محافظ البنك يأسف لأعمال التخريب ضد بعض البنوك ويؤكد استمرار الإجراءات الحازمة    صراع على التحقيق في شحنة معدات الطائرات المسيّرة في المنطقة الحرة.. من يدير المشهد الأمني في عدن..؟!    إبليس العليمي يشعل الفتنة بين الحضارم.. انفجار سياسي قادم    مشروع "المستشفى التعليمي لكلية طب عدن".. بين طموح الإنجاز ومحاولات الإفشال    انتقالي الضالع ينظم محاضرات توعوية لطلاب المخيم الصيفي بالمحافظة    فريق من مجلس المستشارين يطّلع على عمل مركز الطوارئ التوليدية وعدد من المراكز الصحية بأبين    اجتماع بالمواصفات يناقش تحضيرات تدشين فعاليات ذكرى المولد النبوي    تقرير خاص : عودة الرئيس الزُبيدي إلى عدن تُحرّك المياه الراكدة: حراك سياسي واقتصادي لافت    الهيئة الإدارية للجمعية الوطنية تدعو لتشديد الرقابة على الأسواق    الاتحاد الآسيوي يعلن موعد سحب قرعة التصفيات التأهيلية لكأس آسيا الناشئين    التعليم العالي تعلن بدء تحويل مستحقات الطلاب المبتعثين في الخارج    في آخر أعماله القذرة.. معين عبدالملك يطلب من الهند حصر بيع القمح لهائل سعيد    همج العساكر يعربدون.. هل بقي شيء من عدن لم يُمسّ، لم يُسرق، لم يُدنس؟    حركة أمل: الحكومة اللبنانية تخالف بيانها الوزاري وجلسة الغد فرصة للتصحيح    مجلس الوزراء يقر خطة إحياء ذكرى المولد النبوي للعام 1447ه    وفاة امرأة وإصابة طفلة بصاعقة رعدية في الجميمة بحجة    خطوة في طريق التعافي الاقتصادي    ضمت 85 مشاركة.. دائرة المرأة في الإصلاح تختتم دورة "التفكير الاستراتيجي"    خبير في الطقس يتوقع موجة أمطار جديدة تشمل اغلب المحافظات اليمنية    رايتس رادار تدين حملات الاختطافات الحوثية في إب وتطالب بالإفراج عن المختطفين    أما الدولة وسلطتها.. أو هائل سعيد وبلاطجته هم الدولة    مافيا "هائل سعيد".. ليسوا تجار بل هم لوبي سياسي قذر    قتلة وجلادي أمن مأرب يزهقون حياة طفل يتيم عمره 13 عاما    المواجهة مع هائل سعيد.. آخر معارك الوحدة اليمنية اللعينة    غزة: 20 شهيداً إثر انقلاب شاحنة محملة بالغذاء تعرضت لقصف صهيوني    ذا كرديل تكشف عن الحرب الإلكترونية الأميركية الإسرائيلية على اليمن    تخرج 374 مستفيدًا ومستفيدة من مشروع التمكين الاقتصادي بمحافظتي تعز ولحج    رئيس هيئة مستشفى ذمار يعلن تجهيز 11 غرفة عمليات وعناية مركزة    خبير نفطي يكشف معلومات جديدة عن ظهور الغاز في بني حشيش ويحذر    الأبجدية الحضرمية.. ديمومة الهوية    زيدان يقترب من العودة للتدريب    اجتماع طارئ وقرارات مهمة لاتحاد السلة    هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُنتج نكاتا مضحكة؟    اعتراف صهيوني: اليمن بدّد هيبة أمريكا في البحر    طيران اليمنية لا تعترف بالريال اليمني كعملة رسمية    رسميّا.. حرمان الهلال من سوبر 2026    كأس آسيا.. الأردن تكسب الهند والعراق يخسر أمام نيوزيلندا    لاعب برشلونة يوافق على تجديد عقده    سفير إسرائيلي سابق يطالب ماكرون بفرض عقوبات فورية على إسرائيل وعزلها جغرافيًا    من ضمّني لن أتركه وحده.. وكلمة السامعي بلاغ رسمي قبل السقوط!    