ليست الحماقة وحدها من تعنون سلوكيات ومواقف البعض ممن تجردوا حتى من القيم البسيطة التي يتحلى بها أي مخلوق من مخلوقات الله بما في ذلك (الحيوانات) التي تملك بدورها المشاعر والاحاسيس التي تجعلها تفرق بين الصح والخطاء الحق والباطل الخير والشر .. بيد أن ما تسمى ب ( أحزاب التأمر المشترك) تفتقد لأبسط المشاعر البسيطة التي تجعلنا نشعر بأنهم ( بشر) ومنا ومثلنا , وتلك مشاعر كشفت تداعيات الأحداث الأخيرة أن هذه الاحزاب ليست فقيرة للوعي السياسي والرؤية الوطنية والقضية والهدف والمبادئ ولكنها تفتقر لمنظومة القيم الأخلاقية والإنسانية البسيطة التي تختزن منها الذاكرة الجمعية الوطنية البسيطة بحارا ومحيطات فياضة من المشاعر الكافية لأغراق العالم بها وهي المشاعر التي انجت فخامة الأخ / علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية _ حفظه الله _ رغم الجريمة البشعة التي اهتز لها عرش الرحمن والتي جاءت من المكان والهدف والتوقيت لتشكل ببشاعتها سلسة جرائم مركبة لا يقوم بها ولا يباركها ولا يفرح بها غير من هم أكثر ( شيطنة من الشيطان ) نفسه وأين أبقت جريمة جامع النهدين للشيطان متسعا ليدلوا بدلوه بعد أن صادرت قوى رسالته ومهمته وحلت محله بتفوق وهي أي هذه القوى الإجرامية تستحق وبجدارة ( براءة اختراع ) عن قدرتها في التفكير والتخطيط والتنفيذ لمثل هذه الجرائم التي يندى لها جبين الإنسان بغض النظر عن هويته وعقيدته فكيف أن كان من يرتكبها يدعي _ مجازا _ أنه مسلم أو له علاقة بالإسلام وأن في حدوده الدنيا .. مؤامرة اغتيال فخامة الرئيس وأركان الدولة تندرج في سياق الجرائم السياسية وحين ترتكب مثل هذه الجرائم في بلد يؤمن بالديمقراطية ويمارسها وفيه تعددية سياسية وحزبية فأن الجريمة تصبح مركبة والعقاب يجب أن يتضاعف بمعزل عن ( مواقف) مخجلة يحاول أصحابها التغطية عن الجريمة بخلق المزيد من الجرائم التي ومن خلالها يحاول أصحابها التغطية علي الجريمة البشعة الأساسية وهذا ما تسعى وتحاول خلقه في الواقع والذاكرة الجمعية الوطنية أحزاب ( التأمر المشترك) وهي أحزاب فقدت شرعيتها في جريمة ( الجمعة ) وفقدت مبررات وجودها بل وأصبحت خارجة عن القانون والدستور والقيم والأخلاقيات الوطنية , بغض أن كانت هذه الأحزاب هي أسيرة لدى رموز ( القوى الظلامية ) المتخلفة , أو كانت مجرد ( كلاف في حضيرة الشيخ المراهق ) الذي أغراء بماله وأكاذيبه هذه القوى فسخرها لتكون بكل مكوناتها بمثابة ( أقنان) في زريبته ..؟؟ بيد أن شعبنا بما لديه من منظومة القيم والأخلاقيات لم يعود معني بجدلية الربح والخسارة في القاموس السياسي ولم يعود يكترث بمن يملك الحق ومن يملك الباطل بل لدى هذا الشعب اليوم قضية أهم وأخطر وهي منظومة القيم الأخلاقية التي يفترض توافرها في قوى ( معارضة) كان يمكن أن تكون قد تسلمت ( الحكومة ) وهي تعد نفسها لحكم البلاد والعباد .. هذه القوى لم تعود أمينة علي هذا الشعب ليس لآنها تطالب بسقوط النظام وليس لأنها تخاصم هذا النظام ورموزه بل لآنها وببساطة كشفت عن نفسها وبكثير من السفور لتبدو قوى شيطانية بامتياز فجريمتها التي هزت القلوب والعقول ارتكبتها بطريقة تجعل كل مواطن حر وشريف ومؤمن يتبرى من هذه القوى وبما تحمل من الطاقات الإجرامية المركبة والمعقدة بحيث تخطط وتنفذ جريمتها النكراء والبشعة والغير أخلاقية وتستهدف ( بيت من بيوت الله ) التي يفترض أن تكون آمنة لكل من دخلها وفي لحظة صلاة وخشوع وركوع بين يدي الله سبحانه وتعالي وهو ( القاهر فوق عباده ) والمستهدف هو فخامة الأخ الرئيس وأركان الدولة اليمنية .. وبعد هذا هل هناك من يثق بهذه القوى الشيطانية غير من يدور في فلكها ويتشرب من قيمها المنحلة وسلوكياتها الإجرامية .. ما حدث لجامع الرئاسة وكان يستهدف فخامة الأخ الرئيس وفي يوم الجمعة وهي أول جمعة من شهر ( رجب) وفي أول أيام الأشهر الحرم التي فيها حرم الله من سابع سماء ليس القتال بل ( الاصطياد للحيوانات البرية) فكيف وهذه الجريمة ومرتكبيها استهدفوا وفي