الأخ محافظ محافظة حجة علي القيسي المحترم؛ تحية طيبة وبعد؛ لعلك سمعت خبر مقتل الطفلة آمال القاعدي الأربعاء الماضي على يد عصابة مسلحة من قبيلة بني بدر، لكنك لم تحرك ساكنا حتى لحظة كتابة هذه الرسالة مساء الأحد الماضي؛ وهذا يعني أمرين: أولهما أنك على علم بمقتل الطفلة لكنك لم تأمر أجهزة الأمن بضبط الجناة، وهذا مؤشر إما على عدم تقديرك لحجم المسؤولية التي قبلت تحملها؛ أو أنك طرف في مشاكل يفترض بك أن تسعى لحلها وليس تأجيجها. وثانيهما أنك لا تعلم بمقتل آمال وهذا مستبعد لكن إن صح هذا الافتراض (..... فالمصيبة أعظم)؛ وحينها فأنت غير جدير بمنصب المحافظ بل على العكس تكون غير محافظ على مصالح وأرواح من وليت رقابهم. المحافظ القيسي.. ما يحدث في قرية المزعالة بمديرية الشاهل منذ ثمانية أشهر أمر يستدعي لفت انتباهك وتحريك مشاعرك الإنسانية قبل الوظيفية فقد سقط ستة قتلى وأكثر من 15 جريحاً والدولة لم تحرك ساكنا. والأدهى من ذلك أن 3 توجيهات صدرت من وزير الداخلية بإنزال حملات أمنية لضبط المتسببين في إراقة الدماء وإثارة الرعب في المنطقة لكنها تحطمت على صخرة رفضك، ولا ندري ما هي الأسباب التي دفعتك لمثل هذا السلوك الذي لا ينم عن روح المسؤول! محافظ حجة.. ستقول عند قراءة هذه الرسالة أنك تبنيت وسطاء قبليين لحل المشكلة لكن الأطراف المعنية رفضت القبول بالحلول التي طرحها الوسطاء، وسنقول لك إن وظيفتك تنفيذ النظام والقانون وليس إرسال الوسطاء، ونذكرك بالقسم الذي أقسمته على نفسك حين توليت هذه المسؤولية، فهل كان تعطيل القانون من بين مفردات القسم الذي تلوته أمام رئيس الجمهورية حينها. الأخ المحافظ.. ستقول أيضاً أن أحد الأطراف يرفض الرضوخ للحلول المطروحة التي لم تكن الدولة طرف فيها؛ ونقول لك نحن نطالب قيادة المحافظة بإرسال حملة أمنية لضبط المتمردين وبسط نفوذ الدولة على منطقة النزاع وإنزال المسلحين من الجبال والمتارس، وأظن هذه الأمنية من أبسط حقوق المواطنة. المحافظ القيسي.. وحتى تكون على علم بمشاكل محافظة حجة عليك التواجد في المحافظة والدوام في المجمع الحكومي الذي لم تدخله منذ أن صدر قرار تعيينك كون تواجدك المستمر هو في أمانة العاصمة وإغلاق أبوابك في وجوه أبناء المحافظة وتجاهل مشاكلهم يندرج ضمن خيانة الأمانة الموكلة إليك، وهذا أمر معيب في حقك وعواقبه ستكون وخيمة عليك وعلى أكثر من مليون مواطن هم أبناء محافظة حجة. أخي المحافظ.. لا زالت الفرصة سانحة لتلافي الأخطاء والتعامل بحزم مع كل من تسول له نفسه التلاعب بالنظام والقانون وإقلاق السكينة العامة وإثارة الرعب وإزهاق الأرواح، ما لم فأشرف لك ألف مرة أن تذهب إلى رئيس الجمهورية وتقدم استقالتك بدلاً من تحولك إلى أراجوز يؤدي دور المحافظ اللي ما شافش حاجة..