أقدمت عصابة مكونة من خمسة أشخاص بالاعتداء السافر على المهندس الإنشائي وليد السقاف أحد موظفي وزارة الشباب والرياضة، قطاع المشاريع والاستثمار.. انهالت العصابة ظهر الأحد الماضي عليه بالضرب والطعن "الخناجر" وإصابته بإصابات خطيرة في الرأس والوجه والظهر كادت تودي بحياته لولا عناية الله ولطفه. لم تكن مجرد حادثة اعتداء عابرة على أحد موظفي وزارة الشباب والرياضة، حيث تعتبر الحادثة الثانية التي يعتدى بها على موظف بالوزارة عقب حادثة الاعتداء على أحد مدراء عموم وزارة الشباب والرياضة من قبل احد المقاولين على خلفية احد المشاريع في شهر رمضان..القضية التي فتحت الباب على مصراعيه حول ما يدور في كواليس الوزارة قطاع المشاريع وفي كواليس فوضى وقصص المشاريع الذي أصبح في دائرة الشبهات.
وقال المهندس وليد السقاف أحد كوادر وزارة الشباب في مجال الهندسة في تصريح لأسبوعية (الوسط): إنه وأثناء خروجه من مبنى الوزارة لصعود سيارته أمام مبنى وزارة الشباب والرياضة ظهر الأحد المنصرم تفاجأ بمجموعة مكونة من خمسة أشخاص انهالوا عليه غدراً ومن الخلف بالاعتداء بالعصي والسلاح الأبيض (خناجر) وأنه لم يستطع التعرف عليهم كونهم فاجأوه من خلفه أثناء صعوده إلى سيارته، ولاذوا بالفرار بعد أن ارتكبوا الجريمة، إلا أنه استطاع الحصول على بعض المعلومات عنهم، بالإضافة إلى التعرف على رقم السيارة التي كانت تنتظرهم للهروب عقب الجريمة من بعض فاعلي الخير وتحمل رقم (26722) ايكو أجرة.
ونفى السقاف أن تكون لديه أي خلافات شخصية خاصة مع أحد، مؤكدا أنها لم تكن قضية اعتداء عابرة عليه أو على أحد موظفي وزارة الشباب أو أحد المارة من عامة الناس، وإنما هي قضية اعتداء مع سبق الإصرار والترصد، كون المعتدين -وبحسب بعض شهود عيان- كانوا يترددون على مبنى الوزارة من قبل الحادثة بثلاثة أيام. وكشف عن علاقات قرابة بين المعتدين عليه بأحد المتضررين من تصريحاته الصحفية الأخيرة التي أدلى بها لصحيفة الوحدوي الصادرة الأسبوع الماضي كشف من خلالها فساداً وتلاعباً في أحد ملاعب خليجي عشرين.
وكانت (الوحدوي) في عددها رقم (895) الصادر بتاريخ 2 نوفمبر 2010م الأسبوع الماضي قد أوردت خبرا بعنوان (فساد في إحدى ملاعب خليجي 20.. تلاعب في أعمال بناء مدرجات نادي شمسان وعدم تطابقها مع مقاعد المتفرجين).
كشفت عن قصور وتلاعب مفضوح في الأعمال الإنشائية في مدرجات نادي شمسان أحد الأندية المخصصة لاستقبال المنتخبات الخليجية.. وعدم تطابق مدرجات الملعب مع مقاعد المتفرجين نظرا للتلاعب الحاصل في الأعمال الإنشائية.
وقالت الصحيفة: "هذا ما أكده المهندس وليد السقاف أحد المبعدين الذين تم إعفاؤهم من العمل في ملاعب خليجي 20 في عدن بحجة كثرة مطالبته وكشفه للعديد من الأعمال الإنشائية غير الدقيقة. ونسبت الصحيفة لنائب رئيس نادي شمسان التأكيد أن ما كشفه المهندس السقاف صحيحا، وأن أرضيات المدرجات (رخوة) وتحتاج إلى أعمال إضافية بحيث تتطابق مع الكراسي الخاصة بالمتفرجين..
وتساءلت الصحيفة حول من "يدعم مقاول المشروع بعد كشف العديد من محاولات التلاعب في الأعمال الإنشائية في ملعب شمسان، خصوصا وأن أعمال نهب قد حدثت في ملعب النادي ومنها المعدات الخاصة بمسئولي الفيفا الذين قدموا من أجل الكشف على النجيل الخاص بالعشب الصناعي للملعب التدريبي لنادي شمسان وتطابقه مع قوانين الفيفا".
وحمل السقاف المسئولية المتضررين من تلك التصريحات، مطالبا وزير الداخلية والنائب العام بتوجيه الأجهزة الأمنية بإلقاء القبض على الجناة من أفراد العصابة.
وكان العديد من موظفي وزارة الشباب والرياضة -مهندسين وموظفين- أعلنوا قد تضامنهم مع زميلهم السقاف.. وأعلن مهندسو الوزارة إضرابهم عن العمل إلى أن يتم ضبط الجناة وتقديمهم للعدالة ومحاكمتهم لينالوا العقاب القانوني اللازم والرادع، ليكونوا عبرة لمن تسول له نفسه إقلاق السكينة العامة والاعتداء على الناس.
وبدورها أدانت نقابة المهندسين اليمنيين -فرع صنعاء الاعتداء الهمجي الذي تعرض له المهندس/ وليد عبدالمعين السقاف أمس الأحد أمام وزارة الشباب والرياضة وذلك أثناء خروجه من عمله. وأشار بيان صادر عن النقابة أن عصابة قامت بضرب المهندس السقاف ضرباً مبرحاً مستخدمة العصي والخناجر وفرت هاربة مستقلة سيارة اجره معروفة الرقم . وأعلنت النقابة عن تضامنها ووقوفها الى جانب زميل المهنة المهندس/ وليد عبدالمعين السقاف. مهيبةً الجهات الأمنية الرسمية الاضطلاع بمسئوليتها في المتابعة والقبض على المعتدين واحالتهم الى العدالة.
ونحن بدورنا نطرح الموضوع على طاولة الهيئة العليا لمكافحة الفساد للتحقيق في الأمر، كون المشاريع بمئات الملايين وأن الاعتداء لم يكن سوى نتاج طبيعي لفوضى المشاريع في ظل غياب الرقابة الصارمة عليها وأنها واحدة من فوضى مشاريع الشباب.. وما خفي كان أعظم!!