تصادف اليوم الذكرى 22 لتأسيس التجمع اليمني الإصلاح ! على الجانب الأيسر من شارع جولة حوض الأشراف أقف حائرا في المسلك الذي ينبغي علي اتخاذه للوصول إلى مخدعي.. الوقت متأخر جداً..يمر أحدهم من أمامي, ويرمقني بنظرة مليئة بالاندهاش, أحاول أن أتجاهله فيلحق نظرته بابتسامة عريضة ..ويسألني: -ما الذي تفعله هنا في هذا الوقت المتأخر ؟ -لاشيء ..أنا في الطريق إلى مخدعي وهذا كل ما في الأمر ! -حسناً :ألا تعرفني يسأل ثم يبتسم ويذهب دون انتظار ردي ..ثم فجأة يعود مرة أخرى : -نسيت أن أسألك عن اليوم الذي سيصادف ال 13 من سبتمبر الجاري ؟! ثم يردف سؤاله بالاستفسار عن المكان الذي ستقام فيه الاحتفائية !!! تخذلني الذاكرة فجأة ...أجيب بشيء من الفتور : عن أي احتفائية تتحدث ؟! الاحتفائية التي ستقام بمناسبة الذكر ال 22 لتأسيس الإصلاح.. أوووه ..يا ربي, كيف نسيت أننا في الثامن من شهر سبتمبر وأن خمسة أيام فقط غدت تفصلنا عن هذه المناسبة العظيمة ؟! في زحمة الحياة ومشاغلها يحدث أحيانا أن أنسى أشياء كثيرة ..بيد أنها لا تتعدى نطاق الأشياء الهامشية فكيف نسيت حدثا بارزاّ بحجم ذكرى تأسيس الإصلاح ؟! يتأهب الوطن كله للاحتفاء بهذه الذكرى الخالدة ,فيما ذاكرتي تسيح في متاهات الغفلة ...كان عليها ألا تنسى حدثا كهذا فكيف لي أن أعاقبها الآن..! ال 13 عشر من سبتمبر الخالد لسنة 90م ميلاد حقيقي للأمل ..الإصلاح روح اليمن, وقدره الجميل ..وميض يبرق ليضيء للوطن مسلكه ,وطريقه نحو الغايات العظام المنشودة ! يكفي أن تكون إصلاحياّ لكي تشعر بحجم الامتيازات السياسية ,والفكرية والوطنية التي لديك ! يكفي أن تكون إصلاحياّ ,لتكون شخص غير عادي بمواصفات غير عادية ...! لاشيء بمقدوره أن يكون فوقك, وتحت السماء في نفس الوقت ..لا قوة تستطيع المزايدة عليك ,أنت من ضحى وناضل, وثار, وتمرد على الظلم, أنت من شمخ رأسه في زمن ( طأطأة الرؤوس ) ! أنت من صمد في زمن الخذلان ,فلا تأخذنك هرطقات القوم, وقدحهم.. قدر الإصلاح أن يكون كبيراّ.. لاشيء بمقدوره إيقاف المارد الإصلاحي عن الصعود ..أؤكد لكم ذلك, وإليكم الدليل من الواقع : هل تتذكرون مهرجان صالح الانتخابي في حضرموت قبل ست سنوات, يومها كان يبدو واثقاّ وهو يتحدث لجماهيره عن الكروت التي استخدمها في مشواره السياسي,والأوراق التي " أحرقها بيديه " ورماها بعد أن استخدمها لتثبيت أقدامه على رأس هرم السلطة ...ويضيف بكثير من الغرور : (أيتها ) الجماهير: اطمئنوا فلا خوف بعد اليوم فقد غابت الشمس ..غابت ..غابت وإلى ( الأبد )!! يومها كان الرجل يقصد الإصلاح بحديثه ..فيما كانت الشمس تعري مزاعمه أمام جماهير أخرى في الضفة الأخرى! اليوم لاشيء يبرر ذكر الحادثة سوى التدليل على حالة الانقلاب الكبير في المشهد ..لصالح رهاننا طبعا..حمى الإصلاح أصابت صالح في مقتل ,ونار شمسسه اللافحة أحرقت نظامه ورمت به إلى جحيم الخزي والذل والعار !! يستمر ألق الإصلاح. في الحقيقة فإن الدخول في حالة صراع مع صالح لم يكن غاية في نظر الإصلاح, وإنما وسيلة للوصول إلى غايات أكثرا سمواّ ونبلا..ثمة شعب متعب ينتظر من الإصلاح ما هو أكبر من دحر الطاغية ..شعب أرهقته الحياة, وطحنه الفقر, وهذه مهمة الإصلاح الآن ففي حضوره لا يجب أن تظل هواجس الخوف من المستقبل تنخر في سكون الناس, وهدأتهم .. دمر صالح كل شيء جميل في هذه البلاد على ذمة سعيه للتخلص من هذا الكيان الذي أقض مضجعه, وشرد نعاسه ..فخاب في مسعاه رغم استخدامه لكل الوسائل. صالح نموذج جلي ل " جحيم لعينة " امتلكت اليمن بشرعية الاغتصاب وألقت بشعبه في أخاديد الفقر, والجوع, والعوز واليأس,والحروب, والدمار, والاقتتال! صالح حالة من القبح والبشاعة المستعصية على الفهم ...لكن تنظيمكم بالتعاون مع شرفاء الوطن تمكن منه أخيرا, وأسقطه بالضربة القاضية .. اليوم سنحتفل بالذكرى ال 22 لتأسيس قدرنا الجميل..بدون صالح ونظامه ! سنحتفل دون مضايقات, ودون مطاردات, ودون شتائم.. سنحتفل كيفما نشاء وبالطريقة التي نراها مناسبة..وسندعو الجميع لمشاركتنا احتفالنا الكبير سنحتفل دون أن ننسى بأن الكثير من العمل ينتظرنا غدا الكثير من المتاعب, تعترض مسارات مشروعنا الكبير.. لكننا حتما سنجتاز كل العوائق .. يجب علينا اجتيازها بكثير من الثقة فالشعب ينتظرنا هناك ...على أطراف النهاية الجميلة هناك حيث سنقيم الاحتفالية الأكثر ألقا, والأكثر إشراقا ... إحتفالية الانتصار النهائي !