حذر عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني علي الصراري من فشل المبادرة الخليجية في حال استمر الرئيس السابق في لعب أدوار سياسية بعد أن حصل على حصانة من الملاحقة القضائية والقانونية عن فترة حكمه التي امتدت لأكثر من 33عام حد تعبيره. وقال الصراري في حوار مع "الشرق الأوسط "على الرئيس السابق أن يخرج من الحياة السياسية برمتها لأنه حصل على الحصانة التي ینبغي أن یقابلها الكف تماما عن ممارسة العمل السياسي، فهو حصن لأنه أقترف جرائم بحق البلد، مشيرا إلى أن من يزاول السياسية ينبغي أن يكون خاضعا للمحاسبة. وأضاف المستشار السياسي والإعلامي لرئيس الوزراء إلى أن صالح يقوم بخلط الأوراق واستنفار الانقسامات والنزاعات الداخلية. وینبغي أن یتخذ الآخرون موقفا حذرا منها، لأن الرجل في وضعه الحالي یحاول أن یخلط الأوراق ویحاول أن یدفع بالأمور نحو المزید من الانقسامات والتناحرات الداخلية لأنها هي الوحيدة التي تصب في مصلحته، وهو يعتقد أنه يثأر من البلاد بمختلف قواها عن طریق الدفع بالانقسامات والتناحرات الداخلية. وأوضح الصراري إلى أن الوضع الراهن ليس هو ما تهدف إليه المبادرة الخليجية وإلى تكريسه والإبقاء عليه وإنما آليتها التنفيذية معنية تماما بنقل كامل السلطة وتوحيد القوات المسلحة والأجهزة الأمنية تحت قيادة واحدة هي قيادة الرئيس (القائد الأعلى للقوات المسلحة) وقيادتي وزارتي الدفاع والداخلية، مؤكدا أن دون هذا العمل ستكون العملية السياسية بكاملها محفوفة بالمخاطر وقابلة للتوقف، ویمكن القول إنه إذا لم یجر توحيد القوات المسلحة وإعادة هیكلتها، وكذلك بالنسبة للأجهزة الأمنية ستكون في هذه الحالة، «المبادرة الخليجية» قد فشلت، وأيضا العملية السياسية، وأن ما حدث هو عبارة عن إجراءات شكلية لم تمكن البلد من الخروج من المأزق الذي دخلت فيه. وأكد على ضرورة تمكين الرئيس والحكومة من السيطرة على أدوات السلطة المختلفة ولا ينبغي القبول بأن تدار السلطة من مركزين مشيرا إلى أن أدوات السلطة لا تزال بعيدة عن العمل وفقا للشرعية الجديدة. وشدد الصراري على ضرورة الإسراع في إنهاء الهيمنة العائلية على القوات المسلحة والأجهزة الأمنية ووضع هذه الأدوات تحت تصرف وإمرة السلطة الجديدة والشرعية الجديدة. وقال الصراري من غير المنطقي تبرئة علي عبد الله صالح من الحروب التي دارت في صعدة، وإن حاول أن يتنصل منها، فهو مسؤول عن كل الحروب التي شنها خلال فترة حكمه للبلد ولا يمكن مجاراته في مثل هذا النوع من الإنكار ولا ينبغي بأي حال من الأحوال أن يشوه الحقائق ويتخلى عن المسؤولية ويلقيها على أطراف أخرى قال الصراري. وفي ما يتعلق بالعلاقات اليمنية الإيرانية المتوترة قال الصراري إن الرأي العام اليمني بحاجة إلى أن يطلع على حقيقة ووثائق تتعلق بالتدخل الإيراني، وبشكل خاص بعد الكشف عن شبكة تجسس إيرانية تعمل في اليمن تحت عدة أغطية تجارية وغيرها.