في الوقت الذي يشن فيه الطيران الحربي غارات على مواقع لجماعة الحوثي المسلحة بمحافظة عمران حذرت اللجنة الرئاسية المكلفة بإنهاء التوتر في عمران والمناطق المحيطة بها من استهداف المدينة، معتبرة "أي تجاوز أو محاولات لاستهداف المدينة أو ترويع أهلها خط أحمر لا يمكن السكوت عنه". الطيران الحربي قصف، مساء الأحد الماضي، مواقع الحوثيين في عمد وبني الزبير. ونقلت مصادر إخبارية أن وزارة الدفاع عززت عصر، الأحد الماضي، جبهات الحرب في همدان وعمران بما يقارب خمسين دبابة ومئات الجنود. وكان الطيران الحربي قد قصف، السبت الماضي، مواقع للمتمردين الحوثيين الذين يستهدفون مواقع الجيش والأمن منذ عدة أشهر. وتشن جماعة الحوثي المسلحة منذ أيام هجمات على المواطنين الأبرياء والنقاط العسكرية والمنشئات الحكومية في محيط مدينة عمران. وحسب وكالة سبأ الحكومية فإن اللجنة الرئاسية عقدت اجتماعاً طارئاً لبحث تطورات الأحداث في المحافظة بحضور كبير مستشاري مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن وممثلي جماعة الحوثيين. وانسحب من الاجتماع عضو اللجنة وكيل محافظة عمران أحمد البكري، بعد حضوره مباشرة دون إبداء الأسباب. ودعت اللجنة من وصفتهم بكافة الأطراف إلى "ضبط النفس ووقف التدهور الأمني وعدم الاعتداء على مؤسسات ومنشئات الدولة الرسمية والمواطنين في المدينة.. والالتزام بما تم التوقيع عليه من اتفاقيات بما يحقق الأمن والاستقرار وحقن الدماء وتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني". اشتباكات عنيفة اندلعت بين مسلحي جماعة الحوثي وقوات الجيش، السبت الماضي، في الأحياء الشمالية الغربية لمدينة عمران، شملت الاشتباكات شارع الأربعين وبيت بادي وحي شبيل وشارع حجة وبالقرب من مباني كلية التربية، حيث يحاول الحوثيون التقدم نحو المقر الرئيس للواء 310 مدرع الذي يقوده العميد حميد القشيبي. مصادر عسكرية أكدت أن الحوثيين نفذوا هجمات أخرى متزامنة استهدفت جبل المحشاش ومنطقة الضبر شمال المدينة ونقطة الورك عند المدخل الشرقي، ويجري تبادل القصف المدفعي بين بعض مواقع الحوثيين وموقع سودة عدان عند المدخل الجنوبي للمدينة. موقع "عمران نت" ذكر نقلا عن مصدر عسكري قوله أن مليشيا الحوثي انكسرت "أمام الثبات الأسطوري لأبطال القوات والأمن المرابطين في محيط مدينة عمران في المحاور الثلاثة التي استهدفتها المليشيا بهجومها". مستشفى عمران يستغيث مدير مستشفى عمران العام الدكتور عبدالغني فارس، قال أن المستشفى مهدد بتوقف خدماته للمرضى والمصابين بسبب النقص الحاد في المواد الطبية. مضيفا في تصريح لموقع "عمران نت" أن مادة الأكسجين التي يحتاجها المستشفى في العمليات والحالات الحرجة بدأت في النفاد، وأكد أن المستشفى يحتاج للكوادر الطبية وأنه يستقبل عشرات المصابين بالإضافة إلى المرضى من أبناء المحافظة على مدار الساعة. الدكتور فارس ناشد وزارة الصحة والهلال الأحمر والمنظمات العاملة في المجال الإنساني إلى سرعة الاستجابة وتدبير حلول لإنقاذ العشرات من الموت. ونهبت مليشيا الحوثي حمولة سيارة من المواد الطبية التابعة للمستشفى قبل أيام، كما نهبت سيارة الإسعاف التابعة للمستشفى مع أجهزتها الطبية، ونهبت أيضا تسع اسطوانات أكسجين تابعة للمستشفى من خلال نقاط التقطع التي نصبتها المليشيا لمحاصرة مدينة عمران. وضمن الأعمال الإجرامية لجماعة الحوثي المسلحة في تدمير الخدمات كان مسلحو الحوثي قد أطلقوا مساء الجمعة ثلاث قذائف على خطوط نقل الطاقة بالمحافظة، ما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي عن المدينة التي تعيش في ظلام دامس منذ الاعتداء عليها وحتى اللحظة. جاء الاعتداء بعد أسبوع فقط من تمكن الفرق الهندسية من إصلاح خطوط الكهرباء التي كانت تعرضت لاعتداء مماثل من الحوثيين منتصف يونيو الماضي. شملان: عمران الآن على وقع ضربات المدافع أوضح محافظ محافظة عمران محمد صالح شملان، في أول تعليق له على الأحداث الدائرة في عمران منذ تعيينه أن مدينة عمران تعيش "على وقع ضربات المدافع وتساقط القذائف وأزيز الرصاص"، مشيراً عبر صفحته على الفيس بوك إلى صمود "الرجال حراس الوطن الساهرين على مقدراته". قتل المواطنين والتمركز في منازلهم مصادر إخبارية أكدت أن جماعة الحوثي المسلحة قامت بإطلاق النار عمدا على خمسة من المواطنين، الأحد الماضي، بعد رفضهم السماح لمسلحي الجماعة باعتلاء أسطح منازلهم والتمركز فيها لاستهداف قوات الجيش والمواطنين، كما قامت بقتل مالك فندق بعد أن حاول منع مسلحي الحوثي اقتحام الفندق والسماح لهم بالتمركز بداخله. في خطوة غير مسبوقة قامت جماعة الحوثي المسلحة المتمركزة في نقطة بيت عامر بعد عصر الأحد الماضي بتفتيش النساء والأطفال الذين ينزحون من مدينة عمران إلى خارجها هربا من أن تطالهم إحدى قذائف القصف العشوائية التي تقوم بها الميليشا على منازل المواطنين. تفجير المساجد ودور القران بالأسلوب الإجرامي الذي استخدمته مليشيا الحوثي في همدان قامت الجماعة في منطقة شرارة الواقعة في أطراف مدينة عمران بتفجير مبنى لتحفيظ القرآن الكريم صباح الأحد الماضي، كما قامت بتفجير دار القرآن الكريم في منطقة بيت الفقية السبت الماضي. ونقل موقع عمران نت أن مدينة عمران تشهد نزوحا جماعيا إلى خارج المدينة مع اشتداد المعارك بين قوات الجيش وميليشا الحوثي التي تحاول اقتحام المدينة والسيطرة على المحافظة واللواء 310 بالقوة. يشار إلى أن ميليشا الحوثي في جبل المحشاش قصفت بعض المنازل في حارة النصر صباح الأحد الماضي ما أسفر عن استشهاد امرأة وجرح طفلة.