*/قبل الدخول في متن المقال نذكركم بإخراج زكاة الفطر. يمكن لنا أن نلخص أحكام العيد وفلسفته من خلال ما يأتي: 1- العيد هو اليوم الذي يتكرر بالحبور والسرور عقب طاعة، وعيد الفطر هو يومٌ مبارك يعقب شهر رمضان يفرح فيه المؤمن بصيامه لهذا الشهر الكريم، والعيد عنوان طاعة ولا يقبل الاجتهاد. 2- يحرم صيام يوم العيد لقوله صلى الله عليه وسلم: «عيدنا أهل الإسلام يوم عيد الفطر ويوم الأضحى وأيام التشريق الثلاثة أيام أكل وشرب وبعال». 3- وقت صلاة العيد عند ارتفاع الشمس مقدار رمح -يعني وقت صلاة الضحى-. 4- صلاة العيد سنة مؤكدة وهي ركعتان يكبر المصلي بعد تكبيرة الإحرام في الركعة الأولى سبع تكبيرات وبعد تكبيرة الانتقال في الركعة الثانية خمس تكبيرات ومن فاته مع الإمام منها شيء أتى به بنفسه، ومن شك بنى على الأقل. 5- ولا يؤذن ولا يقام لصلاة العيد ولا نافلة لها. 6- العيد فرصة لصلة الرحم وبر الوالدين والمصالحة مع الآخرين ومساعدة المحتاج وإعانة الفقير والوقوف مع الغريب. 7- في العيد معنيان، معنى الفرحة والشكر للنعمة على ما أكرمنا الله تعالى به من صيام الشهر الكريم ودوام الصحة والعافية، ومعنى الشعور مع المسلمين بعذاباتهم ومصابهم وأشلائهم ودمائهم وجرحاهم وشهدائهم فيعمل المسلم على أن يتجمل للجراح ويعلو على الهوان}ولا تهنو ولا تحزنوا وانتم الاعلون إن كنتم مؤمنين{، لتكون هذه المعاني حاضرة في نفسه لكنها دافعة له إلى مزيد خير وزيادة فضل وحسن انحياز للأمة وقضاياها في مشارق الأرض ومغربها، فنحن أمة تجمع في قلوبها لكنها لا تجعل ذلك طريقاً للعداء والحقد واليأس، إنما هو شعلة توقد عزائم الأمة، وشمعة تضيء لها الطريق، ونور تقبس منه الأمة، وخير يجتمع في نفوسها ليحمل للناس الطهر والعفاف والصدق. وهنا نقول لمن نظر في نفسه فأعجبه مكانه بين أهله: إن غيرك من إخوانك قد حرم أبناؤه منه بالقتل أو الأسر أو الحبس، فلا تنس نعمة الله على أسرتك في بقائك معهم، واسأل الله للثكالى أن يجبر الله كسرهم. ومن أعجبه جريان النعمة بين يديه؛ فليتذكر أنها قد جفت بين يدي غيره، فيحمد الله على هذه النعمة، ويسأله عدم زوالها.. ومن رفل في لباس العافية وقد حُرم منها سواه فليحمد الله تعالى على عافيته وليسأل الله ألا يسلبه إياها.. ومن نعم بالأمن والأمان في بلده ليذكر أن غيره قد حُرم منه؛ فليسأل الله دوام الأمن والأمان على بلده وعلى سائر بلاد المسلمين. د.محمد أبو صعيليك - موقع السبيل