نستطيع أن نوجز الحالة التي يمر بها جسر جولة مذبح في عبارة "كالذي يبني عمارة وبعد الانتهاء من البناء يقوم بحفر البدروم" فمنذ العام 2007م وأمانة العاصمة تغوص وتبحث عن حل للغز المحير الذي يمثله الجسر وغيره الكثير. فبدلا من أن تنفيذ الجسر لتخفيف حدة الازدحام المروري فاقم من شدتها أكثر. بدل أن يحل مشكلة صار يمثل مشكلة بحد ذاته وخلق مشكلات أخرى. شركة "سهمان"، الشركة المنفذة للنفق لاتزال عالقة تحت الجسر أكثر من سنة تقريبا، لم تنجز سوى ما يقارب 30%، بينما المدة المتفق عليها لم تتجاوز 9 أشهر. حسب تصريح سابق لصحيفة "الأهالي" من الشركة. صورة قبيحة تحكيها قصة جولة مذبح، والجسر المعلق هناك والمشروع المتأخر لنفق أرضي، وما صاحب ذلك من اختلالات واستنزاف لأموال الشعب وإنهاك الخزينة العامة. الجولة وأشكال التحول في أغسطس 2005م بدأت أمانة العاصمة بعمل تأهيل مجسم في جولة مذبح بمبلغ 34مليون ريال، تم تنفيذه خلال عامي 2006_2007وتم بعد ذلك التعاقد مع شركة لبنانية لدراسة الحركة المرورية في صنعاء بمبلغ مليون دولار. تم تنفيذ مشروع الدوار والمجسم رغم العلم المسبق بأنه سيتم إنشاء جسر مكانه، لم يمض أكثر من عام حتى تم هدم المجسم. قدرت تكلفة بناؤه وهدمه (40) مليون ريال. واتجهت أمانة العاصمة للبدء بتنفيذ جسر مذبح في نهاية 2008م مع أربعة جسور أخرى. وكانت تكلفة الجسر مليار وخمسمائة وتسعون ألف ريال. لو تم إضافة مبلغ 20% إلى تكلفة الجسر كأعمال إضافية من قيمة التكلفة التقديرية كان في حينها يمكن تنفيذ مشروع النفق والجسر في نفس الفترة وتأجيل تنفيذ أنفاق المشاة الأربعة ولا يمكن إعطاء التمويل كسبب مقنع لتجزئة هكذا أعمال. يظل التلاعب سيد الموقف، بلغت تكلفة الأعمال المنفذة تحت الجسر بحسب أسعار 2009 (35) مليون ريال. رغم العلم المسبق بأن تلك الأعمال مطلوب إزالتها لبناء النفق. لم يمض على بقاء تلك الأعمال العشوائية طويلا، حيث تم في العام نفسه 2009م هدمها بتكلفة تقدر ب7مليون ريال. تم إهدار 42 مليون هباء. المسرحية لن تقف بهزليتها هنا، فتكلفة إعادة ما تم هدمه تحت الجسر بعد تنفيذ النفق تقدر ب(60) مليون ريال. إذا تم تنفيذ النفق قبل الجسر كما تقتضي سنن البشر كان يفترض أن تكون عدد الجدران الساندة للنفق ثلاثة جدران للجهتين أما في وضعه الحالي سيتم بناء الاتجاهين أربعة جدران ساندة لتبلغ التكلفة الزائدة 70مليون ريال ناتجة عن الزيادة في عدد الجدران فقط. اللوحات الارشادية والتكلفة الباهظة "نأسف لإزعاجك.. نحن نعمل لخدمتكم أو لأجلكم.. تحويلة". وغيرها من الجمل القصيرة الارشادية التي يستخدمها المقاولون أثناء تشييد وبناء الجسور والأنفاق التي نصادفها على بعد أمتار من مكان العمل. هذه اللوحات مكلفة وتأخذ عمولة مقابل تنصيبها لسائقي السيارات، تبلغ تكلفة اللوحات أثناء إغلاق التقاطع بحوالي (15) مليون ريال. يعتبر تأهيل الجزيرة الوسطية التي قامت بإنشاءها أمانة العاصمة بعرض (6) أمتار في شارع الستين من تقاطع مذبح حتى تقاطع جولة عمران. حيث تم تنفيذ أعمال بلاط أنتر لوك وبردورات وكذلك يتم تنفيذ الجزر الخدمية في الاتجاهين وتقع في مقطع النفق وقد تم هدمها في موقع النفق المراد إنشاؤه. كان المفترض توسعة الشارع حيث يأخذ من الجزيرة الوسطية في هذا المقطع (مذبح_عمران) التي بعرض (6) متر في كل جهة (1,5) متر ويكون بعرض الجزيرة لوسطية 3متر. وهذا سيخفف من الازدحام الحاصل في بعض المقاطع لهذا الجزء مع العلم بأن الجزيرة الوسطية لبقية مقاطع شارع الستين كلها بعرض (3) متر. تقديم الجسر على النفق المهندس ماهر العمودي، مدير إدارة الدراسات والأشغال العامة بأمانة العاصمة، قال في تصريح خاص ل"الأهالي" إنه تم تنفيذ جسر مذبح قبل النفق، مشيرا إلى أنه اقترح تجزئة الأعمال في التقاطعات وهي واقعة في وسط المدينة وفيها حجم الحركة المرورية أكبر من تقاطع جولة عمران. مضيفا أنه كان يفترض تنفيذ النفق والجسر معا وأن تقاطع جولة مذبح لديه البدائل لتحويل الحركة المرورية فيه، مستغربا الحديث عن بناء الجسر أولا كي لا يتم إغلاق التقاطع بالكامل لتسهيل الحركة المرورية. بدل أن يكون الإغلاق عام مثلا هاهو مغلق مجددا ولن يفتح قبل مرور ثلاثة أعوام. يتساءل العمودي لماذا لا يتم بناء الجسر والنفق معا بحيث يتم حفر النفق وتجهيز الجزء الواقع تحت الجسر وبناء الجسر وبعدها يتم فتح الحركة المرورية فوق الجسر واستكمال ما تبقى من أعمال النفق، "سنستفيد من الوقت وسيعطينا أمان أكثر لتنفيذ النفق بدون أي مخاطر ناتجة عن الحفر بعد إنشاء الجسر، إضافة إلى أننا سنتجنب هدر المال العام فيما يتم في عملية *عن أسبوعية الأهالي