قالت صحيفة "الراية" القطرية في افتتاحية يوم الاحد أن الأحداث الجارية حالياً باليمن والتي نجمت عن إصرار الحوثيين على السيطرة على المزيد من مفاصل الدولة غير مقبولة، وتدلل على أن البلاد تتجه نحو فوضى أمنية وسياسية. ودعت الصحيفة في افتتاحيتها اليمنيين والمجتمع الدولي للعمل بشكل عاجل من أجل منع انزلاق اليمن نحو الحرب الأهلية، وتفتيت وحدته، وإن ذلك مرهون بإلزام الحوثيين على التخلي عن محاولاتهم السيطرة على مؤسسات الدولة السياسية والأمينة والعسكرية والاقتصادية، بعدما أحكموا قبضتهم على العاصمة وعدد من المحافظاتاليمنية، ومنها الحديدة وإب وذمار. وأضافت الصحيفة يجب على مجلس الأمن الذي استمع إلى آخر تطورات الأوضاع باليمن، ليتخذ خطوة جادة نحو ضمان تنفيذ اتفاق السلم والشراكة التي تخلى عنها الحوثيون عمداً، وبدأوا في فرض واقع جديد لا يعترف بمؤسسات الدولة اليمنية ولا بالحكومة التي يشاركون فيها". وخاطبت الصحيفة المجتمع الدولي بالقول: عليه إن يدرك أن الأوضاع باليمن أصبحت خطيرة، وأن تصريحات السياسي اليمني المعروف عبد الكريم الارياني، والذي يشغل منصب المستشار السياسي للرئيس اليمني، والتي قال فيها إن الدولة اليمنية بهياكلها ومؤسساتها ووزاراتها لا تحكم البلاد، وإن الحوثيين هم من يحكمون اليمن. وأكدت الصحيفة في افتتاحيتها، أن الأمور في اليمن قد وصلت مرحلة خطيرة بحيث لا يجب السكوت عليها، خاصة أن المجتمع الدولي هو الضامن لاتفاقية السلم والشراكة باليمن، التي تمثل الضمانة الأساسية لاستقرار اليمن ووحدته، وأن الحوثيين لم يلتزموا بها، وأنهم بدأوا في تحقيق أهدافهم بالوسائل العسكرية، الأمر الذي جر اليمن إلى هذا المنزلق الخطير الذي فشل المجتمع الدولي في إخراج البلاد منه. ولفتت الى أن "التصعيد الخطير للأوضاع باليمن لم يتوقف على الحوثيين فقط، وإنما تزامن مع تحركاتهم، تحرك جديد للحراك الجنوبي الذي بدأ في تنفيذ مخطط بهدف فصل جنوباليمن عن البلاد، إضافة إلى تحرك آخر يقوده تنظيم القاعدة، الذي استغل انشغال الجميع بمواجهة الحوثيين وبدأ في التغلغل للسيطرة على مناطق جديدة، ولذلك فإن ما يقوم به الحوثيون حالياً سيقود اليمن إلى مستنقع الحرب الأهلية، وسيقوض الوحدة الوطنية، ويؤدي إلى تفتيت وحدة اليمن إذا لم يتدارك اليمنيون والمجتمع الدولي هذه المخططات بصورة عاجلة"، وشددت الصحيفة على ضرورة الضغط دولياً على الحوثيين، وإلزامهم بالانسحاب فوراً من العاصمة، ووقف الزحف على المناطق الأخرى، بهدف احتلال مواقع جديدة وفرض الأمر الواقع بتقويض سلطة الدولة بجميع مؤسساتها، باعتبار أن ما يقومون به هو خرق صريح وواضح لاتفاقية السلم والشراكة التي وقعتها جميع الأحزاب اليمنية، وتم بموجبها تكوين الكفاءات بقيادة خالد بحاح، وأن تنفيذ هذه الاتفاقية مرهون بمواقف إيجابية من الحركة وهذا يلزمها التخلي عن سياسة فرض الأمر الواقع والسيطرة على مفاصل الدولة اليمنية. عبدالكريم الإرياني مستشار الرئيس عبدربه منصور هادي، في مقابلة سابقة مع صحيفة الجيش " 26 سبتمبر" شن هجوماً لاذعاً على جماعة الحوثيين المسلحة ووصفهم بأنهم عملوا على إسقاط الدولة. وقال الارياني إن الوضع الذي تعيشه اليمن في الوقت الحالي، وضع شاذ بكل ما في الكلمة من معنى»، مضيفاً: لأن هناك دولة بهياكلها ووزاراتها ومؤسساتها واسمح لي أقول إنها لا تحكم. وأضاف الارياني أن هناك فئة سياسية جديدة على المسرح هي التي “تتحكم”، وأنا أعرف هذه الفئة السياسية أو الحركة الحوثية أو أنصار الله أنهم يمثلون حركة سياسية غير مدنية تسعى إلى تحقيق أهدافها بالطرق والوسائل العسكرية.. وبالنسبة لي تلك الأهداف غير معلنة أو غير معلومة، وتبدو أنها غير محدودة.