في سابقة لم تكن هي الأولى في تاريخ جماعة الحوثي حيث دأبوا وباستمرار على التنكر بنقض الوعود لكل من ساندهم ووقف معهم مما يسموهم الزنابيل وآخرها ما قام به الشيخ جليدان والذي يعد من الشخصيات المشيخية البارزة في اليمن وأحد أعمدة حاشد الكبيرة ويمتلك احترام الناس له وكذلك ثروة ودعم خاص في عهد النظام السابق. ومع قدوم الحوثي باتجاه حاشد لغزوها قام الشيخ جليدان ومعه الشيخ المشرقي وبإيعاز من صالح وكذلك بعد عقد عدة لقاءات مع السفارة السعودية في اليمن لإقناع جليدان بالتعاون مع الحوثي وهذا ما حصل كما جاء في تغريدات المغرد الإماراتي طامح والذي تحدث عن عدة لقاءات بين الشيخ جليدان والشيخ المشرقي والسفارة السعودية والتي تكفلت السعودية بمبالغ كبيرة كما وردت في تغريدات طامح تصل إلى 40 مليون ريال سعودي مقابل إفساح المجال للحوثي لاحتلال حاشد وتدمير بيت الشيخ عبدالله الأحمر وهو ما حدث في الخمري حيث عقدوا صلح مع الشيخ جليدان وإفساح الطريق لهم مقابل الوصول إلى منطقة الخمري حيث قصور الشيخ عبدالله الأحمر التي فجروها واحتلوا المنطقة والتحرك إلى خمر وريدة والآن عمران. وبمجرد أن قام الحوثي باقتحام منزل الشيخ عبدالله بادر اليوم الثاني بإرسال الأطقم التابعة له إلى المشائخ الذين ساندوه يطلب منهم رهائن من أقاربهم وأولادهم كضمان لتنفيذ الصلح، وحيثما يواصل الحوثي غطرسته والضغط على حلفاءه ومنها طلب رهائن منهم سرعان ما تراجع القبائل نفسها فتجد أنها أوقعت نفسها في فخ مع عقد صلح مع هذه الجماعة والتي أثبت التاريخ أن هذه القبائل هي التي احتضنت الإمام يحيى وأحمد وآزرتهما حتى دخول الإمام يحيى صنعاء ولكن الإمام بمجرد ما تمكن سرعان ما بدأ يضرب أعناق الأصدقاء قبل الأعداء وذلك بضرب القوي يهابك الضعيف. وهذا ما جعل القبائل التي ساعدت الإمامة في إسقاط العاصمة في 48 وحوصرت في عام 67 هي نفسها القبائل التي ما لبث أن قامت بفك الحصار على صنعاء بعدما رأت أفعال الإمامة وغدرهم ونقضهم لكل عهود أو مواثيق يعقدونها مع الآخرين. والتاريخ الآن يكرر نفسه مع إمامة الحوثي حيث يقومون بالفرك بالمشائخ والقبائل التي تساندهم وذلك بالعودة لإذلالهم واحتلال قراهم ومساجدهم ومدارسهم وطلب الرهائن من مشائخهم وهذا الذي حدث مع الشيخ جليدان ففي خطابه يوم الجمعة الماضي والذي قال فيه بالنص "الإخوان الحاضرين والوافدين والمكبرين أنتم تكبروا على دماءنا وعلى بيوتنا وقد فعلتموها أنتم وغيركم في المساجد وغيرها". وطلب منهم الهدنة ووقف نزيف الدم فقال "احنا جئنا نفك شور ونمنع سفك الدماء والذي هو خاور لها هو غلطان على نفسه". وتبرأ في كلمته أمامهم من دماء الناس ورفضه المطلق لسفك دم رجل واحد يكون هو سببه فقال "لو يملوا لي الأرض ذهب ما أرضى أن يقتل رجل واحد وأنا السبب". جئنا بعقالنا ووجهائنا نطلب برفع الخيام ومهلة للمحادثة أما الفساد فكلهم ما فيهم خير". وكان من جماعة الحوثي أن قاطعت كلامه بالتكبير حيث كان يقاطعهم وهو يقول "مالكم تكبروا فالله أكبر عليكم أنتم تدعو الموت للأمريكان والله ما يقتل منها واحد، ما تذهب إلا دماء اليمنيين وكان يواصل كلامه ولكنهم لم يتركوه يكمل خطابه والذي كان في مجمله دعوة للصلح والكف عن سفك الدماء وطلب مهلة للتحاور والتفاهم وهذا ما جعل الشيخ جليدان ينسحب هو وجماعته وهو غاضب من موقف الجماعة الذي أوصلهم إلى المنطقة الذي هم فيه وادي الجنات قبل عمران والشيخ جليدان شخصية قبلية لها ثقلها الاجتماعي وبفعل الحوثي وإغلاق التفاهم في وجه الشيخ جليدان فسيكون له ردة فعل من قبائل الشيخ جليدان. وحاشد عامة التي باتت تحت قبضة الحوثي في الآونة الأخيرة وذلك بموجب الصلح الذي عقده معهم المشائخ السالف ذكرهم.