لليوم الرابع على التوالي يقطع مسلحون عدد من الشوارع والأحياء شمال العاصمة صنعاء ويمنعون المواطنين من المرور إلى منازلهم وأماكن عملهم، في وقت قامت مجاميع مسلحة بقطع منفذ “الأزرقين” الذي يربط صنعاء بمدينة عمران المجاورة، وهو ما تسبب في وقف حركة التنقلات اليومية للأشخاص والبضائع بين المدينتين، في تصعيد قبلي هو الأول من نوعه منذ تشكيل حكومة الوفاق الوطني. وتأتي هذه التقطعات في ظل غياب تام لوزارة الداخلية واللجنة العسكرية وقوات الحماية الأمنية. وشكى سكان للأهالي نت أنهم منعوا مساء اليوم الثلاثاء من العودة إلى منازلهم بحي جدر شمال العاصمة صنعاء. وأكدوا أن المسلحين يقطعون جميع الشوارع الرئيسية والفرعية المؤدية إلى منطقة جدر. وقالوا ان المسلحين يطلبون منهم البطائق الشخصية ويقرضون على بعضهم مبالغ مالية مقابل السماح لهم بالدخول. وبدأ مسلحون يتبعون مشائخ من بقايا عائلة الرئيس السابق علي عبدالله صالح، السبت الماضي بقطع الخط الرئيسي ذهبان عمران وشوارع أخرى مؤدية إلى منطقة الجراف شمال صنعاء. وكان نجل أحد مشائخ منطقة بني الحارث ناجي جمعان قد قتل السبت في مواجهات مسلحة مع مسلحين تابعين للشيخ صغير بن عزيز، حين قطع أنصار الأخير أحد الشوراع شمال العاصمة. وعلم الأهالي نت، أن عددا من المشائخ التقوا بالرئيس السابق علي عبدالله صالح الجمعة الماضية. وعادت مظاهر الانفلات الأمني لتهيمن على المشهد العام في العاصمة صنعاء. وتعثرت مساعي الحكومة وعدد من الوساطات القبلية في إنهاء مظاهر التمركز المسلح لمجاميع قبلية حاشدة على المداخل الرئيسة للعاصمة، وإغلاق هذه المجاميع لمنفذ “الأزرقين” الحدودي الذي يربط صنعاء بمدينة عمران المجاورة، وهو ما تسبب في وقف حركة التنقلات اليومية للأشخاص والبضائع بين المدينتين، في تصعيد قبلي هو الأول من نوعه منذ تشكيل حكومة الوفاق الوطني. وأكدت مصادر قبلية بعمران التي تبعد عن العاصمة صنعاء بحوالي 150 كيلومتراً في تصريح ل “الخليج” الاماراتية أن ثمة مساعي قبلية جديدة يتزعمها عدد من الوجاهات القبلية بعمران لإقناع المجاميع القبلية المسيطرة على منفذ “الأزرقين” الحدودي والتي يتزعمها الشيخ صغير بن عزيز، أحد أبرز الوجاهات القبلية الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، والذي يربط الأخيرة بصنعاء، برفع القطاعات القبلية المسلحة التي تسببت في التوقف التام لحركة التنقلات العامة النشطة بين المدينتين مقابل التعهد بالتزام الحكومة بالتجاوب مع بعض القضايا ذات الطابع المطلبي لهذه المجاميع. وكان الرئيس السابق علي صالح التقى الاثنين الماضي مدراء مديريات العاصمة صنعاء. ويأتي الاجتماع في إطار إعادة عائلة صالح الترتيبات وحشد مناصريها لإثارة الفوضى وعرقلة عمل الرئيس هادي وحكومة الوفاق. وكان قيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام قال للأهالي نت (الأحد 29 أبريل 2012) أن صالح، يعقد اجتماعات انفرادية مكثفة مع بعض مدراء مديريات أمانة العاصمة ومدراء أمن المديريات ويصدر لهم توجيهات بتنفيذ عمليات تقطعات مسلحة ليلية في شوارع العاصمة صنعاء والعمل على زعزعة الأمن والقيام بأعمال الفوضى. وقال القيادي، وهو أحد المقربين من عائلة صالح، أن صالح يكثف اجتماعاته ببعض مدراء المديريات ويصرف لهم مبالغ مالية وأسلحة لإدارة عمليات مسلحة وأعمال بلطجة وتقطعات مسلحة ليلية في الشوارع والأحياء وإثارة الفوضى. وكانت مصادر خاصة قالت ل"الأهالي نت" السبت الماضي، أن نجل الرئيس السابق أحمد علي عبدالله صالح أصدر توجيهاته بعدم رفع مخيمات المؤتمر الموجودة في مناطق «عصر، ومدينة الثورة الرياضية، وميدان التحرير، وأخرى». وكان حزب المؤتمر الشعبي العام قد أعلن الأربعاء الفائت على لسان ناطقه الرسمي عبده الجندي اعتزامه رفع مخيماته المتفرقة في العاصمة صنعاء ابتداء من يوم السبت الماضي، وهو ما لم يحدث. وعلم "الأهالي نت" أن إمضاء هذه التوجيهات اقتضى مبلغ خمسين مليون ريال تسلمها قيادي مؤتمري يشغل عضوية اللجنة العامة في المؤتمر الشعبي، إلا أن المصادر التي نقلت المعلومة أكدت أن المشرفين على هذه المخيمات لم يستلموا سوى ثلاثين مليون ريال ولا يعرف مصير العشرين مليون الأخرى.