على قارعة المستقبل هناك كغيره من اليمنيين جلس، بجوار أوجاعه وآلامه، وعلى مقربة من أحلامه وآماله، مفترشاً خساراته وهزائمه؛ في انتظارحوار لا يتمناه أن يَحَار في قضيته.. المواطن في تهامة.. قضيته ما طبيعتها وما مكانها من الحوار الوطني ومن يحق له التحدث باسمها؟ وهل لا زالت تهامة تعاني من الظلم حتى في حضرة الثورة؟ هذه الأسئلة وغيرها يجيب عليها في هذا الحوار الشيخ يحيى منصر عضو المجلس الوطني للقوى الثورة وقائد ثورة الزرانيق والامين العام المساعد لاصلاح الحديدة. حوار: مجدي محروس - ما طبيعة القضية التهامية؟ القضية التهامية قديمة بقدم معاناة الانسان هناك وهي أقدم من القضية الجنوبية وقضية صعدة وكل القضايا المستجدة الان مع احترامنا وتقديرنا لإخواننا في الجنوب وصعدة وكل مكان، قضيتنا ليست عبارة عن عملية استنساخ او محاكاة وتقليد لهذه القضية او تلك, ولم تكن المطالبة بها أمرا مستحدثاً بل انها كانت احدى القضايا المهمة التي طرحت في مؤتمر خمر وكان والدي حينها رئيس وفد يضم مجموعة من المشايخ في الحديدةولا زلت احتفظ الى الان ببعض الاوراق التي نوقشت في ذلك المؤتمر. - ما هي أبرز مطالبكم في تهامة؟ من حيث المضمون لا تكاد تختلف مطالبنا كثيرا عن مطالب الناس الان في ميادين وساحات التغيير ولعل ابرز تلك المطالب كانت تتمثل في المواطنة المتساوية والحياة الكريمة والعدالة الحقيقية والتمتع بكافة الحقوق المشروعة وللأسف كانت هناك اختلالات كبيرة في العدالة فقد كنا في تهامة نطالب بالواجبات دون أن نمنح أقل حقوقنا ومن طالب بحقه أو رفع صوته فالقيود والسجون في انتظاره. - ثمة من ينفي وجود قضية تهامية ويعتبر الأمر من قبيل المناطقية؟ أعتقد أن من يتبنى مثل هذا الموقف غير منصف وعليه الاعتذار لأبناء تهامة فالشعب برمته شاهد على ما يحدث لهم ومدرك لمعاناتهم وهذا لايعيش في اليمن على مايبدو. - أصوات كثيرة تنادي بالقضية التهامية من الذي يحق له التحدث باسمها؟ بإمكان أي شخص أن يحمل ويتبنى هموم وقضايا منطقته وأن يتحدث باسمها وما لا يمكن ابدا أن يأتي شخص أو حزب أو تكتل ثوري ليفرض وصايته عليها ويدعي بأنه الناطق الرسمي باسمها وحتى لا نكون كالذين تفرقوا واختلفوا ادعوا جميع ابنائي واخواني في الحديدة بتشكيل كيان واحد يجمع كافة مكونات المجتمع التهامي (اطراف العمل السياسي في المحافظة، الشباب في الساحات، منضمات المجتمع المدني و...) وقد سررت كثيرا بتشكيل بعض الكيانات الثورية الجديدة كملتقى ابناء تهامة والحراك التهامي وغيرهم لكني ادعوهم إلى التراص وتوحيد الكلمة. - لماذا لا يكون لكم مجلس ثوري في الحديدة على غرار بقية المحافظات؟ أم أنكم لازلتم تعانون الاقصاء والظلم حتى في حضرة الثورة؟ لن نقبل بأي اساءة او انتقاص أو ظلم بعد هذه الثورة المباركة التي حررت الناس من العبودية للعباد.. وهذا الامر إن حدث فنتيجة خطأ في التنسيق ربما لاغير ومع ذلك لا يزال في الامر متسع لتشكيل هذا المجلس. - ما هي أبرز مكاسب تهامة من الثورة السلمية حتى الآن؟ لعل أهم مكسب لأبناء تهامة من الثورة السلمية حتى الآن هو تغيير الصورة الذهنية المرسومة عنهم لدى المجتمع اليمني، الصورة القاتمة والظالمة التي عمل النظام السابق - وأعانه الكثير من ابناء تهامة للأسف - على تعزيزها وترسيخها خلال فترات حكمه والتي عمدت على تشويههم واظهارهم جبناء وضعفاء و... هذا بجانب ما تحقق من مكاسب أخرى كرحيل صاحب نظرية التشويه (صالح) واسقاط ملف التوريث وغيرها من المكاسب التي تحققت بفضل الله ثم بفضل الشباب الاحرار في الساحات.. - ظاهرة نهب الأراضي كيف بدأت وإلى أين وصلت؟ هذه الظاهرة بدأت بعد خطابات الرئيس السابق عام 2006أثناء حملته الانتخابية حينها فقد كان يحرض القبائل ويدعوهم بالتوجه إلى تهامة لنهب أراضيها مما جعل البعض يعتقد بأن أراضينا للفيد وليست كغيرها من الاراضي التي تخضع للبيع والشراء وهذه الظاهرة باعتقادي لن تستمر بعد هذه الثورة المباركة التي أدرك الناس فيها حقوقهم ولمن لازال يفكر في نهب أراضينا نقول إن ديننا علمنا بأن من مات دون ماله وعرضه فهو شهيد ونحن على استعداد لأن نكون شهداء. - أين موضع القضية التهامية من الحوار الوطني؟ قضيتنا تستمد مكانتها وقوتها من مشروعيتها وعدالتها وليست محتاجة أن تقرض نفسها بالقوة أو التلويح بفك الارتباط أو بأي أوراق للضغط وهي إحدى القضايا الوطنية المهمة والمحتاجة إلى سرعة في المعالجة. - ثمة من يدعوا إلى فك الارتباط في الحديدة ما موقفكم من هذا الصوت؟ نحن مهما بلغت مظلوميتنا لا يمكن أن نعالجها بالتي هي الداء الوحدة عندنا خط أحمر ولا يمكن تعديه أو تجاوزه وإن سمع صوت ينادي بهذا فهو صوت نشاز. - ضمن التغييرات التي ينوي الرئيس إحداثها تغيير المحافظين ماهي رسالتكم للرئيس هادي قبل الأقدام على تغيير محافظ للحديدة لاسيما ونحن نسمع بان هناك ترتيبات لتنصيب محافظ من بقايا النظام السابق أو ممن تلطخت أيديهم بدماء الشباب في الساحة؟ لقد منحنا الرئيس هادي الثقة وكلنا أمل أنه بحجم المسؤولية الملقاة على كاهله ونحن إذ نجدد الولاء والعهد له لنرجو منه غاية الرجاء أن يختار شخصية وطنية لقيادة المحافظة يكون من ابنائها يدرك معاناة وقضايا الناسحتى يتمكن من حلها وأن يكون من ذوي الخبرة والكفاءة بعيداً عن المعايير الأخرى وألا يكون من بقايا النظام السابق ففي هذا استفزاز لنا ولثورتنا ولن نقبل به تحت أي مبرر. - بمناسبة الذكرى الثانية والعشرين للوحدة اليمنية ماهي رسالتك؟ هي مناسبة عظيمة أجدها لأهنئ فيها القيادة السياسية ممثلة بالرئيس هادي وحكومة الوفاق وللجيش المؤيد للثورة وعلى رأسهم اللواء علي محسن الاحمر ولكل أبناء اليمن الاحرار في ميادين الحرية وساحات التغيير بمرور الذكرى الثانية والعشرين للوحدة اليمنية التي تأتي هذا العام وقد تمكنا من ازاحة الخطر الوحيد الذي ظل يهدد الوحدة اليمنية وهو علي صالح وقد تبين بان اليمن بدونه بلد واحد واليمنيون جميعهم أخوة.