مرتين تُعلن القاعدة عن منفذ العملية الإنتحارية التي حدثت في ميدان السبعين أثناء تأدية الجيش اليمني لبروفات العرض العسكري الذي كان مقرراً إجراؤه في الثاني والعشرين من مايو احتفاء بعيد الوحدة الثلاثاء الفائت. إعلان القاعدة للمرة الثانية يطرح المتابعين للشأن اليمني أمام أكثر من علامة استفهام. يُدرك من يتابع "أنشطة القاعدة" أن أسلوب إعلاناتهم عن العمليات الانتحارية يتضمن تسجيلاً لمن يُسمونه "الفدائي الشهيد" الذي يُعرف بنفسه وكذلك كُنيته لبثه على شبكة الإنترنت وتسريبه لوسائل الإعلام تباهياً بالعملية. ولكن جريمة السبعين يكتنفها الغموض حتى الآن وإن أُشيرت أصابع الإتهام صوب اسم بعينه. ومن المُشين استثمار الجريمة الشنعاء لدوافع السياسية، ولكن الحقائق المعروضة خلقت نوعاً من اللبس حول ماحدث ومايحدث. عقب "جريمة السبعين" (أعلن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب) مسؤوليته الكاملة إزاء الحادثة، مُتبنياً شناعة الفعل التي جاءت "كرد لما تقوم به أمريكا في أبين"، حسب ماجاء في البيان الصادر عن من يطلقون على أنفسهم "أنصار الشريعة". لم يتنبه أحد أن بيان "قاعدة أنصار الشريعة" خلا من الاسم الذي قام بالعملية التفجيرية تلك، ولم تقم ببث مقطع الفيديو "لزائر الجنة الجديد".! حسب العقيدة. والغريب هذه المرة أن مقطع فيديو تسرب للشبكة العنكبوتية وقع في نفس خطأ "تبني القاعدة"، وفحوى هذا المقطع الذي لايتجاوز دقيقة "أن عملية السبعين قام بها جنود وأنهم من أحرار الأمن المركزي، ويقول المتكلم الذي يلبس زي الأمن ويلف شالاً حول وجهه"" انتقاماً من الفاسد أركان حرب الأمن المركزي، صادر ب19 مايو". وكأن مايحدث مزحة، فالحادثة وقعت في الحادي والعشرين من مايو وليس في 19 مايو. وزارة الداخلية اليمنية كما قالت وقعت في فخ "المعلومات المضللة" فأعلنت أن منفذ العملية هو أمير الدين علي محمد الورافي. قبل إعلان وزارة الداخلية كان هناك دفعاً هائلاً بمعلومات تشير أن منفذ العملية هو "الورافي"، الدفع المعلوماتي هذا كان ينطلق من وسائل الإعلام القريبة من صالح والتابعة لحزب المؤتمر الشعبي العام. وبعد تظليل وزارة الداخلية، لم تجد "الداخلية اليمنية" بُداً من الإعتذار لشخص الورافي وكذلك المتلقين لمعلوماتها نتيجة "التظليل الخطير"!. يبدو الأمر مُعقداً خصوصاً إذا أخذنا بالاعتبار قصة "دخول صالح إلى المستشفى قبل العملية بيوم ؛ لإجراء بعض "العمليات، وظهوره في قناة اليمن اليوم عشية العملية الإنتحارية". فحوى المعلومات السابقة، هو الترابط بين جُزئياتها المثيرة للحيرة، وسيكون ربطها على نحو ما: تبني القاعدة للعملية دون إبداء اسم، وسائل إعلام مؤتمرية تشير إلى اسم بعينه، وزارة الداخلية تشير إلى شخص، وحين يتبين أن هذا الشخص "حيٌ يرزق" تعتذر، بعدها يُطلق أحد منتسبي القاعدة اسما وكُنية. قبل قليل أعلن أحد منتسبي «أنصار الشريعة /تنظيم القاعدة » أن الذي فجر نفسه في ميدان السبعين الإثنين الفائت هو (الاستشهادي هيثم حميد حسين مفرح والذي كان في قوات الأمن المركزي وقبلها جندياً بالجيش اليمني).. والسؤال: لماذا أخرت القاعدة إعلان اسم منفذ العملية إلى اليوم؟ وهل مد صالح وأقاربه القاعدة بمعلومات المنفذ لتحقيق حزمة من المصالح من وراء العملية ؟! تبقى علامة الاستفهام عالقةً خلف الأسئلة المحيرة حتى إشعار آخر قد تأتينا به الأيام القادمة!.