روى أبو معروف أحد جنود قوات مكافحة الإرهاب تفاصيل العملية النوعية التي نفذتها قوات مكافحة الإرهاب الاثنين الماضي بمداهمة كهف بمديرية حجر الصيعر بمحافظة حضرموت وحررت ثمانية رهائن هم ستة يمنيين وسعودي وأثيوبي. ونقل سبتمبرنت الموقع الرسمي للجيش اليمني عن أبو معروف قوله " أن معلومات استخباراتية توفرت بأن تنظيم القاعدة يحتجز 11 شخصا شوهدوا وهم ينقلون مقيدين على سيارات نوع شاص وتم تغطيتهم ببطانيات حتى لا يشعر أحد بوجودهم في هذه السيارات التي انطلقت إلى مكان مجهول في الجبال في مديرية حجر الصيعر, موضحا أن التحريات دلت على وجود هؤلاء الأشخاص في كهف يقع في منطقة خالية من السكان تبعد عن مدينة سيئون حوالي 110 كم وعلى بعد 60 كم من العبر في طرق وعرة ويتوزعون على مداخل الكهف الذي يبلغ طول مدخله حوالي 30 مترا وعمقه أكثر من عشرة أمتار تتفرع من هذا العمق وفي نهايته عدد من الأنفاق غير النافذة إلى الخارج. وأضاف التحريات الاستخباراتية دلت أن من بين المحتجزين عدداً من الأجانب وفي ضوء هذه المعلومات تم وضع خطة لمداهمة الكهف وتحرير الرهائن من خلال إنزال جوي بالطائرات العمودية وبقوة تعدادها 30 ضابطاً وجنديا من قوات مكافحة الإرهاب مزودة بكل الوسائل منها أسلحة قناصة ليزرية ونواظير رؤية ليلية ووسائل اتصال بين جميع أفراد الفريق وقيادة العملية وقيادة كل مجموعة وأفرادها. وأكد أبو معروف تم إنزالنا بعد منتصف ليل الاثنين 24نوفمبر على مسافة تزيد عن 7كم عن الكهف وتحركنا في أربع مجموعات حدد لكل مجموعة مهمة, وكنت ضمن المجموعة الرئيسة المناط بها تنفيذ الهجوم على مدخل الكهف بينما توزعت بقية المجموعات على يمين وشمال مداخل الكهف وبعد سير على الأقدام وصلنا إلى نقطة التجمع الأخيرة على بعد 300 متر من الهدف حيث تلقينا آخر تعليمات التنفيذ وانطلقت كل مجموعة إلى الموقع المحدد لها وتقدمت مجموعتان إلى مدخل الكهف وعلى بعد 100 متر من المدخل اكتشفنا العناصر الإرهابية التي تحتجز الرهائن, حيث بدأ الإرهابيون بإطلاق النار نحونا وهذا ساعدنا في اكتشاف مواقع الحراس وتبادلنا إطلاق النار معهم وفي دقائق معدودة تم القضاء على الإرهابيين جميعاً وعددهم سبعة أشخاص دون أن يلحق بنا أذى باستثناء جرح أحد زملائنا جرحاً خفيفاً. واختتم أبو معروف تصريحه قائلا عند إجلاء الرهائن الثمانية كانوا جميعا مصفدين بالسلاسل وتم العثور على هواتف ووثائق خاصة بتنظيم القاعدة, وعند سؤال أحد الرهائن المحررين عن بقية الرهائن أخبرنا أن الإرهابيين نقلوا منذ يومين خمسة رهائن من الكهف إلى موقع مجهول بينهم صحفي أمريكي وشخص بريطاني وآخر جنوب إفريقي وشخص يمني يدعى الحبشي والخامس يقول انه تركي وربما قد لا يكون كذلك". وكانت صحيفة نيويورك تايمز قد تحدثت في وقت سابق إن فرقة كوماندوز أمريكية نفذت عملية لتحرير رهائن في اليمن وقال مسؤولون يمنيون وأمريكيون: إن قوات من الكوماندوز الأمريكية وقوات يمنية نفذت غارة فجر الثلاثاء، وأنقذوا ثمانية رهائن محتجزين في كهف تابع لتنظيم القاعدة في منطقة نائية في شرق اليمن، وقتل سبعة من تنظيم القاعدة. وأكد مسؤولون يمنيون في بيان، إن من بين الأسرى المحررين ستة مواطنين يمنيين وسعودياً واثيوبياً، الذين كانوا سالمين. وكانت تقارير سابقة