الشابة دينا سيف عبده سعيد المشهري، المنحدرة من منطقة الحجرية (جبزية) مديرية المعافر، الحاصلة على درجة البكالوريوس في الكيمياء العامة –من كلية العلوم التطبيقية جامعة تعز 10/2011م. المشهري التي لم تحصل على وظيفة في الوطن حصلت مؤخرا على الجائزة الكبرى للاتحاد العالمي للمخترعين من دولة ألمانيا الذي أقيم منتصف الشهر الجاري في كوريا الجنوبية، وحصلت على الميدالية الذهبية والفضية من دولة كوريا، وذلك على مشاركتها باختراعين أحدهما ابتكار مستحضرات تجميل من مواد طبيعية عشبية أساسها عسل النحل، ودهن نبات القطن، والآخر علاج طبيعي مستخلص من الأعشاب لخفض نسبة السكر في الدم. وفي العام الماضي حصلت على جائزة (أفكار شباب الإبداعية) من (UNDP) للأمم المتحدة. دينا المشهري عادت إلى الوطن ليلة التاسع والعشرين من مايو الماضي إلى ساحة تعز قبل أن تصل إلى بيتها لتحيي مع زميلاتها ذكرى محرقة ساحة الحرية. تتحدث ل"الأهالي" عن طبيعة الجائزة؛ وعن اختراعاتها، وأشياء أخرى تجدونها في طيات هذا الحوار.. * كيف استطعتِ المشاركة في مسابقة الإتحاد العالمي للمخترعين؟ - بعد أن سجلتُ براءة الاختراع في الإدارة العامة لوزارة الصناعة والتجارة بصنعاء، بعد أشهر من ذلك تلقيت رسالة إلكترونية تحتوي على استمارة صادرة من جامعة الدول العربية (مصر)، وقمتُ بتعبئة الاستمارة، وأرسلت بها إلى جامعة الدول العربية، وبعد أشهر وصلتني رسالة إلكترونية من كوريا طلبوا مني الوثائق والبحث، فأرسلت به إليهم، وبعد أيام أبلغوني بأني أحد المشاركين. * ماذا تعني لك الجائزة؟ - حسستني بالعالم وحسست العالم بي، وما الجائزة إلا صاروخ أطلق في سماء الدنيا ليعلم العالم باختراعاتي. * هل أنت أصغر المتنافسين؟ - لا أعلم، كل من شاركوا هم دكاترة وبروفسورات، وهذا يدل على أنهم أكبر مني. * لو تحدثينا عن البحث علمي لجامعة تعز الذي نافستي به؟ - كان البحث بخصوص تحليل مستحضرات التجميل التي في الأسواق، ولوحظ بأنها تحتوي على مركبات وعناصر كيميائية سامة مضرة بالصحة، ومسببة للكثير من الأمراض، من بينها السرطان، كونها تعمل على نمو الخلايا بشكل غير منتظم، وتسبب في ظهور التجاعيد وضمور البشرة وجفافها، وعندما لمستُ هذه المشكلة بحثت عن البدائل وقمت بتحضير أول مستحضر طبيعي وهو مرطب للشفاه بعد عدة تجارب معملية، وهو مستحضر علاجي طبيعي يحتوي على شمع العسل ودهن نبات القطن، بكميات متزنة (حيث تم تجريبه من قبل عدد هائل من طالبات الجامعة، وكانت نتائج الاستبيان ايجابية بنسبة عالية)، وبعد ذلك قمت بتحضير عدة مستحضرات وتم مناقشة البحث ونال استحسان الحاضرين وحصلت على شهادة التميز. * كيف يتم استخراج مواد التجميل الطبيعية؟ - يتم استخلاصها من مادة دهن نبات القطن، وهي مادة صعبة الاستخلاص وغالية الثمن لها ميزات العسل، ومستخلص نبات الخروع، ومستخلص نبت القرفة. * هل يتم إضافة مواد حافظة لها؟ - شمع العسل، تعتبر مادة ضد الفطريات والبكتيريا، وهي مادة لها ميزاتها العلاجية كمادة حافظة. * ماذا عن مواد التجميل الطبيعية الموجودة في الأسواق؟ - كثيرا ما نسمع على أنها منتجات طبيعية، وعندما قمتُ بتحليلها كيميائياً لوحظ بأنها ليست طبيعية كما يقال، فمنها ما يدخل في تركيبها عنصر الزنك، ومنها ما يدخل في تركيبها عنصر البزموث، وكمستحضرات طبيعية 100 % لا توجد حالياً. * هل وجدت جهة داعمة لتصنيع مواد التجميل؟ - كثير من الجهات والشخصيات عرضت علي بأن أشاركها، إلا أني أبيت. * لماذا؟ - لأني أرغب وبشدة بأن أخدم مشروعي بنفسي وأن أختبر ضعفي وقوتي. *هل حصلتِ على دعم؟ - حصلتُ في 2013م على جائزة (UNDP) للأمم المتحدة (أفكار شباب الإبداعية)، وهي عبارة عن مبلغ مالي وقدره 20 ألف دولار، لدعمي في تصنيعه وهي منظمة خارجية. * كيف وجدت إقبال النساء على المنتجات؟ - عندما تم عمل استبيان للفئة المثقفة في جامعة تعز، كان الإقبال لتجريب المنتج عدد كبير، ويتزايد كل يوم، وكانت أوراق الاستبيان توحي بالإيجابية، نحو المستحضر. * ما أهمية استخدامه؟ - مهم جدا. * ما هي مخاطر استخدام مواد التجميل الكيميائية على البشرة؟ - هي لا تصيب البشرة فقط؛ إنها تقضي على أجهزة الجسم الداخلية، كجدار المعدة والكبد، عن طريق المستقبلات الحساسة فيها، والتي تدخل عن طريق امتصاصها بواسطة خلايا البشرة الخارجية، وإلى الدورة الدموية، أما أثرها على البشرة فظهور التجاعيد، وجفاف البشرة (سد المسامات) وعدم التوازن في نمو الخلايا الخارجية للبشرة. * هل بدأت في تصنيع مواد التجميل الطبيعية؟ - بالنسبة للتصنيع لم أبدأ في إنتاج الكمية الكافية، لأن الآلة لم تصل من الصين مع بعض الأجهزة الخاصة بالفحوصات، والآلات لا تزال في الطريق. * هل المصنع جاهز؟ - المصنع شبه مكتمل وتنقصه أشياء فنية. وهو أول مصنع طبيعي طبي. * ما شعورك وأنت تنظرين إلى المشروع يتشكل؟ - عادي جداً، لأنه لن يأتي على شكل مفاجأة أو هدية، وإنما هو نتائج دراسات وأبحاث وجهد طويل. وسأفرح عندما تصبح اليمن دولة منافسة علمياً وصناعياً وتجارياَ. * ممكن تحدثينا عن اختراعك علاج مرض السكر؟ - هناك نوع من أنواع النباتات الجبيلة، والمنتشرة في البيئة اليمنية، ويندرج تحت (300) نوع من نفس النبات (فصيلة واحدة) ويحتوي على مواد فعالة ومواد سلبية، وقمت باستخلاص المواد الفعالة لمدة عام، في كل شهر يتم أخذ نفس العينة من النبات واستخلاصه، ومعرفة نسبة تفاوت المادة الفعالة، مما لوحظ بأن النبات يكون أكثر فاعلية في أكتوبر ويليه سبتمبر، وهذه المادة لها دور هام جداً في تنشيط الخلايا (البلعمية الأكولة)، وزيادة عددها في الجسم، وهي منخفضة عند الأشخاص المصابين بالسكر، كما تعمل على القضاء على أي سمية خارجية تدخل إلى الجسم. * ماذا يقصد بالخلايا البلعمية الأكولة؟ - هذه الخلايا موجودة في كل الكائنات الحية وبنسب متفاوتة، وظيفتها قتل البكتيريا والفطريات. * من الذي له الدور البارز في تشجيعك؟ - بالطبع أسرتي، لكن لدي قناعة، أنه ليس بالضروري أن المرء لا يبدع إلا إذا توفرت له البيئة، من المشجعين والداعمين، انطلق بجدية إلى حيث تريد، وعندما يلمسون نجاحك سيدققون بالنظر إليك. * ما هي أبرز الصعوبات التي واجهتك في مشوارك العلمي؟ - الوضع اليمني بشكل عام مؤلم، والصعوبات واردة لا شك، وأنا كأي شخص يمني يعيش داخل البلد، تقف في طريقه الكثير من الصعاب، فالوضع الذي تعيشه اليمن يؤرق الجميع. * ما الطموح الذي تريدي تحقيقه؟ - طموح خاص: أخذ الماجستير والدكتوراه في أقرب وقت. وطموح عام: أريد أن أغير أشياء سلبية تعيشها اليمن. * لماذا المبدعون من أبناء اليمن يكرمون في الخارج فيما هم في الداخل لا يؤبه لهم؟ - لأن الخارج يقدر جهودهم بقوة، ومسئولينا لا يقدرون ذلك، ونظرتهم لتطوير البلاد قاصرة جداً، وهم سبب تدني الأوضاع في البلاد، وهم لا يدركون أن المبدعين هم الثروة الحقيقية للبلاد، لقد وجدت في المعرض الدولي بأنهم يقدسون كل صغيرة وكبيرة تقدم من قبل أبنائهم، وهذا هو السر في التقدم عندهم. * أي نجاح لابد أن يسبقه محاولات فاشلة ماذا عن المحاولات الفاشلة بالنسبة ل"دينا"؟ - هذا حقاً، لكن أقول لك أن الفشل هو ما يدفعني بقوة لأخطو خطوتي الثانية، ولو كانت طريقي مفروشة بالشوك. * هل يصبح إنشاء مركز أبحاث علمي مهم بالنسبة للباحثين اليمنيين من وجهة نظرك؟ - نعم. وأتمنى بأن يكون مستقل عن الدولة وتحت رقابة ممتازة، كما هو الصندوق الاجتماعي للتنمية، والذي حقق نجاحات ملموسة. * ما الرسالة التي تريدي إيصالها للجهات المسئولة؟ - ما الفائدة المرجوة من ذلك!! هم لا يعقلون فلماذا نبعث إليهم بالرسائل. * ما الكلمة الأخيرة التي تريدين قولها؟ - كلمة عامة أوجهها لكل المبدعين الشباب في اليمن وأقول لهم: نريد بأن نكون فريق متكامل نسعى لرفع وطننا الحبيب بأفكارنا وطموحاتنا وبثقافتنا وأخلاقنا، ولا داعي لليأس. وكلمة خاصة أتقدم فيها بخالص الشكر والتقدير لأسرتي الغالية، وكذلك أشكر الدكتور عبدالله الشراعي مشرف البحث الأول في (جامعة تعز كلية العلوم التطبيقية)، وكذلك الدكتور منصور الخليدي.