صار الحديث عن الوجع والابتزاز فيما يقوله أو يكتبه المرء وصمة فوبيا تجعله في نظر الأخرين شخص عدمي دائم الخيبة والتلكا حتى وأن حاول جاهدا الاحتراف بحذاقة في كتابته بحشر مصطلح أو مصطلحين رفيعان تحت دعوى سرد وملامسة مواقف إنسانية مؤلمة تستدعي منا الانفعال والقلق على مستقبل البلاد. مؤخرا وصلني نبأ محزن.. وصل على التو إلى القلب ,دلف به إلى خرابة زهور مسحوقة, إنها قصة عامل البنشر الزبيدي الذي ضرب في الحصبة حتى الموت من قبل مرافقي الشيخ هاشم الأحمر دونما ثمة رحمة. بكلمة واحده قالها الزبيدي وأصر عليها حسابكم 1500 ريال يمني وذلك مقابل غسله سيارة الشيخ هاشم الأحمر, دوى ذلك الاصرار المزين بالكد الظاهر على جبين الزبيدي تغولات القتلة والنهابة من مرافقي الشيخ الأحمر برفضهم دفع فلوس غسل السيارة والتي لا تعني بالنسبة لهم شيء مقارنة بالأموال التي سطو عليها من خيرات البلاد معبرين عن رفضهم السافل بضرب الزبيدي بإعقاب البنادق حتى الموت. لمثل هذا الموقف الاجرامي الخارج عن طور الإنسانية والشفقة يدرك المرء أن لا وطن جميل ومنصف ينتظره سوى فوهة بنادق النافذين وقطاع الطرق. ببساطة يتقرع مرافقي الأحمر بالزبيدي كوجبة صبوح دسمة لنشوة القتل المعتادة دونما شفقة أو رحمة كل ذلك لأنه من الحديده ولا يستند إلى قبيلة أو سلطة, احد الساكنين بجوار منزل الزبيدي يقول" أن الزبيدي عاده تزوج قبل عام وزوجته حامل ".أتساءل بوجع بالغ ما الذي سيحدث لهذه المرأة ولطفلها الذي قد لا يرى النور فربما يفتك به العوز وأمه بعد أن غادرهم رب الأسرة ....عزاء مفتوح لبلدة كنت أظنها رائعة المدن وتقرب من الدهشة كثيرا ..لا.. الانتظار ..بالفعل .. بلدي منفى وأنا الغريب .