مثل هذا التوقيت ( الزماكاني) رمزا سياديا وطنيا هو ولي أمر هذا الشعب ورئيسه المنتخب وباني نهضته الحضارية .. ليظل السؤال يفرض نفسه حول هذه الجريمة التي ليس خافيا منفذها ولا من خطط لها ولا من دعم وساند ومول وانتصر وحشد للفكرة الإجرامية القذرة , بل السؤال يتصل برؤية هذه القوى (الشيطانية ) للوطن والشعب , ويتصل السؤال بموقف الشعب اليمني وهو صاحب الارث الحضاري الإسلامي والوطني والقيمي والأخلاقي والأعراف والتقاليد القبلية والاجتماعية وجميع هذه المنظومة القيمة التي تستوطن الذاكرة الجمعية الوطنية للشعب اليمني ترفض بالمطلق هذه التصرفات وتدينها وتتبرأ منها , وهذا يجعلنا نطرح سؤال أخر حول مدى إمكانية هولا القتلة في تسلم السلطة وأدارة شئون البلاد والعباد والتحكم بمصيرهم .. علي خلفية الكثير من الجرائم منها أن ( سلمية ) الاحتجاجات سقطت , وذريعة أو مزاعم ( الدولة المدنية) تبخرت وعرف الشعب والعالم أن هذه القوى التي رابطت في الساحات والميادين تحت مزاعم ( التغير) هدفها هو إرجاع اليمن الأرض والإنسان إلي دائرة الجهل والتخلف والظلام والتمزق والشتات الطائفي والمناطقي والقبلي وحين تصبح رموز الثقافة والفكر مجرد سدنة في زريبة (شيخ متخلف وجاهل ومراهق وطائش) وحين تطغي ثقافة ( العصبية القبلية) فأن المشكلة هنا تصبح أخطر خاصة في ظل متغيرات دولية عنوانها ( نهاية بن لا دن) رمز الإرهاب والإرهابين , وفي ظل تناغم ( دولي) مع رموز ( الإرهاب ورعاة الإرهابيين) ونشهد عملية انقلابية سافرة ورخيصة ضد الديمقراطية بكل قيمها والشرعية الدستورية والإرادة الشعبية ومن قبل ( أقلية) نافذة إعلاميا ولديها رعاة إقليميين ودوليين فأننا كشعب أمام هذه المنظومة التامرية يجب أن نحسم مواقفنا ونبدأ بالتصدي لكل هذه الدناءة السافرة والرخيصة التي يسوقها الجميع من الداخل والخارج انتصارا لمشروع تأمري حقير ورخيص تنفذه قوى رخيصة ومجردة من كل القيم والمشاعر .. ما حدث في ما يسمى ب( ساحات التغرير) من مظاهر احتفالية بجريمة أبطلها الله سبحانه وتعالى وأفشل بقدرته ورعايته وعينه التي لا تغفل كيد الكائدين وحقد الحاقدين , فأن هذه المظاهر الاحتفالية تعبر عن هوية أصحابها وتكشف عن ما يعتمل في عقولهم وقلوبهم من مقومات الحقد الشيطاني البغيض وهذا يجعلنا نحمد الله أنه كشف هذه الزمرة القذرة والشريرة مبكرا وقبل أن نصبح مجرد رهائن لهذه القوى الشيطانية المدمرة لكل القيم ..قوى تحتاج فعلا لمنحها ( براءة اختراع ) لأن لم يسبق للشيطان قبلها أن فكر بجريمة بهذه الطريقة من حيث أهدافها وتوقيتها وزمانها ومكانها حتى ستالين رحمة الله عليه وهتلر رضى الله عنه كانا يمتلكان قيم واخلاقيات لم يمتلكها من يحسبون أنفسهم دعاة تغير وإصلاح زورا كونهم بالحقيقة دعاة تدمير وتخريب وإقلاق وتمزيق .. وأعود وأقول أن منظومة الجرائم التي ارتكبت من قبل هذه القوى القليلة تنم عن أن هذه القوى ليس لديها غير منظومة احقاد متراكمة ومخططات شيطانية وسلوكيات عبثية فهذه الجرائم التي ترتكبها بحق الدولة والمجتمع والسكينة وهذا القتل الذي تقوم به وهذا النهب والتدمير لكل ممتلكات الوطن والشعب وهذه الغطرسة التي ترى من خلالها هذه القوى أنها أكبر من الدولة ومن الوطن والشعب وأنها صاحبة القول الفصل , كل هذا يجعلنا مطالبون بأن نصطف لنواجه هذه العربدة الشيطانية القذرة ونتصدى لرموزها ونفهم العالم الجاهل بما يجري هنا بحقيقة ما يجري أن كان لهذا العالم رغبة في معرفة ما يجري وأن كان قد حسم أمره ورغبته في الانتصار للقوى الظلامية ورموز الجهل والتخلف فأن هذا العالم ليس وصيا علينا أيا كان وكانت محاوره .. النصر لليمن الأرض والإنسان والمجد كل المجد للقائد الرمز والحكيم الفارس فخامة الأخ / علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية _ حفظه الله _ ورعاه وأعاده سالما غانما إلي أرض الوطن ليواصل بناء الوطن الحديث والمعاصر بمعزل عن صخب طابور القتلة والمتآمرين وعلينا أن ندرك أن الطبول الخاوية لا تحدث غير الضجيج