يبدو أن الأحداث الدراماتيكية في شمالي العراق، وتطورات الأوضاع في سورية، واستمرار الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين، ونتائج الانتخابات الرئاسية المصرية، وكأس العالم، قد أخذت العالم عما يحدث في اليمن من تطورات خطيرة، قد تفضي إلى تغيير الخريطة، وتؤدي إلى إنتاج نظام تابع لإيران. الحوثيون يشددون الخناق على العاصمة اليمنيةصنعاء، بعد أن أعادوا النظر في تحالفاتهم، وبعد أن وجدوا داعمين من الداخل، يضافون إلى داعميهم من الخارج؛ ولذا شعروا أن أهدافهم التي كادوا يفقدون الأمل في تحقيقها، باتت قاب "جبلين أو أدنى" من صنعاء، وخاصة بعد أن باتت مدينة عمران تحت سيطرتهم تقريبا، حيث يفرضون عليها حصارا كاملا منذ أسبوع، ما أدى إلى استغاثة أهلها، بسبب نقص الأغذية والوقود، إثر إغلاق مداخل المدينة. الرئيسان السابق والحالي، دخلا في صراع معلن، بعد أن شعر الرئيس عبد ربه منصور هادي، أن الرئيس السابق وأتباعه يعملون على تعطيل خططه الرامية إلى إعادة الاستقرار، والقبض على مفاصل الدولة لإعادة هيبتها، وللإمساك بالزمام الذي لما يوجد أصلا، ومن أجل إيجاد الزمام المفقود وجه هادي بإغلاق قناة "اليمن اليوم" الفضائية المملوكة لنجل الرئيس السابق الأكبر أحمد علي، ومحاصرة جامع السبعين أو "جامع الصالح"، بوصفه منبرا إعلاميا للرئيس السابق وأعوانه، لكن هاتين الخطوتين أدتا إلى ارتفاع حدة التوتر بين الرئيسين: السابق، والحالي، إلى حد رفض الرئيس السابق طلبا جديدا بمغادرة البلاد لفترة موقتة، لتكون هذه المغادرة خطوة على طريق تسوية سياسية يبدو أنها لن تتم. التطورات الأخيرة في اليمن، ليست خطيرة على مستوى اليمن فحسب، وإنما هي خطيرة على المستوى الإقليمي، فالصراع ليس صراعا داخليا خالصا، بقدر ماهو صراع مدعوم من جهات خارجية لها أهدافها المعلومة، وليست اليمن بذاتها هي الهدف، بقدر كونها نقطة استراتيجية يمكن الانطلاق منها إلى الإخلال بأمن الدول المجاورة، وخاصة المملكة، وهو هدف لم تتوقف إيران عن السعي إلى تحقيقه متخذة الوسائل كلها، وسالكة الطرق كلها، عبر ثلاث جهات. الأهداف الإيرانية في اليمن تكاد تتحقق، ولا بد من تحرك سياسي سريع، يعيد اليمن إلى أهلها، ويحمي المنطقة من آثار سيطرة عملاء إيران على مقاليد الأمور في "السعيدة".