صدام وشيك في رأس العارة بين العمالقة ودرع الوطن اليمنية الموالية لولي الأمر رشاد العليمي    العسكرية الثانية تفضح أكاذيب إعلام حلف بن حبريش الفاسد    الأربعاء القادم.. انطلاق بطولة الشركات في ألعاب كرة الطاولة والبلياردو والبولينغ والبادل    إحباط عملية تهريب أسلحة للحوثيين بمدينة نصاب    غارتان أمريكيتان تدمران مخزن أسلحة ومصنع متفجرات ومقتل 7 إرهابيين في شبوة    العدو الصهيوني يواصل خروقاته لإتفاق غزة: استمرار الحصار ومنع إدخال الوقود والمستلزمات الطبية    عدن.. هيئة النقل البري تغيّر مسار رحلات باصات النقل الجماعي    دائرة الرعاية الاجتماعية تنظم فعالية ثقافية بالذكرى السنوية للشهيد    الدوري الاسباني: برشلونة يعود من ملعب سلتا فيغو بانتصار كبير ويقلص الفارق مع ريال مدريد    الدوري الايطالي: الانتر يضرب لاتسيو في ميلانو ويتصدر الترتيب برفقة روما    فوز (ممداني) صفعة ل(ترامب) ول(الكيان الصهيوني)    الشيخ علي محسن عاصم ل "26 سبتمبر": لن نفرط في دماء الشهداء وسنلاحق المجرمين    الأستاذ علي الكردي رئيس منتدى عدن ل"26سبتمبر": نطالب فخامة الرئيس بإنصاف المظلومين    انها ليست قيادة سرية شابة وانما "حزب الله" جديد    مرض الفشل الكلوي (27)    فتح منفذ حرض .. قرار إنساني لا يحتمل التأجيل    الأمين العام لجمعية الهلال الأحمر اليمني ل 26 سبتمبر : الأزمة الإنسانية في اليمن تتطلب تدخلات عاجلة وفاعلة    ثقافة الاستعلاء .. مهوى السقوط..!!    تيجان المجد    الشهادة .. بين التقديس الإنساني والمفهوم القرآني    الزعوري: العلاقات اليمنية السعودية تتجاوز حدود الجغرافيا والدين واللغة لتصل إلى درجة النسيج الاجتماعي الواحد    الدولة المخطوفة: 17 يومًا من الغياب القسري لعارف قطران ونجله وصمتي الحاضر ينتظر رشدهم    الأهلي يتوج بلقب بطل كأس السوبر المصري على حساب الزمالك    سقوط ريال مدريد امام فاليكانو في الليغا    قراءة تحليلية لنص "مفارقات" ل"أحمد سيف حاشد"    الرئيس الزُبيدي يُعزي قائد العمليات المشتركة الإماراتي بوفاة والدته    محافظ العاصمة عدن يكرم الشاعرة والفنانة التشكيلية نادية المفلحي    الأرصاد يحذر من احتمالية تشكل الصقيع على المرتفعات.. ودرجات الحرارة الصغرى تنخفض إلى الصفر المئوي    وزير الصحة: نعمل على تحديث أدوات الوزارة المالية والإدارية ورفع كفاءة الإنفاق    في بطولة البرنامج السعودي : طائرة الاتفاق بالحوطة تتغلب على البرق بتريم في تصفيات حضرموت الوادي والصحراء    جناح سقطرى.. لؤلؤة التراث تتألق في سماء مهرجان الشيخ زايد بأبوظبي    تدشين قسم الأرشيف الإلكتروني بمصلحة الأحوال المدنية بعدن في نقلة نوعية نحو التحول الرقمي    شبوة تحتضن إجتماعات الاتحاد اليمني العام للكرة الطائرة لأول مرة    رئيس بنك نيويورك "يحذر": تفاقم فقر الأمريكيين قد يقود البلاد إلى ركود اقتصادي    صنعاء.. البنك المركزي يوجّه بإعادة التعامل مع منشأة صرافة    وزير الصناعة يشيد بجهود صندوق تنمية المهارات في مجال بناء القدرات وتنمية الموارد البشرية    اليمن تشارك في اجتماع الجمعية العمومية الرابع عشر للاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي بالرياض 2025م.    الكثيري يؤكد دعم المجلس الانتقالي لمنتدى الطالب المهري بحضرموت    رئيس الحكومة يشكو محافظ المهرة لمجلس القيادة.. تجاوزات جمركية تهدد وحدة النظام المالي للدولة "وثيقة"    خفر السواحل تعلن ضبط سفينتين قادمتين من جيبوتي وتصادر معدات اتصالات حديثه    ارتفاع أسعار المستهلكين في الصين يخالف التوقعات في أكتوبر    كم خطوة تحتاج يوميا لتؤخر شيخوخة دماغك؟    محافظ المهرة.. تمرد وفساد يهددان جدية الحكومة ويستوجب الإقالة والمحاسبة    هل أنت إخواني؟.. اختبر نفسك    عين الوطن الساهرة (1)    أوقفوا الاستنزاف للمال العام على حساب شعب يجوع    سرقة أكثر من 25 مليون دولار من صندوق الترويج السياحي منذ 2017    جرحى عسكريون ينصبون خيمة اعتصام في مأرب    قراءة تحليلية لنص "رجل يقبل حبيبته" ل"أحمد سيف حاشد"    مأرب.. فعالية توعوية بمناسبة الأسبوع العالمي للسلامة الدوائية    في ذكرى رحيل هاشم علي .. من "زهرة الحنُّون" إلى مقام الألفة    مأرب.. تسجيل 61 حالة وفاة وإصابة بمرض الدفتيريا منذ بداية العام    على رأسها الشمندر.. 6 مشروبات لتقوية الدماغ والذاكرة    كما تدين تدان .. في الخير قبل الشر    الزكاة تدشن تحصيل وصرف زكاة الحبوب في جبل المحويت    صحة مأرب تعلن تسجيل 4 وفيات و57 إصابة بمرض الدفتيريا منذ بداية العام الجاري    الشهادة في سبيل الله نجاح وفلاح    "جنوب يتناحر.. بعد أن كان جسداً واحداً"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وهل كان صلاتهم في التغرير إلاّ مكاءً وتصديةً؟!!
