نت / كتب: آمين باغريب ** قال تعالى (( يوم يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب )) صدق الله العظيم في أجواء من الحزن و الأسى شجع الآلاف من أهالي مدينة الشحر و ضواحيها أخواهم الشهداء : سعيد حاج باضرس العوبثاني و رشاد أحمد بن بكر العوبثاني و محمد عمر محفوظ الهندي عصر هذا اليوم الأربعاء الموافق : 29 / 2 / 2012م بعد أن تمت الصلاة على أرواحهم الطاهرة بعد صلاة العصر في جامع الشيخ فضل بن عبدالله بافضل بالخور . و قبل صلاة الجنازة على أرواح الشهداء قام فضيلة الشيخ : علوي العيدروس و ألقى كلمة أشار فيها عن تهاون بعض الإخوان في حمل السلاح و ما هي العواقب التي تترتب لمن لا يعرف استخدام السلاح و يتمشى به في الشوارع ، و حذر من التهاون بأرواح الناس و ذكّر الحضور بعاقبة من يستهان بأرواح الناس ، وأيضا ذكر الحضور بحرمة دم المسلم ، و في نهاية خطبته دعا للشهداء بالجنة و قام بتعزية أبناء الشحر عامة و أقارب و أصدقاء الشهداء خاصة ، و بعدها قام فضيلة الشيخ : محمد سعيد باصالح و عقب على حديث الشيخ علوي و أكد على أهمية التعاون بين جميع أبناء الشحر و حثهم على المساعدة في الكشف عن قاتل الشهيد محمد عمر الهندي ، و أوصى الجميع بالتعاون و التكاثف للمرور من هذه الأزمة و من هذه المصيبة التي حلت و أدمت قلوب أهالي الشحر ، و في نهاية حديثة دعا للشهداء بالرحمة و المغفرة و بالجنة . و بعدها قام و أمّ المصلين فضيلة الشيخ : عباس بافضل و صلى على أرواح الشهداء سعيد حاج باظرس و رشاد بن بكر العوبثاني و بعدها تقدم فضيلة الشيخ : محمد سعيد باصالح و صلى بالشهيد : محمد عمر الهندي . و بعد الصلاة توجه الحشد الكبير التي أمتلئ بهم و ضخم بهم جامع الشيخ فضل و الطرقات و الساحات المحيطة بالمسجد إلى مقبرة باخليفة لتتم هناك مواراة الشهداء الثرى و إلى مثواهم الأخير . و بعد ما ووري جثمانهم الثرى أصطف أهالي الشهداء و تتابع الحشود لتقديم واجب العزاء لأسر الشهداء و أصدقائهم و محبيهم في جوء مليء بالحزن الشديد لفقدان الشهداء . فرحمهم الله رحمة الأبرار و أسكنهم دار القرار و ألهمنا الله جميعا الصبر و السلوان و لا نقول إلا ما يرضي ربنا عز و جل (( إنا لله و إنا إليه راجعون )) .. فعهدا ً علينا أننا لا ولن ننساكم ما حيينا فقد كنتم يا شهدائنا بالأمس القريب معنا على وجه الأرض ، وكم لنا معكم من ذكريات جميلة ، و كانت ضحكاتكم تملئ الأماكن التي ألتقينا بكم ، فقد كانت مدرسة الجلاء للتعليم الأساسي بالشحر هي الموطن الذي جمعنا بكم ، و لنا فيها من ذكريات جميلة ، فقد كان الشهداء طلاب لهذه المدرسة ، و في ظروف معينة فرقتنا جسدا ولكن لم تفرقنا قلوبا ، فقد كان الشهيد سعيد حاج من زملاء دراستي في المرحلة الابتدائية ، وكان الشهيد رشاد أيضا صديقا ً لنا و قد تعرفت عليه في الحارة عندما يأتي مع أحد أصدقاء أخوتي ، أما الشهيد محمد عمر الهندي فقد كان زميل لنا في مسجد الفرقان ، حيث أنني كنت أحد الطلاب الدارسين في هذا الصرح العلمي ، و كنت أحد الطلاب في حلقات التحفيظ في جامع الفرقان لفترة من الزمن ، وكان خاله و جده و أبوه من المعروفين و المقربين لنا بل تربطنا بهم علاقة عائلية . فيا محلاها من صدفة أن جمعت بيني و بين الشهداء الثلاثة في ذكريات جميلة و روابط حميمة . فلا يسعني في هذا المقام إلا أن أتقدم بخالص العزاء لجميع من أحب الشهداء و من رافق الشهداء سواء في حياتهم أو بعد وفاتهم ، لأنهم كانوا وما زالوا قطعة مننا . فرحمكم الله رحمة الأبرار و أسكنكم دار القرار و ألهمنا الله جميعا الصبر و السلوان . و إنا لله و إنا إليه راجعون . وحسبنا الله و نعم الوكيل . فهو نعم المولى و نعم النصير . و الحمد لله رب العالمين …