كشف مصدر يمني مسئول أمس السبت، عن قيام تنظيم القاعدة بتسليم الدبلوماسي السعودي عبدالله الخالدي والمعلمة السويسرية سيلفيا إبراهرت اللذين تم اختطافهما منذ مارس الماضي إلى قبيلة يمنية كبيرة في جنوب اليمن إلا أنها اشترطت دفع مبلغ مالي كبير للإفراج عنهما. وكان طارق الفضلي أحد المشاركين في وساطة قبلية يمنية لإطلاق سراح نائب القنصل السعودي عبدالله الخالدى الذي اختطفه عناصر من تنظيم القاعدة، قد أعلن في وقت سابق أن المساعى والمفاوضات التى يقودها نجل مسئول يمنى كبير لإطلاق نائب القنصل السعودي المختطف حققت تقدما ملحوظا وأنه سيتم إطلاق سراح الخالدي اليوم الأحد. وطلب تنظيم القاعدة مقابل إطلاق سراح المعتقلين، أن يتم إطلاق سراح جميع المعتقلين في سجون قطاع المباحث العامة التابع لوزارة الداخلية السعودية ومن تم اعتقالهم من دون توجيه تهم إليهم على أن يتم تسليمهم باليمن ، ثم دفع فدية مالية سيتم الاتفاق عليها في ما بعد. يشار إلى أن المملكة العربية السعودية كانت قد رفضت في وقت سابق أي تجاوب مع مطالب تنظيم قاعدة الجهاد في الجزيرة العربية الذي تبنى خطف نائب القنصل السعودي لدى عدن. في ذات الصعيد، أكدت مصادر قبلية في محافظة أبينجنوبي اليمن أن هناك بوادر انفراج وشيك في ملف نائب القنصل السعودي بعدن عبد الله الخالدي المختطف لدى تنظيم القاعدة منذ مارس/آذار الماضي. وعلمت الجزيرة نت أن عملية وساطة جديدة للتفاوض بشأن الإفراج عن الخالدي تجري في هذه الأثناء من قبل وسطاء قبليين بإشراف مباشر من نجل الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي, ويتوقع أن تنتهي بالإفراج عنه في غضون يومين على الأرجح. وكشف مصدر مطلع للجزيرة نت -طلب عدم الكشف عن اسمه- عن مفاوضات تدور حول صفقة تبادل أسرى لم يتم الإفصاح عنها بعد، وقد جرى بشأنها توافق مبدئي بين الخاطفين والوسطاء. وبحسب المصدر نفسه فإن الصفقة تقضي بإطلاق 19 شخصاً من عناصر القاعدة في سجون الأمن السياسي (المخابرات) بصنعاء بعضهم ممن انتهت فترة أحكامهم, مقابل تسليم الدبلوماسي السعودي المختطف للوسطاء. وأكد الشيخ طارق الفضلي، أبرز مشايخ محافظة أبين وهو زعيم قبلي يقود وساطة غير رسمية للإفراج عن الخالدي، دخول طرف جديد في الوساطة مع الخاطفين اليومين الماضيين بقيادة جلال عبده ربه هادي نجل الرئيس اليمني، غير أنه نفى علمه بأي تفاصيل ومعلومات عن ما تم الاتفاق عليه في تلك المفاوضات التي لا تزال جارية. وقال في تصريح للجزيرة نت "نحن نقود وساطة قبلية منفصلة عن الجانب الرسمي اليمني والسعودي كمبادرة ذاتية من قبل مشايخ أبين للإسهام في تقريب وجهات النظر وتسهيل مهمة الإفراج عن نائب القنصل السعودي". وأشار الفضلي إلى أنه تواصل مع الخاطفين وأنهم تعهدوا له بقرب الإفراج عن نائب القنصل السعودي غير أنهم اشترطوا نظير ذلك إفراج سلطات الأمن السعودية عن خمس سجينات من تنظيم القاعدة. وكانت السلطات السعودية أفرجت عن ست نساء معتقلات لهن صلة بتنظيم القاعدة قبل أسابيع، لكنها قالت إن هذا الإجراء ليس له صلة بمطالب خاطفي دبلوماسي سعودي في اليمن, وإن الإفراج جاء لظروف إنسانية فقط.