أسبانيا تُفكك شبكة تهريب مهاجرين يمنيين إلى بريطانيا وكندا باستخدام جوازات مزوّرة    انتشال جثث 86 مهاجرًا وإنقاذ 42 في حادثة غرق قبالة سواحل أبين    لا تليق بها الفاصلة    ستبقى "سلطان" الحقيقة وفارسها..    أياكس الهولندي يتعاقد مع المغربي عبدالله وزان حتى 2028    حملة رقابية لضبط أسعار الأدوية في المنصورة بالعاصمة عدن    فعالية احتفالية بذكرى المولد النبوي بذمار    أيادي العسكر القذرة تطال سينما بلقيس بالهدم ليلا (صور)    ( ليلة أم مجدي وصاروخ فلسطين 2 مرعب اليهود )    الحديدة: فريق طبي يقوم بعمل معجزة لاعادة جمجمة تهشمت للحياة .. صور    رئيس الوزراء: الأدوية ليست رفاهية.. ووجهنا بتخفيض الأسعار وتعزيز الرقابة    تضهر على كتفك اعراض صامته..... اخطر انواع السرطان    رجل الدكان 10.. فضلًا؛ أعد لي طفولتي!!    توظيف الخطاب الديني.. وفقه الواقع..!!    الراحل عبده درويش.. قلم الثقافة يترجل    مرض الفشل الكلوي (15)    من أين لك هذا المال؟!    تساؤلات............ هل مانعيشه من علامات الساعه؟ وماذا اعددناء لها؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مجزرة الكرامة..مذبحة بلا عقاب
نشر في الأهالي نت يوم 20 - 03 - 2014

مع حلول الذكرى الثالثة للمذبحة الأكبر في تاريخ الثورة اليمنية، لا يزال ملف مجزرة جمعة الكرامة (18 مارس 2011م) مفتوحا.
شنت يومئذ قوات صالح هجوما دمويا على المتظاهرين في ساحة التغيير بصنعاء الواقعة أمام بوابة جامعة صنعاء الممتدة في شارع الدائري الغربي وشوارع أخرى، استشهد في مجزرة 56 شهيداً بينهم ثلاثة أطفال، وأصيب 200 آخرين.
من بين شهداء المجزرة (أنور عبدالواحد الماعطي- 16 عاما) الملقب بالشهيد الفاتح، أحد «قناديل الفجر» الذي ينتظره اليمنيون الفاتح أنور المنحدر من قرية مسور الحجلة بخولان الطيال م. صنعاء كان يدرس في الصف الأول من المرحلة الثانوية التحق بثوار الساحة في الأشهر الأولى للثورة، في الصباح في المدرسة وبعدها في خيمته بالساحة. في مدرسة الشيخ حسين بن علي الصلاحي، درس حتى الصف الأول الثانوي العلمي وهي ذات المدرسة التي درس فيها شيخه في القرآن ورفيقه في الثورة والشهادة الشهيد الحافظ محمد قناف غنيم.
«لا داعي لذهابك اليوم إلى ساحة التغيير لأنك عايش مرتاح ولا ينقصك شيء من مطالب الحياة، فانفجر بالبكاء، وقال: لو منعتني وكل أب منع أبنائه من الخروج إلى ساحة التغيير والمطالبة بالحرية والعيش الكريم، من سيقوم بالثورة ويحقق أحلام الفقراء والمساكين»، يقول والده ل«الأهالي» في الذكرى لرحيله.
وصل أنور العاصمة صنعاء ونام في منزل عمه وذهب الصباح مع عمه وأحد أصدقائه إلى ساحة التغيير وقبل أن يخرج أنور من بيت عمه قال لأبناء عمه: اغتسلوا يمكن اليوم سوف نستشهد، واشترى سجادة للصلاة، فاستغربوا من كلامه فقال: لهم أنا اليوم سأستشهد، فوصل المخيم قبل صلاة الجمعة والتقط لنفسه الكثير من الصور وكان عنده هواية التصوير وقال: قبل استشهاده بساعة: اليوم سوف ننتصر على البلاطجة ونكسر شوكة الظالمين. يقول والده.
يقول والد الفاتح الشهيد: فتحت قناة الجزيرة عصر يوم جمعة الكرامة وشاهدنا الأخبار وكانت القناة تنقل المجزرة مباشر من ساحة التغيير وكانت والدة أنور عند أهلها زيارة، وأنا أرى الشهداء يصلون إلى المستشفى الميداني واحداً تلو الآخر، شعرت بوجع في قلبي فذهب تفكيري عند ولدي أنور ودعيت له بالسلامة فاتصلت به فوراً ولم يرد على اتصالي، فاتصلت لوالدته فقلت: لها اتصلي بأخوك الذي ذهب معه أنور فقالت: لم يردوا على اتصالي، فاتصلت مرة أخرى بأخي علي فقال نحن في جولة سيتي مارت فسألته عن أنور فقال: أنور معنا بخير، فبلغت والدته أنه بخير فقالت: هل كلمك أنور قلت لا، فعاودت الاتصال بأخي علي وسألته مرة أخرى عن أنور فقال لي أنور أصيب إصابة بسيطة ونقلناه إلى المستشفى فأخذت على الفور سيارة والدي ودخلت صنعاء، اتصلت بوالدة أنور لتطمينها أن أنور بخير فقالت: لقد شاهدت على قناة الجزيرة الأطباء يحملون أنور وحالته تبدو سيئة، راودني إحساس بأني لن أرى أنور ثانية. يقول عبدالواحد.
وصلت مستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا وطلبت كشف أسماء المصابين والشهداء فلم أجد اسم أنور بينهم، فقالوا: لي تبقى أربعة شهداء مجهولي الهوية فطلبت رؤيتهم وكانوا في ثلاجة الموتى فتعرفت إلى أنور من خلال شعره الجميل قبل فتح دولاب جثته.. حمدت الله على المصاب.. لقد صار لقبي أبو الشهيد الفاتح.
الشهيد الفاتح
كان أنور الفاتح في الصفوف الأولى من بين الشباب الذين تقدموا نحو الجدار العازل حين بدأ القناصة يصوبون رصاصهم القاتل نحو صدور المصلين.
الشباب يبحثون عن ممر لإيقاف القتل، فجأة ومن بين الرصاص الكثيف يندفع فتى صغير باتجاه المكان الذي أعد لتصدير الموت يصعد على أكتاف الشباب المحاصر. يقفز إلى الجانب الآخر ويرمي بثقل جسمه صوب الباب فيفتحه.
صعد أنور على سلم بشري وقفز إلى الداخل لفتح البوابة، لم تمنعه زخات الرصاص التي مزقت جسده من فتح الباب ليحمل إلى المستشفى، ويفارق الحياة.
في الذكرى الثالثة للمجزرة يبدي والد الشهيد الفاتح حسرته ولا يخفي أوجاعه من «تمييع القضية من قبل القضاء ووقوف النائب العام حجر عثرة أمام إصدار الحكم، وأن النيابة العامة تقوم باستئناف قرار محكمة غرب الأمانة الذي قضى بالتحقيق مع المتورطين بجريمة جمعة الكرامة»، وهو ما يعتبره «وقوف واضح بجانب القتلة، وتبرئه لهم».
يُحمل الماعطي الأب النائب العام المسؤولية الكاملة في عرقلة سير المحاكمة ويتهمه ب»التدخلات السافرة».
الشهداء والجرحى كان لهم الفضل بعد الله في إسقاط النظام وتحقيق الأهداف التي يتوق لها كل أبناء الشعب اليمني، يقول الرجل داعياً «كل الأحرار إلى الوقوف إلى جانب أسر الشهداء».
ويضيف: «لن نيأس من المطالبة بمحاكمة المجرمين ورغم الآلام والمتاعب سنواصل نضالنا.. وفي حال استمرار تمييع القضية من قبل القضاء المحلي سوف نلجأ إلى القضاء الدولي، لأن مطلبنا مطلب حق وكفله الدستور وكل المواثيق الدولية».
تخلوا عن أسر شهداء الثورة وعن قضيتهم
يعاتب والد الفاتح حكومة الوفاق وقوى الثورة لأنهم «تخلوا عن أسر شهداء الثورة وعن قضيتهم».
لا يخفي الرجل وجعه من عدم تكريم أسر الشهداء. ويقول إن كثير من تلك الأسر أصابها الضعف والوهن نتيجة المعاملة القاسية من حكومة الوفاق وبعض قيادة الثورة.
«تحولت حياة الكثير من الأسر إلى مأساة.. لم أمد يدي للمساعدة إلا بعد استشهاد ابني لأنني أنفقت كل ما أملك في سبيل القضية، وأتذكر عيد الأضحى عندما استلمت راتبي وطبعت به صور للشهيد أنور وقلت هذا مقابل كسوة العيد له».
يقول الماعطي ل«الأهالي» إن صندوق رعاية أسر شهداء الثورة لم يقدم أي مساعدات لأسر الشهداء والجرحى، مثمناً ما تقدمه مؤسسة وفا من مساعدات ومعونات.
«ميزانية الصندوق مهولة وتصرف في طريق مجهول، وكان الصندوق قد حدد لكل شهيد راتب قدره ثلاثون ألف ريال، حتى وإن صرفت فهي لا تكفي». يضيف.
مقارنة بتلك المعاناة المستمرة يتذكر الماعطي جيداً تلقيه اتصالاً هاتفياً عقب استشهاد ولده «سوف نعطيك 20-مليوناً مقابل أنك تدفن جثة أنور في البلاد وعدم تشييعه في ساحة التغيير وتقديم دعوى ضد أهالي الحي وتتهمهم بأنهم من قتلوا الثوار.. فكان ردي لهم صارماً وقلت لهم: لو تدفعوا مئة مليون لن أتنازل عن موقفي ولن أبيع دم أنور وأكدت لهم أني سوف أشيع جثمانه مع رفقاء دربه من الشهداء».
تهديد أسر الشهداء
يؤكد الماعطي أن أسر شهداء الكرامة تتعرض للتهديدات بعدم حضور جلسات المحكمة، وأن بعضهم لم يعد يحضر جراء عملية الترهيب التي تمارس ضدهم. ويقول إن أم أحد الشهداء أتى إليها مسلحين وهددوها بالتنازل عن القضية أو يقتلونها فلم تعد تحضر الجلسات.
تم إحراق منزلي في خولان، ولن تثنيني التهديدات بالتصفية والقتل عن استمراري في المطالبة بمحاكمة القتلة. يؤكد الأب.
خيبة أمل وأحزان متجددة
يقول الماعطي الأب: «كنا نضع كل أملنا في القضاء النزيه الذي سوف يأتي بعد الثورة ويعاقب مرتكبي الجرائم ويحقق المطالب التي نصبوا إليها، لكن للأسف حدث عكس ما نتوقع، فأصبح القضاء هو من يدافع عن القتلة!».
حزني اليوم على أنور أكثر مما مضى، لأنني حين أرى المتهمين يعيشون أحراراً ويتقلد الكثير منهم مناصب وحقائب وزارية، وهذا مؤلم لأهالي الشهداء عندما يعرفون من قتل أولادهم وليس بمقدورهم عمل شيء ويضعون أملهم في قضاء غير عادل. يقول الأب متحسراً.
يقول الرجل: تم الإفراج عن بعض قتلة جمعة الكرامة.. الإفراج عن القتلة سيشعل ظاهرة الثأر خصوصا ومجتمعنا اليمني مجتمع قبلي ومسلح».
الحصانة لا تعنينا وقانون «الانتقامية» لا يخدمنا
في تعليقه عن الحصانة الممنوحة لعلي صالح ورموز في نظامه يقول الماعطي أنها لا تعنيه «لأن الدماء لا تسقط بالحصانة، ونحن مستمرون في المطالبة بمحاكمة القتلة حتى نحصل على العدالة».
