أفرجت الأجهزة الأمنية بمحافظة عدن، عصر اليوم الأربعاء عن القيادي الجنوبي البارز في الحراك الجنوبي ومعارضة الخارج السفير السابق أحمد عبدالله الحسني بعد ساعات من اعتقاله لدى وصوله إلى مطار عدن الدولي على متن طائرة الخطوط الاردنية قادماً من المنفى. وقالت مصادر أمنية ل(العين أونلاين) أن الافراج عن السفير الحسني- الذي اعتقله فجر اليوم الاربعاء مجموعة من الملثمين المسلحين، بعد ان اقتحموا بوابة المطار وصعدوا إلى متن الطائرة لاختطافه إلى جهة مجهولة ، يعتقد أنهم تابعين لجهاز الأمن القومي الموالي للرئيس المخلوع، تأتي بعد جهود حثيثة بذلتها الأجهزة الامنية بعدن بالتنسيق مع السلطات المحلية،وبعد استعدادت كبيرة من قبل انصار الحراك الجنوبي لتنظيم تظاهرات غاضبة في مدنية عدن احتجاجا على اعتقاله فور وصوله قادماً من لندن التي قضى فيها نحو سبعة أعوام. وبينما حمل الحراك الجنوبي محافظ محافظة عدن وحيد علي رشيد المسؤولية عن عملية اختطافه، قال مصدر حكومي بعدن إن قيادة محافظة عدن وجهت بالتحقيق في الواقعة التي وصفها ب«غير المسؤولة». وكان سياسيون ومحللون قد عبروا عن استيائهم ومخاوفهم من نتائج عملية اختطاف القيادي في الحراك الجنوبي بالمنفى في ظل التسوية السياسية القائمة باليمن ومايمكن أن تتسبب به تلك الحادثة من افشال لمشاركة الحراك الجنوبي في الحوار الوطني واستمرار عملية التهدئة التي تعيشها مدينة عدن بعد موجة واسعة من الاضطرابات والاحتجاجات التي نفذها أنصار الحراك الجنوبي باحياء عدة فيها كان للمنصورة النصيب الأكبر فيها. إضافة إلى حساسية توقيت الحادثة المتزامنة مع عودة معارضين جنوبيين بارزين إلى اليمن بعد سنوات من العيش خارج البلاد على اثر هزيمة الجنوب في حرب صيف العام1994م، كان من أبرزهم القيادي محمد علي أحمد الذي أعلن في وقت سابق إنه يسعى لعقد مؤتمر حوار جنوبي لتوحيد صفوف المعارضة الجنوبية في الداخل. وكان الحسني قد عين سفيراً لليمن في سوريا قبل أن ينشق عام 2005 ويطلب حق اللجوء السياسي في بريطانياً، ويعتبر أحد أبرز معارضي نظام صالح ومؤسسي فصيل التجمع الديمقراطي الجنوبي (تاج)، الذي يعتبر أكثر قوى الحراك الجنوبي تطرفا في مواقفه الرافضة للوحدة اليمنية والمطالب بفك الارتباط عن الشمال واعادة الجنوب إلى وضعه الذي كان عليه قبل توقيع الوحدة في عام 1990م. وجاءت عملية احتطاف الحسني بعد ان حاصرت عدد من سيارات الجيب الطائرة التي أقلت القيادي الجنوبي (الحسني) وعدد من رفاقه بينهم الناشط الجنوبي عبدالله باعامر، والمنتج الفني في قناة "عدن لايف" رائد المنصوب، ومن ثم صعد عدد من الجنود إلى متن الطائرة وقاموا باقتيادهم إلى داخل المطار. وقال ساكنون بحي العريش إن دبابة شوهدت وهي تتمركز بالقرب من جولة العريشفي حين قال شهود عيان أن قوات الأمن المركزي معززة بمصفحات وأطقم تطوق حاليا مطار عدن وأفاد ناشطون في الحراك السلمي الجنوبي أن السفير الحسني اعتقل من داخل الطائرة على يد مجموعة من الملثمين، الذين صعدوا إلى الطائرة ونفذوا عملية الاعتقال واقتادوه إلى جهة غير معلومة. وشهدت مدينة خورمكسر حاليا موجة غضب عارمة من قبل المئات من الاهالي ، والذين كانوا قد توافدوا لاستقبال الحسني منذ منتصف الليل.في وقت انتشرت فيه قوة من الجيش في محيط مطار عدن الدولي قبل نصف ساعة من وصول الطائرة. يذكر أن الحسني قيادي في حركة المعارضة الجنوبية ويشغل منصب أمين عام التجمع الديمقراطي الجنوبي (تاج)، حيث تم اعتقاله من على متن الطائرة التي أقلته إلى مطار عدن الدولي قبل قليل قادما من المملكة الأردنية الهاشمية واقتياده إلى جهة غير معلومة.أن السفير الحسني يقيم منذ العام 2006م في المملكة المتحدة كلاجئ سياسي.