أرسل علي صالح دعوته للوزراء والمسؤولين مستجديا أن يأتوا إليه ومتسولا منهم التهاني بقدوم شهر رمضان، وعمل مثلي حين كنت -تلك الأيام- أعمل لأصحابي رنات على تلفوناتهم، وكل ما اتصل منهم واحد بادرته بالتهنئة الرمضانية الحارة.. المهم: ما إن تناهى الخبر إلى سمع الرئيس هادي حتى أطلق تهديداته للوزراء وكبار المسؤولين لمنعهم من إجابة الدعوة. لكن المشكلة أن المسؤولين في دولة الرئيس هادي كثيرون، ويبدو الرئيس مثل «سُعيّد» الذي كان معه غنم كثير إلى درجة أنه كان لا يعرف بعض أغنامه -كما تقول قصة شعبية. ولهذا نسي الرئيس عددا من المسؤولين من بينهم علي القيسي محافظ حجة الذي طنشه وبادر لزيارة صالح ضمن الوفد المهنئ لتقديم فروض الولاء والطاعة!! الرئيس هادي هو من عيّن القيسي محافظا لمحافظة حجة، لكن القيسي ما يزال مقيماً في صنعاء، ولم يتمكن -حتى الآن- من النزول إلى المحافظة لأن «فهد دهشوش» -رئيس حزب المؤتمر هناك- عمل اثنين براميل قريب مبنى المحافظة ورفع لوحة مكتوب عليها: «ممنوع الدخول لغير العاملين»!! وبناء على هذا، فقد فكر القيسي في الموضوع وذهب لزيارة صالح قائلا -بلسان الحال: أيش فائدة قرار هادي، وأيش من رئيس هذا إذا كان خبره ما يجزعش على نقطة الأزرقين!؟ وربما أن معه حق، فالمثل يقول: بلادك أينما تُرزق مش أينما تُخلق. والحل -إذن- في يد علي صالح، خاصة وأنه على اتصال مستمر هذه الأيام مع عبدالملك الحوثي، وممكن يكلم لنا «الأخ عبدالملك» يخلينا ننزل نداوم ونقصد الله!! وبالتأكيد أن علي صالح دق صدره وأطلق وعوده للقيسي كما هي عادته في مثل هذه المواقف. وبعد أن ظهر القيسي على قناة «اليمن اليوم» ضمن المهنئين، ورأى صالح أنه قد قضى وطره، تنكر للرجل وقال له: أنا معك لكن الأخ عبدالملك ما رضيش!! وحتى لا يقطع صلته بالقيسي فقد وعده أن يحاول مع الأخ عبدالملك أكثر من مرة. ونحن -بدورنا- سننتظر وسنرى: إذا تمكن القيسي في المستقبل القريب من النزول إلى حجة، فالمعنى أن الاتصالات مع «الأخ عبدالملك» أثمرت!!