العصرية نت/بقلم - عبدالجبار عوض الجريري الصهيونية هي حركة عنصرية متطرفة ،ترمي إلى إقامة دولة لليهود في فلسطين تحكم من خلالها العالم.وقد عملت هذه الحركة منذ اليوم الأول لتأسيسها على باطل وظلم واستبداد،واغتصاب أراضي الآخرين ،ونهب ثرواتهم ،وقتلهم وتشريدهم وتدميرهم ،وحرقهم في محارق جماعية ،وإبعادهم قسراً عن أرضهم ووطنهم. ولقد جاءت هذه الصهيونية بكل جرمها في أرض فلسطين الحبيبة المحتلة ،وراحت تنشر الرعب والخوف في قلوب الفلسطينيين ،ولم تنحصر هذه الصهيونية السوداء البشعة بأعمالها على أرض فلسطين فحسب ،بل انتقلت إلى أقطار عربية أخرى وبأيادي عربية هذه المرة وليس بأيادي يهودية كالعادة. حيث شاهد الجميع ما جرى ويجري لأبناء جنوب اليمن من ظلم وتشريد طالهم من قبل الصهاينة اليمنيين،الذين يُحَقُ لنا أن نسميهم بهذا الاسم كونهم فعلوا في جنوب اليمن مثل ما فعله نظرائهم الصهاينة في أرض فلسطين . إن ما فعله الصهاينة اليهود في فلسطين عبر إقامة دولة غاصبة محتلة على أرض فلسطين وعلى حساب الفلسطينيين، هو نفسه تكرر في جنوب اليمن !! حيث عمد نظام الشمال المحتل على إقامة دولةً له على أرض الجنوب وعلى حساب الجنوبيين ،وذلك بعد أن قضاء على الجنوب شعباً وهويتاً وتاريخا عام 1994م السيء عندما شن عليهم حرباً شعواء لم تستثني في هلاكها الأطفال و النساء ؛ وقام بعدها بحملات تصفية عرقية أشبه بحملات عصابات الهاقانا الصهيونية التي أذاقت الفلسطينيين صنوف أنواع العذاب . إن حلم الصهاينة اليهود بإقامة دولة لهم في فلسطين قد تحقق؛ ولكن بدأ الآن في التراجع والانحسار ،كبشارة على صدق ما وعد به الرسول صلى الله عليه وسلم من أن الأمة الإسلامية سوف تسترجع بيت المقدس من أيدي الغاصبين ولو بعد حين. وكذلك هو حال صهاينة اليمن ( مجازاً )، الذين تحقق لهم حلمهم بإقامة دولة على أنقاض الجنوب ،دولة ليس للجنوبي أيُ حق فيها ،كما أن ليس للفلسطينيين أيُ حق في فلسطين في نظر الصهاينة اليهود. ولكن كما هو حال الدولة اليهودية الآن والتي بدأت تزول وتتلاشى شيئاً فشيئا، نفسه هو حال الدولة أو ما يسمى اصطلاحاً ( الوحدة اليمنية )، والتي أضحت الآن قاب قوسين أو أدنى من ذلك على الهلاك والاندثار. وهنا أنا لست بصدد أو تكفير أحد أو تهويده ،ولكن بقصد المقارنة الواقعية بين ما جرى ويجري للفلسطينيين من قبل أعداء الله ورسوله اليهود الحاقدين ، وبين ما جرى ويجري للجنوبيين من ظلم واحتلال من قبل نظام الشمال المتصهين ( واقعياً ) وليس عقائدياً ،حتى لا يفهم وللحيلولة دون أن يتهمني أحد بتكفير هذا النظام المستبد المحتل لأرض الجنوب، والموالي للغرب. عبدالجبار عوض الجريري