"الجوف.. غنية بثرواتها،، فقيرة بخدماتها". عبارة لخص محافظ محافظة الجوف محمد سالم بن عبود، وضع المحافظة، التي غُيبت صورتها الايجابية، لأسباب يقول مراقبون وبعض أهالي المحافظة إنها سياسية بالدرجة الأولى. وقبل ذلك عدم استغلال ثرواتها النفطية والمعدنية والزراعية والأثرية الكفيلة بجعل اليمن في مصاف الدول النفطية، بحسب ما أوردته تقارير غربية مؤخراً عن وجود ثلث احتياطي النفط على مستوى العالم في محافظة الجوف. الأسبوع الماضي، زار وفد صحفي المحافظة بهدف التعرف على أسطورة النفط المستكشف وما يدور على الحدود اليمنية السعودية. تبددت المخاوف لدى الفريق الصحفي من وجود تقطعات قبلية في الطريق المؤدي إلى الجوف، رغم أن السفر كان ليلا إلا أن الفريق وصل دونما أية عراقيل أو قطاعات اعتاد المسافر على الانتظار عند براميلها. صباح الجمعة 29/8 وصلنا مناطق: (سدبا - ينبأ- السيل- الخلق) في محيط مديرية الحزم، وهي المناطق التي تتواجد فيها آثار الاستكشافات النفطية كانت شركات أجنبية بدأت العمل فيها خلال الثمانينات. آثار الآبار النفطية لا زالت قائمة وسط صحراء مهجورة، لم تستكمل الشركات الأجنبية العمل فيها، لأسباب سياسية، يقول: محمد مبارك التام، أحد أبناء المحافظة ويسكن في خيمة بالقرب من إحدى الآبار المستكشفة. مواصير مكشوفة يأكلها الصدأ تكشف عن ثروات مدفونة تمد أبناء المنطقة بالحسرة والندم، إنهم يندبون حظهم الأسود وأغنامهم وإبلهم ترعى على كنز مفقود عجزت الصحراء عن إطفاء فورانه.. كان يمكن لذلك العجوز استبدال خيمته الهشة بقصور فارهة تستر حاجته وتمنع عن جسده النحيف لسعات البرد القارس. برأي محمد، فالسبب في عدم استكمال الشركات عملها هو منع متعمد من النظام السابق بإيعاز من الجارة السعودية. ويتهم الرجل الخمسيني شركة هنت باستخراج النفط من حوض 18 الواقع ما بين مأربوالجوف والاكتفاء بالاستكشاف في جزئه الأكبر الواقع في الجوف، أرادت الحكومات السابقة، يقول محمد. رئيس الاستخبارات العسكرية في الجوف، علي خازن دار، يؤكد أن شركة فرنسية وصلت الجوف عام 1989م، وقامت بعمل 3 مسوحات في المنطقة. دار وهو ضابط الأمن المرافق للشركة، يجزم أن مشاكل أمنية منعت الشركة من مواصلة العمل. يؤكد من التقينا بهم استعدادهم لتأمين وحماية الشركات إذا ما قررت التنقيب في المنطقة. مقابل ذلك، يحدثك محمد التام عن وقوف مشائخ ونافذين في طريق الحلم الجامع لأبناء المحافظة. وهو الحديث الذي يتسق تماما مع تأكيد المحافظ بن عبود وجود «مشايخ كبار» في المحافظة يعملون على إعاقة البدء في الاستكشاف والانتاج في القطاع 19. بن عبود يبشر رغم ذلك أن شركات ستقوم خلال الفترة القادمة بالتنقيب. محافظة رابضة على بحيرة من الغاز وثروات نفطية تعادل ثلث النفط العالمي.