عاش اليمن حالة امنية استثنائية منذ نهاية الأسبوع الماضي، إثر تصاعد موجات العنف وأعمال الاغتيالات ونشاط القاعدة والفوضى العسكرية والانقطاع المستمر للكهرباء وذلك مع تعثر اختتام مؤتمر الحوار الوطني بقرارات حاسمة للقضايا الجوهرية وفي مقدمتها القضية الجنوبية وقضية صعده في الشمال. وفي ظل هذه الفوضى العارمة في البلد تمكن مسلحون أمس يعتقد أنهم من تنظيم القاعدة من اجتياح مقر قيادة المنطقة العسكرية الشرقية الثانية في مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت، والذين كانوا يرتدون زيا عسكريا أثناء اجتياحهم للمعسكر، وسيطروا عليه واحتجزوا فيه نحو 70 من الضباط الجنود بينهم قادة عسكريين. وعلمت ‘القدس العربي' من مصادر محلية في المكلا أنه حدثت مواجهات مسلحة بين جنود الحراسة لمقر قيادة المعسكر وبين المهاجين المسلحين، وسقط نتيجة لذلك العديد من القتلى والجرحى من الجانبين. وتحدثت الأنباء عن مقتل قائد المنطقة العسكرية الثانية لشئون التدريب بالمكلا وعدد من الجنود المحتجزين داخل مقر قيادة المعسكر بعد سيطرة المهاجمين المسلحين على المعسكر، واستخدام العسكريين المحتجزين لديهم كرهائن وجروع بشرية للحيلوة دون ضرب مقر قيادة المنطقة العسكرية. وقال موقع ‘المؤتمر نت' الاخباري ان المسلحين قاموا بذبح خمسة عسكريين في مقر قيادة المنطقة العسكرية الشرقية أثناء المواجهات المسلحة ويحاصرون نحو 70 آخرين. وذكرت المصادران تعزيزات عسكرية كبيرة مدعومة بأسلحة ثقيلة ودبابات ومدرعات أحضرت إلى محيط مقر قيادة المنطقة العسكرية المحاصرة وتم إغلاق كافة الطرق والمنافذ المؤدية إليها لمحاصرة المسلحين ومنعهم من مغادرة المكان والحيلولة دون إخراج أي من الرهائن العسكريين المحاصرين داخل مقر قيادة المنطقة العسكرية الشرقية من قبل المهاجمين المسلحين. وأكد مصدر عسكري بالمكلا ان المسلحينالذين هاجموا مقر قيادة المعسكر ذبحوا ثلاثة جنود من أفراد قيادة المنطقة العسكرية الثانية واحتجزوا ضباطا وجنودا آخرين. ونسب موقع ‘الصحوة نت' الاخبار إلى مصدر عسكري قوله ان عناصر من تنظيم القاعدة هاجموا المنطقة العسكرية الثانية وذبحوا ثلاثة جنود واحتجزوا 15 ضابطاً وجندياً كرهائن. وذكر أن مسلحين كانوا يستقلون سيارة بداخلها متفجرات وفيها أسلحة أرادوا الدخول إلى مقر قيادة المنطقة العسكرية لكنهم لم يتمكنوا بسبب وجود حراسة في البوابة. وقالان المهاجمين الذين لم تعرف هويتهم أطلقوا النار على جنود حراسة المعسكر، فسقط منهم قتلى وجرحى، ورد أفراد الحراسة بإطلاق النار تجاه المهاجمين ما أدى إلى مقتل عدد من المهاجمين في الحال. ولم تكشف المصادر الرسمية حتى وقت متأخر من مساء أمس عما إذا كان المهاجمين بالفعل من عناصر تنظيم القاعدة أم أنهم يتبعون بعض الاطراف السياسية الذين يحاولون اللعب بالورقة الأمنية لزعزعة البلاد في هذا الوقت الذي يمر به اليمن، مع تعثر انتهاء مؤتمر الحوار الوطني في وقته المحدد ومواجهته للعديد من المعوقات للخروج بنتائج إيجابية لحل القضايا المصيرية. في غضون ذلك عقدت اللجنة العسكرية والأمنية المشتركة اجتماعا طارئا لمناقشة حالة الفلتان الأمني التي تشهده العاصمة صنعاء والتي أدت الى تصاعد عدد حالات الاغتيالات في الفترة الأخيرة بواسطة الدراجات النارية. وشددت اللجنة على ‘ضرورة القيام بحزمة من الاجراءات الامنية الصارمة على مستوى النقاط الامنية والعسكرية والحزام الأمني للعاصمة صنعاء بهدف ضبط حركة مرور الدراجات النارية واستخدامها وفقاً للضوابط القانونية الكفيلة بمنع حدوث اية اختراقات أمنية تأتي عن طريقها وضرورة خضوع الدراجات النارية لعملية التفتيش كما هو حال السيارات والمركبات'. وعلى الصعيد السياسي عقد الرئيس عبد ربه منصور هادي اجتماعا استثنائيا لهيئه رئاسة مؤتمر الحوار الوطني لمناقشة المعوقات والعقبات التي تقف أمامه. وذكرت وكالة الأنباء اليمنية ‘سبأ' الرسمية أن الاجتماع ناقش المراحل الأخيرة للمؤتمر قبيل تقديم التقارير النهائيه ومناقشة تحديد الجلسات الختامية بمواعيدها المتفق عليها . وشدد هادي على قيادة المؤتمر الحوار بأنه ‘لا بد من الإسراع في تقديم التقارير حتى يتسنى بدء الجلسات الختامية'. وقال هادي في اجتماعه بقيادة مؤتمر الحوار ‘لقد قطعنا أشواطا كبيرة لا يستهان بها والشعب اليمني كله يتطلع إلي مخرجات الحوار التي سيتم إنجازها وتمثل مرحلة مهمة بكل الأبعاد والمقاييس وسينطلق اليمن بعدها نحو آفاق واسعة ومستقبل وضاء'. وعاشت العاصمة صنعاء أمس ظلاما دامسا لليوم الخامس على التوالي إثر قيام مسلحين قبليين يعتقد أنهم من الموالين لنظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح، بتفجير أبراج الكهرباء في محافظة مأرب التي تمد صنعاء بالطاقة الكهربائية، والتي تواكبت مع العديد من الأحداث الأمنية في العاصمة صنعاءوتعزوحضرموت وغيرها من المحافظاتاليمنية. وكانت قوات عسكرية وأمنية قدرت بنحو 15 طقما ومدرعة عسكرية قامت باقتحام مقر قيادة حزب الاصلاح في مدينة تعز واختطاف ستة من حراسه، صباح الخميس الماضي، قبيل ساعات فقط من الخروج في مظاهرة تطالب بإلغاء الحصانة عن صالح. وتم الكشف أمس عن وقوف بقايا نظام صالح وراء هذه الاقتحام لمقر حزب الاصلاح وأن هذه القوات العسكرية والأمنية خرجت من ثلاثة معسكرات دون علم القيادات العسكرية والأمنية العليا في المحافظة، وأن القيادة العسكرية والأمنية في تعز اضطرت أمس إلى زيارة مقر حزب الاصلاح والاعتذار العلني لقيادته وكشفوا أن حادثة اقتحام المقر غير مقصود ووعدوا بإحالة المقتحمين له للتحقيق.