون