قصف الطيران السوري قرى وبلدات في ريف معرة النعمان شمال سوريا حيث يسيطر الجيش الحر على المدينة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قرى وبلدات حيش ومعرشمشة ومعرشمارين وتلمنس والدير الغربي وبسيدة بريف معرة النعمان تعرضت للقصف من قبل الطائرات الحربية السورية، التي تواجه بنيران مضادات طيران الكتائب الثائرة. وذكر المرصد لوكالة الصحافة الفرنسية أن الغارات الجوية "هي الأعنف منذ السيطرة على معرة النعمان" التي مكنت الجيش الحر من الاستحواذ على مدينة تشكل معبرا إلزاميا لإمدادات القوات النظامية المتجهة إلى حلب. يأتي ذلك بينما تسعى قوات النظام للاحتشاد لاستعادة معرة النعمان، لكنها تواجه -كما يقول المرصد- مشكلة في إيصال الإمدادات الغذائية لعناصرها الموجودين في المنطقة. وأشارت الهيئة العامة للثورة السورية إلى دوي انفجارات ضخمة نتيجة القصف المدفعي والصاروخي من الطيران الحربي على مدينة المعرة وريفها الشرقي. وتحدث ناشطون عن اشتباكات في محيط معسكر وادي الضيف، الذي حاول المقاتلون اقتحامه مؤخرا، كما استهدفوا الثلاثاء معسكر الحامدية جنوب معرة النعمان بصواريخ محلية الصنع. وقد وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان سقوط 103 قتلى بنيران قوات النظام أمس الاثنين، بينهم نساء وأطفال ومعظمهم في دمشق وريفها وحلب ودير الزور ودرعا وإدلب. من جانبه نفى الجيش السوري الاثنين أن يكون قد استخدم قنابل عنقودية ضد المقاتلين الثوار، مؤكدا أنه لا يملك مثل هذا النوع من الأسلحة، ويأتي ذلك ردا على تقارير إخبارية تتهمه فيها منظمات حقوقية باستخدامها ضد مدنيين. وقالت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية -في بيان بثه التلفزيون السوري الرسمي- إن تلك التقارير "تضليل إعلامي" هدفه "حرف الرأي العام عما ترتكبه العصابات الإرهابية المسلحة من جرائم بحق الوطن والمواطنين". وقال البيان "ولما كان هذا النوع من القنابل لا يمتلكه الجيش العربي السوري، فإننا نؤكد أن مثل تلك الأخبار عارية عن الصحة وتندرج في إطار التضليل الإعلامي". وكانت منظمة هيومان رايتش ووتش قالت -في تقرير لها يوم الأحد- إن مروحيات النظام السوري وطائراته الحربية استخدمت قنابل عنقودية روسية الصنع في قصف مناطق قرب الطرق السريعة في معرة النعمان بإدلب، وهي منطقة شهدت مواجهات كبيرة بين قوات الحكومة وقوات المعارضة هذا الأسبوع. واستندت المنظمة الحقوقية في تقريرها إلى مقاطع فيديو حصلت عليها من نشطاء سوريين على الإنترنت بين يومي 9 و 12 أكتوبر/تشرين الأول، تظهر بقايا ذخائر عنقودية. وقال مدير قسم الأسلحة وحقوق الإنسان في المنظمة ستيف غوس إن "عدم مراعاة سوريا لسكانها المدنيين أمر ظاهر تماما في حملتها الجوية التي يبدو أنها تشمل الآن إلقاء قنابل عنقودية قاتلة على مناطق مأهولة بالسكان".