استغلت جماعة الحوثي الأحداث التي شهدتها اليمن مؤخراً وأوغلت في التمدد الجغرافي لحجز مساحات على الأرض بقوة السلاح، بعد أن وجه قائد الجماعة المسلحة إيماءاته "لأنصاره" أن يحملوا العتاد وينتشروا في حجة (شمال شمال اليمن) لنشر مايسميه الثقافة القرآنية. وواجهت الجماعة الكثير من المكاشفات التي لم تنفيها على الإطلاق، خصوصاً في مايتعلق بزراعة الألغام التي أودت بحياة الكثيرين من أبناء محافظة حجة بعد قدوم "أنصار السيد" هذه المرة ليس لنشر الثقافة القرآنية ولكن لحماية "ابن رسول الله" حسب الملف الذي نشرته صحيفة الأهالي في وقت سابق. لنترك ما حدث جانباً، ونقترب من آخر تطورات الجماعة؟ الليلة نشر موقع البديل نت خبراً أعاد موقع الوحدوي نت نشره عن مصدر عسكري رفيع أن العميد أحمد علي عبدالله صالح وهو النجل الأكبر للمخلوع وجه أمس الأول الخميس بإيصال ثلاث شاحنات محملة بالأسلحة المختلفة بينها صواريخ سيترلا ومضادات للطيران إلى زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي وأن الشحنة وصلت ليل الخميس إلى مديرية بني حشيش مع مندوب عبدالملك الحوثي. ومن منطلق الخبر تتأكد صحة الأنباء الواردة من أعالي الجبال التي يتمترس فيها الحوثي عن استعدادات مكثفة لشن هجمات مختلفة على مناطق مختلفة في محافظة حجة لضمان موطئ قدم للجماعة للإقتراب أكثر من "جزيرة ميدي". وكرد للخدمة التي أولته إياها عائلة صالح فإنه لن يمانع بتاتاً من الوصول إلى العاصمة صنعاء على ظهر دبابة مصحوباً بدفاع أحد معسكرات اللواء الثالث حرس جمهوري (ونقصد نقم) باعتباره الشيخ الكهل الذي يحنو على صنعاء دون جدوى فوضع "صالح على قلبه المدفع". ومما يجلب الخوف فعلاً من اندلاع حرب على الطرق المؤدية إلى صنعاء (مروراً ببني حشيش) صحة الأنباء التي تتحدث عن تمرد طارق صالح على القرار الجمهوري الذي أُصدر من قبل المشير عبدربه منصور هادي وقضى بتغيير قائد لواء الحرس الجمهوري بالعميد "عبدالرحمن الحليلي. تكتيكات التمويه! مساء اليوم أصدر المكتب الإعلامي ل "عبد الملك الحوثي" بياناً أبدى فيه ظاهرياً التخوف من قيام المملكة العربية السعودية بشن هجمات على محافظة حجة. ويؤكد البيان فرضية التمويه، ذلك أنه بُني على جهالة بالأحداث واستخفاف بعقول أبناء المحافظة واليمنين كذلك. وستُبنى الفرضية (جهالة الحوثي بصياغة البيان) بناءً على سؤال واحد: كيف استطاعت جماعة عبدالملك الحوثي من اختراق "الجيش السعودي" والعلم بمساعيه "إلى فتح جبهة جديدة للعدوان علينا في مديرية كحلان الشرف". ومن ثم منذ متى وصارت حجة تابعة للحوثي حتى يتحدث ب "نا" المخاطبين؟!! بعد "اللغط الدبلوماسي" الذي حصل بين مصر والسعودية، وجد الحوثي ذاته وكيلاً لطهران لصناعة لغطاً مماثلاً بين "اليمن والسعودية. صحيح أن حالة اليمني في السعودية أصعب من حالة المصري بدرجات؛ إلا أن ذلك لا يسمح لأحد بشن حروب الوكالة لتحقيق مآرب في نفس "طهران" عن طريق الحوثي الذي سيقود الحرب ليس ضد "النظام السعودي كما يزعم وإنما ضد أبناء حجة حيث يقودها الآن بشكل مقنن ومما يشكك من مصداقية البيان جمل كثيرة وكأن من صاغها قد اخترق النظام السعودي وأصبح منظومة استخباراتية لوحده. جاء في البيان: "بعد لقاءات مكثفة خلال الأسابيع الماضية مع بعض المرتزقة وضعفاء النفوس الذين يلهثون وراء المال، بدأت بوادر التحضير للعدوان على أبناء (منطقة مديرية كحلان الشرف) من اتجاه (وادي غامس بمحافظة حجة) كما هو الحال في (مديرية كتاف ومديرية مستبأ - منطقة عاهم)". شخوص البيان مبهمين والمكان مبهم وبوادر الحرب مبهمة كذلك، فهل من استراتيجية النظام السعودي مثلاً أن تكون اجتماعاته مع اللاهثين وراء المال إن أراد حرباً اجتماعات يكون ضيف شرفها واحد من الحوثي يتكفل بكتابة بيان! الحديث عن حجة ولا شيء غيرها لضمان العبور إلى "ميدي" هذا ماينويه الحوثي لشن هجمة ضد أبناء محافظة حجة وما البيان إلا استراتيجية لسرد الأعذار لدخول المحافظة. يقول: "نؤكد أن هذه الخطوات العدوانية هدفها إحراق (محافظة حجة) وإشغال الشعب عن ثورته كونه رفض الوصاية الخارجية والإقليمية بما فيها المبادرة الخليجية، إضافة إلى تغذية الصراع الطائفي المقيت بين أبناء الشعب اليمني". ...ويبقى السؤال عالقاً: ما الذي يخطط له الحوثي ؟