منذ فترة أحاول الكتابة عن بلدي الأم سوريا لكنني أتعثر..ففي القلب ما يشبه جرحاً بالغ العمق أظن ذاكرة المأساة كلها لا تحتمل تصوره ما بالك بأرشفته. اليوم دفعتني رغبة جامحة للكتابة عن هذا الوطن الذي لطالما ارتبط ذكره بالورد فوجدتني عالق بين أمل الكتابة وألم الشعور بالكارثة. لقد حاولت مقاومة الوجع بصعوبة وودت لو أن بوسعي مداراة البكاء. سوريا التي كانت بالنسبة للسوريين وطن جدير بالحب والحياة الا من نظام دموي أسود وكانت بالنسبة للوطن العربي مشتلاً للورد وحديقة لعشاق الفن والجمال.بدت لي اليوم جغرافيا وطن غارق بالدماء وأشلاء السوريين. هكذا أراد لها الحاكم الدموي والمستبد وأرادت لها قوى الشر في المنطقة وما شريط اللحظة التاريخية الا شاهداً على ذلك حيث آلاف القصص والمآسي والآلام وكذا أشكال الموت التي تعددت ابتداءً بالقنص والقصف ، وصولا بالتعذيب ، وانتهاء بالكيماوي أو الموت جوعا. نعم كانت هناك ثورة قام بها الشعب ضد من يحكمه، فدخل أصحاب المصالح ليجعلوا منها حربا أهلية.. تعددت الفصائل العسكرية ، فتنوع الإجرام وكثر ، فلم تكتف سوريا بإجرام بشار ، بل زاد عليها دخول فصائل الموت. هناك في سوريا لم يجد الإنسان ما يسد به رمق جوعه إنقاذا للحياة سوى أكل لحوم القطط والكلاب .. حملات الإبادة عجزت عن إيقافها الأمم .. لعب السياسيون لعبتهم القذرة ، فجعلوا من المواطن السوري ضحية اتجارهم بالقضية..أصبحت جراح السوريين غائرة.. مجزرة تلو الأخرى، في ظل صمت دولي رهيب ؛؛ سوريا .. قضية غاب عنها أصحاب الدعاوي الكاذبة المسماة بحقوق الإنسان والقومية العربية، وصارت مصالح الدول الكبرى أهم من حياة الإنسان هناك. لم يعلموا أن مجرد السؤال عن سوريا لا يكفي ، فجميع اللغات والمفردات لا تكفي لرثاء سوريا !!!