توقع النصر وسوف تنتصر.. بترسون برادلي تدور نقاشات حادة حول جدوى أن يشارك شباب الثورة في الحوار الوطني، والواضح أن الشباب في هذه اللحظة الراهنة أمام ثلاثة خيارات، الخيار الأول أن ينخرطوا في العملية السياسية ويشاركوا بفعالية في الحوار الوطني، الخيار الثاني أن يقاطعوا الحوار ويواصلوا الفعل الثوري لحين انجاز اهداف الثورة التي يجري الالتفاف عليها من الطبقة السياسية، أما الخيار الثالث فيتمثل في القيام بالجمع بين الخيارين السابقين بحيث تكون هناك مشاركة في الحوار ومواصلة العمل الثوري في نفس الوقت. لا شك أن لكل خيار تبعات وأولويات ومؤيدون أيضاً، فالذين يتبنون خيار المشاركة في الحوار الوطني ينطلقون من عدة اعتبارات في مقدمتها أن الشباب أصحاب المصلحة الحقيقية في بناء دولة حقيقية، وأن غيابهم عن الحوار سيساعد القوى التقليدية وأصحاب المصالح الضيقة في فرض تصوراتهم التي تبتعد كثيراً عن ما كان يطالب به الشباب أثناء الثورة. أما الذين يرون أن الثورة لم تحقق أهدافها بعد، فهم لا يجدون حرجاً في القول أن مؤتمر الحوار الوطني مؤامرة خليجية-أمريكية لضرب الثورة بصورة نهائية، ما يعني ضرورة استمرار الثورة حتى إسقاط النظام بكل أركانه وأدواته وسياساته. وفي هذا الصدد يتساءل كثير من الثوار كيف يمكن المشاركة في الحوار الوطني وما يزال الرئيس السابق طليقاً، يقوم بأعمال من شأنها إدخال البلاد في ازمات متلاحقة، ولعل استمرار انقسام الجيش على هذا النحو المشين يشير إلى أن السلطة لم تنتقل للرئيس الجديد بعد انتخابه في فبراير الماضي. وبين الخيارين السابقين، ثمة خيار ثالث تنحاز إليه قطاعات واسعة من الشباب، ويتمثل في المشاركة في الحوار الوطني من جهة، والاستمرار في العمل الثوري والضغط على القوى السياسية من خلال مظاهرات ومسيرات وإضرابات لتحقيق أهداف الثورة من جهة أخرى. ويجادل أصحاب هذا الخيار بالقول: الثورة تحتاج لكي تنجح إلى الدخول في تركيبة السلطة، وإلا فإن أهداف الثورة وطموحات الثوار ستظل شعارات فقط. وعليه، فإن المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني خطوة أولى للنفاذ إلى هذه السلطة التي ظلت حكراً على أشخاص بعينهم لعقود طويلة. وأياً كان رأيك في أي الخيارات أكثر صوابية، فإن من الواضح أن حسم هذا الموضوع يحتاج إلى حوار بين الشباب أنفسهم، ذلك أن هناك وجهتي نظر مبدئيتين في هذا الشأن، وجهة النظر الأولى تعتبر أي مشاركة سياسية في الوقت الراهن خطأً في حق الثورة والثوار، بل خيانة لا تغتفر، فيما ترى وجهة النظر المقابلة أنه ينبغي أن يشارك الشباب في جميع المحطات السياسية حتى يمكن ضمان وصول صوت الثورة للطبقة السياسية الحاكمة اليوم، وضمان التأثير على سياساتها وتوجهاتها. والحال، أن هذا التناقض في رؤية الشباب تجاه المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني ناتج من السؤال التالي: هل من الأفضل للبلد والثورة على حد سواء أن يكون الشباب طرفا في المعادلة السياسية أو ضميرا يراقب ويضغط من أجل تحقيق أهداف الثورة وإقامة دولة ديمقراطية آمنة ومستقرة دون التورط في أي عملية سياسية غير مضمونة النتائج. بعيداً عن أي الخيارات أكثر ملاءمة في الوضع الراهن، فإن شباب الثورة الذين فتحوا باب التغيير على مصراعيه مطالبون بتنظيم صفوفهم والسعي لايجاد رؤية سياسية وطنية شاملة تنقل اليمن من مرحلة التخبط إلى مرحلة جديدة تتعلق بصناعة المستقبل. يجب أن نعي دروس التاريخ التي تقول لنا إن أمةً من الأمم لم تخطو للأمام وهي مكبلة بمجموعة من الصراعات الجانبية، وقد يكون من المناسب لضمان استمرار الثورة وعدم الوقوع في فخ الانقسامات المدبرة،أن يلتقي شباب الثورة على مشروع واحد يناضلون تحت رايته، ما لم ستتفرق دماءهم على القبائل المتناحرة بين فك الإرتباط وفك الانتماء وفك المجرمين ليواصلوا جرائمهم تحت راية التوافق المزعومة. - صحيفة الناس