قالت إن رهينة أمريكياً كان من بين الأسرى، لكن مسئولين أمريكيين ويمنيين نفوا ذلك. وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، فإن نحو عشرين ضابطاً من "الكوماندوز" الأمريكية، بالإضافة الى عدد قليل من القوات الأمريكية وقوات مكافحة الإرهاب اليمنية شاركوا في تلك العملية. ونقلت الصحيفة عن مسئولين أمريكيين ويمنيين، ان تلك القوات تسللت سرا في الظلام على متن مروحية إلى الموقع الذي يقع في كهف جبلي في محافظة حضرموت بالقرب من الحدود السعودية، حيث فوجئت القوات باحتجاز القاعدة للرهائن في ذلك الكهف. وقال مسؤولون انه تم تبادل إطلاق النار على ذلك الجبل وقتل سبعة من مسلحي تنظيم القاعدة، ومن ثم تم إجلاء الرهائن على متن طائرة هليوكبتر. من جانب آخر أوضح مسئول أمريكي للصحيفة إن العملية نفذت بطلب من الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي. ونقلت وكالة "اسوشييتد برس" عن مسؤول عسكري أمريكي رفيع، إن قوات العمليات الخاصة الأمريكية وقوات مكافحة الإرهاب اليمنية هي من أطلقت سراح الثمانية الرهائن المحتجزين من قبل تنظيم القاعدة في اليمن. وتم تنفيذ الغارة، الثلاثاء، بمشاركة قوات العمليات الخاصة الأمريكية والقوات اليمنية في مهمة سرية لم تعلن عنها واشنطن. من جانب آخر، أكد مسؤول في الدفاع الأمريكي لوكالة "اسوشييتد برس"- طلب عدم كشف اسمه كونه غير مخول لمناقشة هذه المهمة السرية - دور الولاياتالمتحدة في تلك المهمة السرية. كما نفى المسؤول عن وجود رهينة أمريكي بين الرهائن الثمانية الذين أُطلق سراحهم. وقدمت الحكومة اليمنية بياناً لم تذكر أي دور أمريكي في تلك العملية، والتي تعد واحدة من البعثات الرئيسية لقوات قيادة العمليات الخاصة المشتركة مثل قوات "دلتا" أو فريق البحرية. وكانت اللجنة الأمنية العليا اليمنية أعلنت في بيان لها، الثلاثاء الماضي أن "قوات مكافحة الإرهاب اليمنية حررت 8 رهائن بينهم أجنبي في عملية خاصة، قتل فيها الخاطفين السبعة الذين ينتمون إلى تنظيم "القاعدة". ولفتت اللجنة إلى إن أحد أفراد قوات الأمن أصيب بجروح طفيفة أثناء العملية"، دون الكشف عن جنسية الرهينة الأجنبي، أو المكان الذي نفذت فيه العملية. وأكدت اللجنة أنه سيجري في وقت لاحق الإعلان عن أسماء الخاطفين السبعة الذين لقوا حتفهم. وتأسست وحدة مكافحة الإرهاب في اليمن في العام 2003م بإلحاح ودعم كبير من الولاياتالمتحدةالأمريكية ودول أوربية، وتلقت هذه الوحدات تدريباتها على يد قوات العمليات الخاصة الأمريكية ومدربي الجيش الملكي البريطاني. واقتصر تواجد هذه القوات في بداية الأمر على المعسكرات المتواجدة في ضواحي العاصمة صنعاء. وركز التدريب على تعليم هذه الوحدات "كيفية كشف وإبطال مفعول تهديدات القاعدة وليس المشاركة في حرب أهلية طويلة الأمد. وبصفة خاصة، فقد تم تدريب هذه القوات في المقام الأول على القيام بعمليات مباشرة ومركزة لتفكيك خلايا تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية واعتقال أعضائها استناداً على معلومات استخباراتية معينة. وحالياً قوات مكافحة الإرهاب هي قوات تابعه لوزارة الداخلية اليمنية أعتمد أسمها الحالي بناء على قرار جمهوري في 21 فبراير 2013 الذي يهدف إعادة تنظيم هيكلة وزارة الداخلية.