ما يحدث اليوم في العالم العربي يؤرق العين ويدمي القلب , ويجعل كل إنسان يعيّ ويدرك كلمة (وطن) يتألم ويرثي الوضع العربي الأليم الذي تمر فيه العديد من الدول العربية هذه الأيام . انما جرى في العراق .. ولازال يجري وكذلك في السودان , والصومال .. وسقوط نظام الحكم في تونس , يجعلني أعيش في غيبوبة وينتابني شعورٌ بالأسى والحزن لما يحدث .. فعندما أفكر بذلك الذي جرى في تونس بما يسمى بالانتفاضة كما يصفها الكثير وأنا لا أرى أنها انتفاضة وإنما هي نكسة تاريخية للشعب التونسي بأكمله سوف يتجرع كأس أساها خلال الفترة المقبلة. إن التونسيون بصنيعهم وحرقهم احد المواطنين يقدمون تونس على طبق من ذهب لاؤلئك الذين حاكوا المؤامرة عليها ... وقدموا لهم يد العون والمساعدة لإنجاح ما خٌطط له في تونس ثم في بقية البلدان العربية واحدة تلو الأخرى . لقد كان الوضع في تونس آمنا مستقرا بغض النظر عن ما يحدث من ظلم وفساد وجوع فإذا توفر الأمن يستطيع الإنسان البحث عن الرزق والسعي له حتى وان تطرق الأمر إلى أن يهاجر بعيدا عن وطنه وأهله إلا أنه آمن ولن يجلب ويكسب إلا ما كُتب له والعكس صحيحا عندما يكون الإنسان في حالة خوف وهلع وعدم استقرار فلن يستطيع حتى الخروج من بيته فنلاحظ قولة تعالى من سورة النحل : (وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون) استدلالا لما سبق ذكره وهذا بلاء من الله عظيم . إن هذا الإعصار السياسي العاصف والبطيء في الحركة الذي يعصف في ساحة المنطقة هو مؤامرة خارجية لإطاحة أنظمة الحكم العربية وزعزعتها واحدة تلو الأخرى ..!! إذا ما هو دور الشعوب العربية إن كان ما قلته صحيحا ؟؟ وإن لم يكن صحيحا فهل تسعى تلك الشعوب إلى دمار نفسها بنفسها يا ترى ؟ إن ما يجب علينا عمله جميعا هو التصدي لهذه المؤامرات وحرق جذورها لا بحرق أنفسنا .. يجب علينا التصدي لها بالحفاظ على مبادئنا وقيمنا والحفاظ على امن بلادنا وحرق فكرة الفساد وأفكار المفسدين الذين يمهدون الطريق لمثل هذه المؤامرات.