كشفت مصادر عسكرية روسية، أن 6 سفن حربية، تابعة لأسطول الشمال، غادرت ميناء "سفيرومورسك" الثلاثاء، في طريقها إلى البحر المتوسط، حيث من المقرر أن تتوجه إلى سواحل سوريا، في الوقت الذي ما زال المجتمع الدولي يواصل جهوده للتوصل إلى حل سياسي للأزمة المتفاقمة في سورية وسط تأكيدات أمريكية أن إيران تحسن صواريخها لاستهداف السفن والدفاعات الصاروخية لدول الخليج. ونقلت وكالة "إنترفاكس" الروسية للأنباء عن مسؤول عسكري، الذي لم تكشف عن هويته قوله، إن "برنامج الرحلة يتضمن زيارة ميناء طرطوس السوري، الذي يستضيف قاعدة (روسية) بحرية"، مشيراً إلى أنه سيجري تزويد السفن بالوقود والمياه والمؤونة في مركز التأمين المادي - التقني لسلاح البحرية الروسي. وأضاف المصدر أن القافلة تضم السفينة المضادة للغواصات "الأميرال تشابانينكو"، بالإضافة إلى ثلاث سفن إنزال كبيرة. وتابع أن سفينة الحراسة "ياروسلاف الحكيم"، التابعة لأسطول بحر البلطيق، ستنضم إلى مجموعة السفن الروسية. وشدد المسؤول الروسي على أن رحلة السفن الخمسة تأتي في إطار خطط التدريب القتالي للأسطول البحري الروسي، وهي غير مرتبطة بالأحداث الجارية في سوريا، بحسب قوله. إلى ذلك، ذكر مصدر آخر لوكالة الأنباء الرسمية، أن سفينة الحراسة "سميتليفي"، التابعة لأسطول البحر الأسود، أبحرت أيضاً صباح الثلاثاء من القاعدة الروسية في "سيفاستوبول"، متوجهة إلى البحر المتوسط، إذ من المتوقع أن تصل إلى ميناء طرطوس بعد 3 أيام. وأوضح المصدر أن برنامج رحلة سفينة الحراسة "سميتليفي" في البحر المتوسط، يتضمن تنفيذ بعض مهماتها بشكل انفرادي، وأخرى ضمن مجموعة السفن الروسية، بجانب سفن أسطول الشمال وأسطول بحر البلطيق المذكورة. وأشار إلى أن السفينة "سميتليفي" عادت إلى سيفاستوبول في نهاية مايو/ أيار الماضي، بعد أن قضت شهرين في البحر المتوسط، حيث نفذت عدداً من المهمات، بما فيها تنفيذ مهمات قبالة السواحل السورية. يأتي الكشف عن توجه السفن الروسية إلى السواحل السورية بعد يوم من إعلان السلطات في موسكو وقف عمليات تصدير الأسلحة الروسية إلى النظام السوري إلى حين تستقر الأوضاع في البلاد، بحسب ما نقلت وكالة "نوفوستي" للأنباء، على لسان نائب رئيس الخدمات التكنيكية في الجيش الروسي، فاياشوسلاف دزيركالين. جاءت تصريحات المسؤول الروسي في الوقت الذي أكد فيه الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، على أن الأوضاع في الجمهورية السورية تتطور بصورة كبيرة، حيث أصبح أكثر تسليحاً، مع استمرار الخروقات الصريحة لحقوق الإنسان، وإلى ازدياد عمليات القتل في مختلف أرجاء البلاد. وإلى ذلك ذكر تقرير لوزارة الدفاع الأمريكية (بنتاغون) قدم للكونغرس أن الجيش الإيراني يواصل تحسين دقة وقدرات الصواريخ المتوسطة والبعيدة المدى لاستهداف السفن. ويلخص التقرير، الذي يحمل توقيع وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا وقدم لأربع لجان دفاعية بالكونغرس بتاريخ 29 حزيران/ يونيو الماضي، ماأعلن عن وضع البرنامج النووي الإيراني ومساعدات إيران لسورية وحزب الله اللبناني وحماس وجماعات شيعية عراقية. ويكرر التقرير، الذي نشرته وكالة بلومبرج الثلاثاء، تقييما أمريكيا قائما منذ فترة طويلة مفاده أن إيران ربما تكون قادرة من الناحية الفنية من خلال مساعدات أجنبية كبيرة أن تختبر صاروخا باليستيا عابرا للقارات بحلول عام 2015 . وقال التقرير: "إننا نقيم بثقة كبيرة أنه على مدار 30 عاما أقامت إيران بشكل منهجي شبكة من العملاء الإرهابيين القادرين على استهداف المصالح الأمريكية والإسرائيلية.. لدينا شكوك في أن هذا النشاط مستمر". وأضاف أن إيران تواصل تطوير صواريخ باليستية للوصول إلى الخصوم الإقليميين وإسرائيل وشرق أوروبا ، بينها صواريخ شهاب 3 الممتدة المدى وصاروخ باليستي متوسط المدى يبلغ مداه ألفي كيلومتر. وقال أنطوني كوردسمان وهو محلل في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن إن التقرير كشف النقاب عن أن إيران تسعى لتحسين قدراتها الصاروخية للتصدي للدفاعات الصاروخية الأمريكية ولدول مجلس التعاون الخليجي وأنها تشكل تهديدا جديدا محتملا للملاحة في الخليج. وأشار التقرير إلى أن إيران، مثل الصين، "تطور وتزعم أنها نشرت صواريخ باليتسية قصيرة المدى مزودة بجهاز باحث يمكنها من تحديد السفن والمناورة للوصول إليها خلال القتال". وقال البنتاغون: "هذه التكنولوجيا ربما تكون قادرة على ضرب أهداف على الأرض". وكانت إيران قد اختبرت الأسبوع الماضي سبعة صواريخ محلية الصنع قصيرة ومتوسطة المدى تتراوح ما بين 300 و1300 كيلومتر، بحسب قائد قسم الفضاء الجوي بالحرس الثوري الإيراني الجنرال حاج زاده.