كشف مسئول أمريكي أن السعودي ابراهيم العسيري المعروف ب"صانع القنابل" هو أحد المشتبه بهم الرئيسيين في مؤامرة لإرسال طرود ناسفة إلى الولاياتالمتحدة. ويتصدر إبراهيم العسيري قائمة ال85 المطلوبين للارهاب في المملكة هو شقيق مفجر انتحاري قتل في محاولة لقتل الأمير محمد بن نايف كبير المسؤولين السعوديين عن مكافحة الارهاب العام الماضي. ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي"عن مسئول أمريكي "السلطات كانت تراقب عسيري عن كثب في ضوء خبرته بالمتفجرات ، وهناك إلى انه ربما كان هو صانع القنابل في محاولة عيد الميلاد والهجوم الفاشل على الأمير نايف العام الماضي". ووضعت السعودية التي قدمت معلومات مخابرات ساعدت في تحديد تهديد الطردين الناسفين عسيري على قمة قائمتها للارهاب في 2009. وتعمل السلطات على تعقب أي من أعضاء تنظيم القاعدة في جزيرة العرب يكون وراء أحدث مؤامرة. وكانت قوات الامن اليمنية ألقت القبض على طالبة طب في العاصمة صنعاء للاشتباه في تورطها في عملية ارسال طردين ملغمين عثر عليهما في طائرتين للشحن في دبيوبريطانيا. وتمكنت قوات الامن من القاء القبض على الطالبة في دار في صنعاء بعد ان استدلت على مكان وجودها من خلال رقم الهاتف الذي تركته عند شركة الشحن التي ارسلت بواسطتها الطرود. وكان الرئيس اليمني علي عبدالله صالح قد صرح في وقت سابق بأن قوات الأمن تحاصر منزلا يأوي امراة يشتبه بضلوعها في قضية الطرود المفخخة. وصادرت السلطات اليمنية 26 طردا السبت للتحقيق في محتوياتها بعد يوم من إعلان الولاياتالمتحدة عن ضبط طردين بريديين مصدرهما اليمن كانا في طريقهما نحو معبد يهودي في مدينة شيكاجو في الولاياتالمتحدة. وقال صالح إن اليمن مصمم على مكافحة الارهاب وإنما بوسائله الذاتية ولن يسمح لأحد بالتدخل في شؤونه الداخلية. واكد الرئيس اليمني في مؤتمر صحفي ان الولاياتالمتحدة ودولة الامارات العربية المتحدة زودتا بلاده بالمعلومات التي ساعدتها على التعرف على الطالبة. واكد صالح تصميم بلاده على الاستمرار في محاربة تنظيم القاعدة "بالتعاون مع شركائها." الا انه اضاف: "لن نقبل بأن يتدخل احد في شؤون اليمن الداخلية عن طريق مطاردة القاعدة." ويأتي هذا ردا على تصريحات مستشار الرئيس الأمريكي لمكافحة الإرهاب جون برينان بأن " بلاده على استعداد لدعم الحكومة والشعب اليمنيين في مكافحة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب". وشدد برينان على اهمية "التعاون الوثيق" بين البلدين ضد الارهاب وعلى "ضرورة العمل معا في التحقيق الجاري حول أحداث الأيام الأخيرة". منع الطرود إلى ذلك ، اعلن وزير الداخلية الالماني توماس دي مايزيير ليل السبت-الاحد ان برلين تمنع اعتبارا من اليوم ادخال الطرود المرسلة من اليمن الى الاراضي الالمانية. وقال الوزير الالماني ان: "الحكومة الفدرالية تؤكد انه اعتبارا من الان لن يصل اي طرد من اليمن الى المانيا"، وذلك بعد اكتشاف طردين مفخخين كانا موجهين الى الولاياتالمتحدة انطلاقا من الاراضي اليمنية. ومن جهتها اعلنت وزارة النقل الالمانية في بيان ان: "الادارة الالمانية للطيران امرت كل شركات الطيران وشركات البريد السريع ومجموعات اخرى بالمراقبة الكاملة حتى اشعار اخر للطرود الموجودة والمودعة المرسلة من اليمن". واضاف البيان ان هذه المراقبة تسري بشكل خاص على الطرود التي تتوقف في المانيا للعبور الى وجهات اخرى كما على الطرود التي تكمل طريقها برا او عبر سكك الحديد. مفاتيح القاعدة في سياق متصل ، كشفت صحيفة "الأوبزرفر" البريطانية الأحد ان السعودية تملك مفاتيح هزيمة تنظيم القاعدة في اليمن ، ذلك بعد اكتشاف طردين ملغمين عُثر عليهما في طائرتين للشحن في دبيوبريطانيا واستهدفتا أماكن عبادة لليهود في شيكاغو. وأوضحت الصحيفة ان اختراق القاعدة للمجتمع اليمني يعتبر اكثر سهولة من اختراقها حاليا للمجتمع السعودي ، حيث طبيعة المجتمع الذي يتميز بالقبلية من جهة وبسوء الحالة الاقتصادية-الاجتماعية من جهة اخرى. وتابعت "السعودية وبلدان خليجية اخرى حيث تنتشر الجالية اليمنية، تعرف كيف تتعامل مع الواقع اليمني، وتملك ما يكفي من المال والنفوذ من اجل الحد من انتشار نفوذ تنظيم القاعدة في اليمن". واستعرضت الصحيفة مراحل تطور تنظيم القاعدة وتحديدا منذ نحو عامين حيث يعتقد ان القاعدة في السعودية اندمجت بالقاعدة في اليمن لتشكلان ما بات يعرف بتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية. واشارت الصحيفة الى محاولة اغتيال الامير السعودي محمد بن نايف على يد عبدالله حسن العسيري ، الأمر الذي يعكس التداخل الاجتماعي والقبلي بين اليمن والسعودية وبخاصة في المناطق الحدودية. ويعد هذا الحادث الأول الذي تستخدم فيه القاعدة تقنية تفجير الهاتف النقال والذي انفجر بالعسيري قبل ان يعطيه للامير الذي كان دعاه الى قصره كونه من احد الذين كانوا من المجندين في القاعدة وقد تركها مع امكانية ان يحث غيره من الاعضاء على ترك التنظيم. وفي ذات السياق ، اشارت الصحيفة الى ان قضية الطرود تفتح جبهة جديدة في الحرب على الارهاب، الامر الذي يؤكد التحذيرات السعودية بأن "منظمات ارهابية تتخذ من شبه الجزيرة العربية مقرا لها تخطط لتنفيذ موجة جديدة من التفجيرات". وتعود الاوبزيرفر الى ما صرح به وزير الداخلية الفرنسي ابريس اورتوفو الاسبوع الماضي حين تحدث عن التحذيرات التي صدرت عن الاستخبارات السعودية بامكان حصول هجمات. وتضيف الصحيفة ان هذه التحذيرات تلتها ايضا تصريحات لرئيس الاستخبارات الخارجية البريطانية (ام آي - 6) جون سوير الذي حذر علنا من "التحركات التي يقوم بها العوالقي في اليمن وترويجه للقاعدة عبر الانترنت". وكان البيت الأبيض أعلن السبت أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما هاتف عاهل السعودية ورئيس وزراء بريطانيا بشأن مؤامرة الطرود الناسفة.