ويضيف: تم صياغة قانون العدالة الانتقالية دون علمنا ونصوصه لا تخدم قضيتنا بشيء، وبعض من صاغه هم من قتلة الشباب». وانتقد قانون العدالة الانتقالية بل وسماه قانون (الانتقامية).
وأضاف: المبادرة الخليجية أنقذت اليمن من منزلق العنف لكنها حصّنت القتلة وأنقذت صالح ومن وقعوا على الحصانة.. خانوا دماء الشهداء والجرحى».
الحكومة ضعيفة وتقتلنا ألف مرة
يبدي الماعطي سخطه على حكومة الوفاق ويصفها بالضعيفة، ويقول إنها لم تفي بوعودها في تحقيق آمال وتطلعات الثوار.. بل وتقتلنا في اليوم ألف مرة بموقفها المتراخي تجاه قضية محاكمة قتلة شباب الثورة.. والكثير ممن نالوا المناصب وصلوا إليها عبر تسلقهم على شباب الثورة في الساحات ودماء الشهداء والجرحى وبمجرد وصولهم لتلك المناصب تناسوا دماء الشهداء والجرحى وأنين الثكالى والأيتام».
لن نستلم ثمن أبنائنا
يناشد الماعطي رئيس الجمهورية والحكومة وقوى الثورة أن يقفوا إلى جانب أسر شهداء الثورة لتحقيق العدالة وتغيير النائب العام «الذي يمثل بالنسبة لنا كأسر لشهداء الكرامة حجر عثرة في تحقيق العدالة التي ننشدها».
مضيفاً: لن نستلم ثمن دماء أبنائنا ونحمل الرئيس هادي المسؤولية».
الطفل الذي فقد عينيه برصاص القناصة سليم الحرازي ل«الأهالي»..
الحكومة تناست الشهداء والجرحى
«بعد إصابتي توقفت أحلامي وشعرت بالحزن والآلام لأن أبي كان يشتري لي العلاج بقيمة مصاريف البيت.. ومع أني كفيف لا أرى لكني أشعر بالحالة المعيشية الصعبة التي تعيشها أسرتي».
قالها الطفل (سليم غالب الحرازي- 15 عاماً- وهو أحد جرحى مجزرة جمعة الكرامة. أصيب سليم بطلق ناري في عينه أفقدته عينيه نهائيا.
«الأهالي» زارته إلى منزله في الذكرى الثالثة للمجزرة البشعة.
بدأت شرارة الثورة فانطلق سليم إلى ساحة التغيير بصنعاء منضماً لركب الثوار، «كنت أذهب الصباح للمدرسة وفي المساء أذهب إلى ساحة التغيير».
يتذكر سليم تفاصيل إصابته، يقول: قبل مجزرة جمعة الكرامة وبالتحديد يوم الخميس كنت أتشوق كثيرا للذهاب إلى الساحة لمشاركة الثوار احتجاجاتهم، فصحيت مبكرا يوم الخميس لأذهب إلى الساحة فطلبت مني أمي قبل أن أذهب لشراء بعض المصاريف؛ فذهبت مسرعاً إلى البقالة وانطلقت بعدها إلى ساحة الجامعة.. وكنت أشعر بالسعادة الكاملة أن أمي سمحت لي بالنوم في الساحة».
وما إن انتهت صلاة الجمعة حتى بدأ البلاطجة بإحراق إطارات السيارات، حتى لم نكن نرى ما حولنا وبدأ إطلاق الرصاص بشكل عشوائي وتساقط الكثير من الشهداء والجرحى فتقدم الثوار باتجاه الجدار الحاجز وهدموه. يروي ما حدث.
يقول: «رأيت قناص مصوب سلاحه باتجاه المتظاهرين فأشرت إليه بيدي وبعد دقيقة أصبت برصاصة غادرة في عيني وتم إسعافي إلى المستشفى الميداني وتم نقلي على الفور إلى مستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا لأن حالتي خطرة.. أجريت عملية لعيني وتم إخراج الرصاصة، لكنني فقدت حاسة البصر وأصبحت كفيف لا أرى شيء».
