أعتقد أن الحديث عن الألغام التي تحصد أرواح الأبرياء في "حجه" أجدى بكثير من الحديث عن الحوار .. وماذا يعني لي الحوار بل وماذا تعني لي نتائجه إن لم يتوقف نزيف الدم الذي تتسبب به ألغام "عبدو الحوثي" ؟ هذه الجرائم التي تحرمها كل الشرائع والأديان والأعراف والمواثيق الدولية لا يلتفت لها الكثير ممن يجدر بهم تناولها بشكل جدي، حتى ينال مرتكبيها جزائهم العادل وحتى يأمن الإنسان على نفسه وأهله. وما ذنب الطفل في حجه في صراع "عبدو الحوثي "مع معاوية حتى تحصد روحه عبوة حاقدة زرعها ناقم من معاوية أو من الوهابية أو غيرهما؟؟ ثم يا للعجب ! كيف سيمكن للمتحاورين الجلوس على طاولة الحوار فيما أحد أطفال كشر في طريقه إلى لغم قاتل ، وامرأة في طريقها إلى لغم آخر؟! أي ضمائر ستكون لديهم وكيف سيكون لنا أن نثق بقدرتهم على رسم خارطة مستقبل أمتنا اليمنية جمعا ؟! وما الذي ستعني لهم اليمن إن لم تكن الإنسان أولا وقبل أي شيء آخر ؟؟!! أوقفوا كل هذا العبث بالدم اليمني، وقفوا أمام مسئوليتكم الأخلاقية والإنسانية، فإن ما يحدث من إجرام لا يسكت عنه إلا مجرم متنصل عن إنسانيته أيضا..