حينما انقلب العسكر في تشيلي في الحادي عشر سبتمبر 1973 على الرئيس المنتخب اليساري الدكتور سلفادور أليندي،وقتل بعد قصف منزله بالطيران؛ ومع انخماد النيران ظهر حاكم البلاد الجديد،القائد العام للجيش الجنرال أوغستو بينوشيه على الملأ ليقول بأنه إنما اتخذ خطوة الإطاحة بألندي نيابة عن الأمة لإنقاذ الوطن من الإرهابيين الماركسيين. وقال بينوشيه: "إنما جاء تحرك القوات المسلحة التشيلية اليوم انطلاقاً من حس وطني لإنقاذ البلاد من الفوضى العارمة التي كانت الحكومة الماركسية لسلفادور أليندي ستقحمها فيها."وظلت وسائل الإعلام التشيلية تعرض الزعيم الملهم وهو يخطب في الأمه ووصفته بأنه المنقذ والمهم!!.وفي الأيام والأسابيع والأشهر التاليه اجهز الجيش والشرطة على المعارضين بين القتل والسجن والسحل. بعد الإنقلاب بثلاث سنوات وبالقرب من تشيلي نفذ الجنرال جورج فيديلا إنقلاباً عسكرياً في الأرجنتين على الرئيسة الشرعية اليسارية إيزابيل بيرون في24 مارس/شباط 1976م محاكاة لإنقلاب تشيلي، وشكل مجلساً عسكرياً للإشراف على ما أسماه "عملية إعادة التنظيم الوطني" وزعم أنه ضروري لحماية البلاد من الفوضى الاجتماعية الآخذة في الانتشار ومن "التخريب" الذي يتزعمه الماركسيون.لكن عملية فيديلا قتلت وعذبت وسحلت أكثر من 30.000مواطن أرجنتيني حتى أسقط مع ظهور البرلمان في 1981م. لايتوقع أحد من الحاكم العسكري أن يحضر معه الديمقراطية أو الحرية، هي فقط إحدى السلالم لتبرير القمع ،فمن يحاول إحضار الديمقراطية للشعب والحرية لمواطنيه لا يكسر عمودها الفقري؛ تجارب الجنرلات الذين يتدخلون في السياسة أكثر بكثير من تجارهم في تحرير أراضيهم من الاحتلال الأجنبي. ونبدو سذجاً إذا قلنا أن الإنقلاب العسكري في مصر3 يوليو/تموز الماضي لايشمل كل الربيع العربي وتلك الدول التي لم تشملها دول الربيع وأنها خطة سوداء لتمريرها على كل الربيع العربي ؛المتهم فيها الأبرز هم الإخوان بصفتهم الأكثر حضوراً والهدف الرئيس كل المعارضة التي تحاول انتقاد الحاكم العسكري. فبعد إنقلاب الأرجنتين وتشيلي أسس تعاون عسكري عرف ب"مخطط كوندور" تبنته أنظمة أمريكا الجنوبية تحت إشراف الولاياتالمتحدةالأمريكية ال CIAالتي أعطت الضوء لإنقلاب تشيلي والأرجنتين .وتنفيذاً للمخطط وتحت غطاء مكافحة الشيوعية انتقلت الفظائع وأعمال القتل إلى دول الجوار الأوروغواي، الباراغواي، بوليفيا، البرازيل وفي تشيلي والأرجنتين أيضاً هدف إلى تصفية جميع أشكال المعارضة التي كانت تهدد مصالح الأنظمة الديكتاتورية، الشيء الذي خلف عشرات الآلاف من الضحايا.ومن حاول من الصحفيين والإعلاميين تسليط الضوء على أياً من الانتهاكات وأعمال القتل والجرائم يتعرضون للقتل. والمراقبون الدوليون يمنعون من دخول البلاد بتهمه التدخل فيما لا يعنيهم او تصديق أقوال "الإرهابيين"!!. بالمثل في الوطن العربي المخطط الأسود بإشراف أمريكي –إماراتي وبمشاركة النظام السعوي والأردني يهدف لإسقاط الربيع وملاحقة وقمع الإخوان بنفس الطريقة،عن طريق عملية شبيه بعملية "مخطط كوندر". في تقرير ل"وول استريت جورنال " (11/7) شرح فيه تفاصيل البدء بإسقاط الرئيس المصري محمد مرسي بعد توليه الحكم بثلاثة أشهر بدعم غربي لجبهة الإنقاذ واجتماعات سرية مع قيادات الجيش، في الآونة الأخيرة انتشرت حركة تمرد بين دول الربيع العربي لتشمل غزة؛ ونشر احد المواقع الأردنية (أسرار عربية) تقريراً يكشف فيه تفاصيل المخطط لإسقاط الحكم في غزة بدء بالعمليات التي يشنها الجيش المصري في سيناء. لايظن أحد أن الغرض هو محاربة الإخوان واستئصالهم فالجماعات الضاربة في عمق المجتمع وتستمد تعاليمها وتوجيهاتها من ديانته لايمكن أن تزول، ولايظن أحد أن الغرض هم الإخوان فقط فالمقصد هو ضرب أي حديث عن حرية رأي وتعبير وإفقاد الأمه احترامها للديمقراطية وكسر العمود الفقري لأي تحرك سياسي داخل الوطن العربي، سيشمل القمع اللبراليين واليساريين والقوميين وكل من يحاول أن يرفع صوته بمعارضة الحاكم العسكري.