بعد مغادرته المستشفى، عاد إلى ساحة التغيير ليقف على منصة الساحة التي رآها لآخر مرة يوم جمعة الكرامة، ووقف على المنصة هاتفا في الجموع بأعلى صوته «ارحل.. ارحل لكي يعيش بقية الأطفال حياة كريمة وآمنة».
سليم هو الابن الأكبر من بين 6 أولاد يسكنون شقة صغيرة يعولهم الأب الذي يعمل في الحجر والطين، دخله لا يغطى حاجات الأسرة اضطره أن يشتغل يوم الجمعة.
يقول إن أسرته حزنت كثيراً بإصابته «وأمي تبكى ليل نهار». ويضيف: «ولأنني أكبر أخواني كنت أشعر بالحزن الشديد لأني كنت أحلم أن أصبح يوماً ما موظفاً وأصرف على أسرتي وأساعد أبي بمطالب الحياة».
لم أتلقى أي مساعدات من أي جهة وأصبح مرضي عالة على أسرتي وتوقفت عن مواصلة دراستي إلا أن أبي أصر على استمرار دراستي وذهب إلى مركز النور لرعاية المكفوفين، لكي يلحقني بالمركز، وتم قبولي وشجعني ذلك على مواصلة دراستي.. وأدرس حالياً في الصف الأول الثانوي بالمركز. يقول سليم.
يوجه سليم اللوم إلى حكومة الوفاق التي قال إنها «تناست كل شهداء وجرحى الثورة»، ويطالب بتوفير العيش الكريم له وأسرته.
في ذكرى «الكرامة» أسر الشهداء تشكو عدم التكريم..
دموع باسندوة لم تنفعنا
تشكو أسر الشهداء والجرحى من الإهمال الحكومي، وفوق عدم إنصاف الضحايا والقصاص من الجناة وتحصين القتلة تعيش الأسر في معاناة تحيي مواجعها وتزيد من أحزانها على أبنائها.
تصف والدة الشهيد عمر محمد حسن الشيباني، وضع الأسرة بالمأساوية بعد أن فقدت عائلها الوحيد.
تضيف ل«الأهالي»: حالة أسرتي المادية مأساوية وأصبحت صعبة جدا بعد استشهاد عبده الذي كان يعمل في محل خياطة كي يصرف على الأسرة».
لم تستطع الأسرة دفع تكاليف الإيجار، وطردت من قبل المؤجر. هكذا تقول.
كان والد الشهيد مصاباً بمرض الفشل الكلوي، وباستشهاد والده تدهورت حالته المرضية حتى توفي بعد أشهر.
تطالب الأم بالقصاص من قتلة ابنها وضمان العيش الكريم لأسرتها.
والدة الشهيد صلاح الشرماني قالت ل«الأهالي» إن ولدها استشهد في الدفاع عن حرية وكرامة كل اليمنيين. لكنها تبدي حسرتها لتجاهل أسر الشهداء.
قالت: لم تقدم لنا حكومة الوفاق أي مساعدة ودموع باسندوة لم تنفعنا والرئيس هادي يتربع على كرسي الرئاسة ولا يعرف ما نعانيه».
علي علي العريفي، وهو شقيق شهيد الكرامة أمين العريفي، يقول من جهته: في الذكرى الثالثة لمجزرة جمعة الكرامة يزداد بنا الحزن لأننا لم نحصل على العدالة ولم يعاقب القتلة».
لم تحقق النيابة مع صالح وأعوانه ولا زلنا نعاني من العبث ومن يملك القرار في هذا الجهاز هي عاهات الماضي المزمنة التي تربطها علاقة واضحة بصالح
أحد أبرز المحامين في قضية مجزرة الكرامة المحامي حزام المريسي ل«الأهالي»..
