اليوم كنت أقرأ في صحيفة الأولى لمحمد المقالح، يبدو الرجل منساق خلف أوهام سياسية لن تأتي ومسكون بأحلام مستحيلة، فمن المحال مثلا أن تحكمنا إيران عبر أدواتها، أو تلعب بمستقبل ومصير ووحدة البلاد، من خلال مراجعها التي ما فتئت تنفخ نيران حقدها الأسود في الصدور، في محاولة مستميتة لتجييش الشعب ضد نفسه..!! محمد المقالح يكره الاخوان المسلمون، ذات مرة اخبرني بأن بدايته كانت اخوانية، ويبدو أن المقالح نموذج فاشل للاختراق الشيعي الإيراني للإخوان المسلمون في اليمن منذ زمن، فتربوية الإخوان لا تبقي في جسد الحركة الكائنات الدخيلة، والأجسام الملوثة بكثير من الاستبطانات العقائدية المنحرفة، تماما كما ينفي البحر الجيف إلى الشاطئ كي تقتاتها النسور وشوارد الليل ..!! يقول محمد المقالح :أنه من الصعب أن يتم تغيير الاخوان المسلمون بالصورة التي تم فيها تغيير نظام حسني مبارك وابن علي، لأنهم لا يواجهون التغيير المضاد الذي يحلم به المقالح وتهندس له مراجع قم، بأدوات حسني مبارك وابن علي أي -الجيش والشرطة والأمن - ولكن يواجهون ذلك بثقلهم الجماهيري ومنظماتهم الحقوقية ونقاباتهم ومخزونهم الشبابي الكبير، وهذا الأمر لا يضع الاخوان في مأزق أخلاقي وقانوني ودستوري ووطني، بحيث يمكن التشوية بهم واستعطاف القوى الخارجية التي يحلم محمد المقالح بان تساند التغيير الذي سيقوده في المستقبل ذلك التغيير الممتد من قلب إيران إلى اليمن.! لذلك يقف محمد المقالح وأمثاله ضد هيكلة الجيش ، ويتحالفون مع المخلوع ، ويريد أن يضع الشروط الطائفية التي تحيل الجيش اليمني إلى حرس ثوري طائفي يخدم أهداف إيران في البلاد ويحقق قبضتها المحلومة على أهم منطقة حيوية وإستراتيجية في مضمار الصراع العالمي والحضاري على حد سواء. هذه النبرة ضد الإخوان المسلمون بدأت تتصاعد بعد أن القى الرئيس المصري محمد مرسي كلمته السياسية والإستراتيجية التي رسمت إستراتيجية جديدة في مسار استعادة الأمة الإسلامية لدورها الحضاري والعالمي الذي كانت إيران شريكا في إجهاضه والمؤامرة عليه قديما، ومحاولة إجهاضه والمؤامرة عليه اليوم، لما يشكل من قوة صاعدة في قلب العالم ستقلب كل معاير الظلم والاستكبار العالمي، وما تفرع عنه من أحلاف طغت وتجبرت مثل إيران التي تمارس أبشع أساليب الإرهاب والقتل في سوريا والعراق والاحواز، ومحالة نقل ذلك إلى اليمن والسعودية، ودول القرن الإفريقي. لازالت أحلام إيران تعمل من خلال هذا الكائن الذي يقدم أسوء نموذج في الوطن، من نماذج العمالة والارتهان، لكنه هذه المرة يمارسه برداء اشتراكي أممي يسعى إلى تأميم حق الشعوب في الحياة الكريمة وفق قيمها ومعتقداتها السوية وتطلعاتها الكبرى في تحقيق خير أمة أخرجت للناس "والله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون".