أيادي "بشار الأسد" وصلت إلى دماج، وصرخات "حسن نصر الله" تجاوزت القصير وحمص، ووصل صداها إلى جبال مران وصعدة. ولا فرق أن تكون الحرب في شمال سوريا فهي ذاتها التي تقرع طبولها في شمال اليمن طالما وهي تتم على مرأى من الولي الفقيه. وفي النهاية يأتي من يمط شفتيه باتهام أهل دماج بالكفر والتكفير، على مذهب "رمتني بدائها وانسلت" وكأن التكفير ماركة مسجلة باسم "الحجوري" ومن إليه. يا جماعة الخير اقرأوا التاريخ جيدا وستعلموا من هم دعاة التكفير ومنظريه. اقرأوا جيدا وستعلموا من هم الذين -بالعامية- "قرحوا" أصحاب بيعة الرضوان جوا، فلم يبق للإسلام بزعمهم مع الإمام علي "كرم الله وجهة" سوى أشخاص لا يتجاوزون أصابع اليدين مجتمعتين. فأي سخرية هذه التي تتسلل من تحت عباءة مراجع الشيعة مروراً بأهل الصرخة في اليمن، لتتهم مجمل أهل السنة أنهم تكفيريين وإرهابيين. وعلى فرض كون التكفيريين من أهل السنة يتواجدون اليوم في دماج، فمن هو المعني بمحاربتهم والقضاء عليهم، دولة "عبدربه منصور" أم "عبدالملك الحوثي" وبقية العترة. هل شقَّ الحوثيون عن قلوب أهل دماج ليعلموا من هو التكفيري من عدمه، أم أنه تطبيل في غير محله ومزايدة باسم الدين. لماذا لا يتعلم إخواننا الحوثيون فن التعايش مع الآخرين، وما المانع أن يأتي طلاب العلم من مختلف دول العالم للدراسة في دماج، طالما وهم مسالمين لم يشتكِ أحد منهم، أم أن زيارة صعدة والاستيطان فيها حلال على حسينيات قم والنجف وأزلام الحرس الثوري ومن شايعهم من أبناء الضاحية الجنوبية لبيروت، وحرام على السلفيين سواء كانوا يمنيين أم أجانب. هل نحن أبناء دين وملة واحدة أم أن "غدير خم" كان بداية افتراق لا لقاء بعده، وأين سنجد الحقيقة إذا كان البعض منّا يصر على إبقاء عقله خارج نطاق التغطية طالما وفضيلة السيد أو المرجع أو الولي الفقيه لم يأذن بإعادة بث الحقيقة بوصفها حقيقة مجردة لا تتعارض مع الفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها. إن الأعذار التي يسوقها الناطق الرسمي باسم "إيران" في اليمن لا يجب أن تمر علينا مرور الكرام فنحن أمام منعطف تاريخي خطير رأينا من خلاله كم هو سخيف أن تطيش يد "الحوثي" في "صحفة" اليمن فتارة تمتد إلى الجوف وتارة إلى ميدي مروراً بحجة، وتارة إلى عمران مروراً بالعصيمات وتارة إلى إب مروراً بالرضمة، لكن اليد الممتدة طمعاً عادت بخفي حنين وفي اللحظة التي امتلأت فيها بالشماتة عاد "الحوثي" مجددا ليأكل مما يليه فامتدت يده إلى "دماج" بطشاً وترويعاً وهو يحمل من أعذار القتل ما يكفي أن يكون معها نسخة مكررة من "حسن نصر الله" وتلميذاً نجيبا "لبشار". إن من يدفعون أنصار الله لخوض معارك خاسرة في جبهات متعددة على أرض اليمن يعلمون جيدا كم هو مؤلم أن يرمي الإنسان بمن يحب في متاهة قاتلة، تحقيقا لمصالح تم طلاؤها بصبغة دينية، تلك المتاهة التي تشكلت ملامحها كثقب أسود لا نجاة معه أبداً ولن تكون دماج إلا الجزء الأكثر سوادا في تلك الحرب العبثية نظرا لكونها في خاصرة "صعدة". أيه الحوثيون إما أن تقبلوا بالآخر أياً كان أو دونكم البحر فاشربوا منه ما يروي ظمأكم.