ينتاب الحزن والاسى كل يمني غادر بلده ضربا في ارض الله بحثا عن الرزق وتوفير حياة كريمة له ولأهله واسرته.. هذا الحزن ناتج عن الحالة المأساوية للبعثات الديبلوماسية لبلادنا في الخارج والتي انيط بها تقديم خدماتها لرعايا اليمن في تلك البلدان. اليمني في كل مواطن الاغتراب من شمال اوروبا الى اقصى جنوب افريقيا ومن اقصى الشرق الى اقصى الغرب نجده وحيدا يصارع الغربة بهمومها وبمشاكلها المتعددة والمعقدة، بدون سند او داعم او مرجعية او جهة تخفف عنه المتاعب وتساعده في تجاوز المصاعب، وترفع عنه المظالم، اليمني لا يعرف من سفارة بلده او قنصليتها سواء جمع الجبايات المتنوعة والمتعددة والمجحفة ، رسوم على كل معاملة على كل وثيقة على كل ورقة فمثلا : أضافة مولود، تجديد جواز، تعديل مهنة، تصديق شهادة ميلاد، شهادة وفاة، شهادة مدرسية، شهادة خبرة، توكيل محامي، توكيل استقدام، عقد زواج، حكم شرعي، و...و... كل وثيقة مهما كانت نوعيتها او قيمتها أو اهميتها لابد ان يدفع مقابل استخراجها او تصديقها مبلغا ماليا ليس بالقليل .... لا نعترض على الرسوم، لنقل انها معتمدة في كثير من بعثات البلدان الاخرى، لكن في كل ارض الله اذا دفعت شيئا لا بد ان احصل على خدمة مقابلة، فما هي الخدمات التي تقدمها بعثات بلادنا في الخارج للمغتربين؟؟ العاملون في بعثات بلادنا في الخارج لا يدركون ما هي المهام والواجبات والوظائف المناطة بهم، لا يعرفون ما ذا يعني السلك الديبلوماسي وماذا تعني الوظيفة الديبلوماسية؟ وماذا تعني حماية مصالح بلدانهم وحماية مصالح رعاياها؟ ما يعرفه هؤلاء فقط !!! هو كيف يجمعون الاموال، وكيف يبتزون المغتربين، ويتاجرون بقضاياهم ومصائرهم، وكيف يستغلون مواقعهم ووظائفهم وجوازاتهم الديبلوماسية في التهريب والتجارة غير المشروعة دخولا وخروجا، الكثير من اعضاء البعثات الديبلوماسية تحولوا الى تجار ورجال اعمال وانشغلوا بأعمالهم الخاصة عن العمل العام الذي اوفدوا من اجله برغم ان رواتب البعض منهم تعادل رواتب 60- 70 موظفا في الداخل. البعثات الديبلوماسية في الخارج يسودها التسيب الاداري والفوضى والمحسوبية، موظفيها لا يتواجدون في اماكن اعمالهم ولا يلتزمون بأوقات الدوام الرسمي، امكانيات هذه البعثات سخرت للعمل الخاص ولخدمة اشخاص بعينهم، كثير من موظفي البعثات اوقِفُوا لاستقبال ومرافقة وتوديع اولاد واقارب ومعارف مراكز القوى والمتنفذين في الداخل والذين يتقاسمون التعيينات في السلك الديبلوماسي. وبما أن المغتربين اليمنيين في المملكة العربية السعودية يمثلون اكبر جالية يمنية في الخارج فان البعثة الديبلوماسية للجمهورية اليمنية في المملكة العربية السعودية تمثل اسوأ واجهة خارجية للجمهورية اليمنية نظرا لسوء الخدمة التي تقدمها للمغتربين هناك، تحولت البعثة الديبلوماسية في السعودية سواء عبر السفارة في الرياض او القنصلية بجدة الى جهة جباية لا اقل ولا اكثر وتناست كل مهامها الاساسية المتمثلة في حل مشاكل المغتربين، ومتابعة اوضاعهم، والوقوف مع المظلومين والمعسرين والمسجونين والمرضى منهم. لا نريد ان ندخل في تفاصيل وخبايا الفوضى والعبثية التي تعيشها بعثاتنا الديبلوماسية في الخارج لان الموضوع معايش ومعروف لدى كل من الجأته الحاجة لمراجعة سفارةٍ او قنصليةٍ لبلادنا في الخارج. أن حكومتنا مطالبة بأجراء عملية تغيير شاملة في البعثات الديبلوماسية لبلادنا، تغيير يشمل الموظفين الحاليين باخرين يدركون واجباتهم ومهامهم، يتمتعون بالنزاهة ونظافة اليد، لا يجمعون بين العمل الحكومي والعمل الخاص، يتم اختيارهم على اسس الكفاءة والقدرة لا على اسس المحاباة والمحسوبية وتقاسم مراكز النفوذ والفساد، تغيير يشمل اليات ووسائل واساليب التواصل مع المغتربين، ومع الجهات ذات العلاقة في البلدان التي يعملون فيها، تغيير يحصل من خلاله المغترب على حقوقه الاساسية في الرعاية والحماية والدفاع عن المصالح.