بحثا عن شربة ماء..عن نظافة ..بحثا عن عيشة كريمة حرموا منها طويلاً..خرج أبناء مديرية الزيدية بمحافظة الحديدة ..هذه المديرية البائسة التي اغتالها الإهمال وجثم على قلبها طويلا التسيب والعبث والإهمال في ظل مجلس محلي لا يسمن ولا يغني من جوع. إنها الزيدية ..كبرى مديريات شمال المحافظة تفتقر اليوم إلى مشروع مياه يغذي مركز المدينة ..هذا المشروع الذي يحتاج إليه الأهالي خصوصاً مع قدوم صيف هذا العام وارتفاع درجة الحرارة القاتلة. نَفَذَ صبر أبناء المديرية والذي دام لعقود وكان أملهم لعل وعسى أن يصحو هذا المجلس ويقوم ولو بالجزء اليسير الملقى على عاتقه من تقديم الخدمات ولكن لا حياة لمن تنادي. هب شباب هذه المديرية ممثلاً بحركة الشباب الحر وائتلاف شباب الثورة هذا الشباب الذي حمل على عاتقه هم المطالبة بالحقوق المهدورة والمسلوبة. تدرجت هذه المطالب في جموع حاشدة كانت بدايتها في مهرجان جماهيري مطلع هذا الأسبوع والذي احتشد فيه أبناء المدينة مطالبين المجلس المحلي بسرعة التجاوب في تشغيل مشروع المياه وتحسين مستوى النظافة في المدينة وترميم للقلعة"الحصن الشهير" الذي تلاشى وذهبت أحجاره أدراج الرياح وأصبح اليوم بقايا ركام..في ظل غياب تام لهذا المجلس الذي ليس له أي وجود يذكر. ردد المشاركون الشعارات المدوية التي تؤكد على مشروعية المطالب والسبات العميق الذي يغط فيه مجلسهم المحلي. لم ينم الشباب طويلاً بعد المهرجان لكنهم انتفضوا في مسيرة حاشدة يوم أمس الأول والتي انطلقت من وسط المدينة باتجاه المجمع الحكومي, ردد المشاركون فيها شعارات تندد بصمت المجلس المحلي المخزي وغياب الخدمات وحرمان المديرية من ابسط حقوقها. وهتف المتظاهرون:" يا عصابة الفساد..ارحلوا عن البلاد ..مطالبنا شرعية ..صحة ..مياه..بلديه يا مجلسنا المحلي..دايم عنا متخلي ..وغيرها من الشعارات وعند وصول المسيرة إلى المجمع الحكومي لم يجدوا أحداً في هذا المجمع, فيما أشارت مصادر أن مدير المديرية رئيس المجلس المحلي غادر المجمع وفر هارباً إلى مدينة الحديدة. وكان شباب الزيدية قد نصبوا خيامهم أمام المجمع مطالبين رئيس المجلس المحلي والسلطة المحلية بالمحافظة تلبية مطالبهم والنظر لهذه المديرية بنظرة عادلة أسوة ببقية مديريات المحافظة