قانون الحصانة قابل للإلغاء لعدم دستوريته
التوصيف القانوني لجريمة جمعة الكرامة ذات بعد يخضع للقانون المحلي وللقانون الجنائي الدولي أيضاً بالأخذ بعين الاعتبار الجهة المنفذة لها والضحايا وعددهم والطريقة المستخدمة وهذا ما سنبينه بالأدلة والنصوص للجهة التي ستحقق ونطمئن لتحقيقها.
صدر آخر قرار من محكمة استئناف الأمانة بعدم جواز استئناف النيابة العامة لقرار المحكمة بقبول طلب التصدي والملزم النيابة بالتحقيق مع صالح وأثنى عشر آخرين من كبار مسؤولي نظامه.
ننتظر من النيابة القيام بواجبها في تنفيذ القرار والبدء بالتحقيق مع المشمولين بالتصدي والإحالة القضائية، إلا أننا وللأسف فوجئنا بأن النيابة لم تعتزم فقط عدم تنفيذ القرار بل سعت لإلغائه وبطريقة مخالفة للعرف القانوني ولمهام وظيفتها وسلطتها، حيث قدمت النيابة استئناف ضد القرار وهو مما لا يجوز لها استئنافه وكان هذا من النيابة إجراءً واضح التحيز لمصلحة المتهمين والاستماتة في الدفاع عنهم، وهذا ما أدى إلى فقد الثقة بقيام النيابة بأي تحقيق نزيه وشفاف في هذه القضية.
لم تحقق النيابة مع صالح وأعوانه والسبب الواضح إلى حد الآن هو ما أظهرته النيابة من خلال استئنافها للقرار المشار إليه سلفا. ما يعني أننا لا زلنا نعاني من العبث في هكذا قضايا باعتبار أن من يملك القرار في هذا الجهاز هي عاهات الماضي المزمنة التي لها تربطها علاقة واضحة بصالح.
صالح وأعوانه متورطون في جريمة الكرامة وغيرها من الجرائم المرتكبة في عام 2011 ضد شباب الثورة من خلال ما هو ثابت بالأدلة التي نعتزم تقديم أهمها إلى لجنة تحقيق مستقلة ومحايدة والتي أصدر الرئيس قراراً بتشكيلها ولم يسم أعضاءها إلى اليوم.
المسؤولية ابتداءً قائمة على علي صالح إذ لو لم يكن إلا مسؤوليته المفترضة باعتباره رئيس الجمهورية حينها والقائد الأعلى للقوات المسلحة ورئيس المؤتمر الشعبي العام، وهذه الجهات تورط كثير من أفرادها بالجريمة بصورة مباشره، ناهيك عن وجود الأدلة المثبتة لإدارته (صالح) غرفة عمليات خططت لهذه الجريمة وبإشراف مباشر حينها، بالإضافة إلى عدد آخر من مرؤوسيه لم نتطرق إليهم حتى الآن، وسيكشف الستار عن كل هذا في حينه.
قرار الدائرة الدستورية السابق لا علاقة له بقانون الحصانة كونه قرار إجرائي بحت، لكن قانون الحصانة قابل للإلغاء حتما لعدم دستوريته. وفيما يتعلق بتعاملنا مع شهادات كبار مسؤولي الدولة فهذا أمر خاضع للتعاطي مع كافة الأدلة في هذه القضية وهي محل سرية غير قابلة للنشر.
إن طلبهم تحقيقا دوليا في مجزرة جمعة الكرامة من باب الدفاع وتضليل الرأي العام وهم خبروا كيف يتعاطون إعلاميا مع هكذا قضايا، لكن هل من المعقول أن يكون بريء من يطالب بحصانة حتى حصل على قانون بذلك يخالف كل القوانين المحلية والدولية والشرائع السماوية، لكن إذا كان لديه جدية فليخضع ابتداءً لتحقيق أمام اللجنة التي سيتم تشكيلها أو أمام النيابة حاليا، وهو يعلم أنه محال للتحقيق بقرار قضائي نافذ ليتخلى عن التمسك بقانون الحصانة حينها يمكن القول إن لديه نوع من المصداقية في هذه الدعوة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.