نشر في البيضاء برس يوم 01 - 07 - 2011

قال أخواننا المفلسون ومن صلى معهم من حلفائهم اليساريين ، والروافض الحوثيين ، في جمعتهم الأخيرة في 24يونيو 2010م أنهم سوف يصلون الجمعة والعصر جمعاً على مذهب الشيعة الجعفرية ،
وحسب المذهب الخامس للأخوان ، وهذه مخالفة لدين الله ومنكر يرتكب لمدة خمسة أشهر متتالية ، بحجة أن القوم في جهاد ، كما ترتكب نكيرة الاختلاط دون مسوغ شرعي ، على أساس أن القوم في منى ومزدلفة وفقاً لفتوى حوثية إيرانية!!
ليت الأمر وقف عند هذا الحد ،ولكن قال القوم أنهم سوف يصلون -في هذه الجمعة- صلاة الغائب على الشهداء في ليبيا ،والشهداء في سوريا حسب دعوة من سموهم بعلماء المسلمين لهم .
فهل سيصلون على الشهداء الليبيين الذين قتلهم الصليبيون وتحالف اليهود والنصارى( الناتو) من الأطفال والشيوخ والنساء والجنود والضباط البواسل؟
أم سوف يصلون على أولئك القتلى الذين يقاتلون تحت لواء النصارى والكفار والمشركين ، والذين خانوا بلادهم ودينهم ،وأماناتهم وهم يعلمون؟
وهل سيصلون على الشهداء السوريين الذين سقطوا بأ يدي الجماعات المسلحة المدعومة من أمريكا واسرائيل والإتحاد الأوروبي من المدنيين والعسكريين البواسل؟
أم أنهم يقصدون الصلاة على أولئك القتلة والمجرمين الذين يعملون تحت إمرة أمريكا وإسرائيل؟ ويقتلون الجيش والشرطة ليخلُ لهم وجه سوريا وحكم سوريا؟
هل سيصلون على شهداء الوطن الذين قتلوهم بقناصتهم فيما سمي بجمعة الكرامة؟ والشهداء الذين قتلوهم في منازلهم وقاموا برميهم من سطوحها؟ ، والشهداء الخمسين الذين حشروهم في عمارة وفجروها ؟ وعلى شهداء أبين الذين غرروا بهم لدخول مصنع الأسلحة؟ وعلى شهداء جامع النهدين الذين قتلوهم بالصواريخ ذات الصنع الأمريكي السوفيتي؟ وعلى شهداء الحصبة من الضباط والجنود ،والمواطنين الذين واجهوا العصابات المسلحة؟ وعلى ضباطنا وجنودنا البواسل الذين سقطوا في كل سهل وجبل.
لا شك أنهم لا يقصدون الصلاة على هؤلاء ، وإنما الصلاة من يعتبرونهم شهداء الثورات العربية المزعومة ، أما ما سواهم من المدافعين عن الأوطان ، فهم شبيحة وبلطجية ،ومرتزقة الأنظمة ، الجيش الليبي الباسل أطلقوا عليه كتائب القذافي!! والجيش اليمني البطل قوات علي صالح!! ولا شك أن للجيش السوري إسماً مماثلاً!!
هؤلاء الذين يقاتلون عن الأوطان لا صلاة عليهم وليسوا بشهداء، والذين يقاتلون في صفوف العملاء والخوان ، من الفرنساويين ،والطليان ، والأمريكان ، والألمان وغيرهم هم الشهداء بحق في نظر هؤلاء؟!!!
لقد جن هؤلاء القوم من العملاء والخونة أشد الجنون ، حتى أنهم خالفوا الدين ، وعصوا رب العالمين، وخالفوا سنة سيد المرسلين!!
أين أنتم من هذه الآيات البينات؟
* قول الله تعالى: (وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوَاْ إِنّ اللّهَ مَعَ الصّابِرِينَ* وَلاَ تَكُونُواْ كَالّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِم بَطَراً وَرِئَآءَ النّاسِ وَيَصُدّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَاللّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ *وَإِذْ زَيّنَ لَهُمُ الشّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لاَ غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النّاسِ وَإِنّي جَارٌ لّكُمْ فَلَمّا تَرَآءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَىَ عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنّي بَرِيَءٌ مّنْكُمْ إِنّيَ أَرَىَ مَا لاَ تَرَوْنَ إِنّيَ أَخَافُ اللّهَ وَاللّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ).[سورة: الأنفال - الآيات: 46-48 .
* وقوله تعالى: (يََأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنّصَارَىَ أَوْلِيَآءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلّهُمْ مّنكُمْ فَإِنّهُ مِنْهُمْ إِنّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظّالِمِينَ) [سورة: المائدة - الآية: 51].
وقول الله تعالى: (يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتّخِذُوَاْ آبَآءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَآءَ إَنِ اسْتَحَبّواْ الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ وَمَن يَتَوَلّهُمْ مّنكُمْ فَأُوْلََئِكَ هُمُ الظّالِمُونَ) [سورة: التوبة - الآية: 23].
وقول الله تعالى: (قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَآ أَحَبّ إِلَيْكُمْ مّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبّصُواْ حَتّىَ يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) [سورة: التوبة - الآية: 24].
وقوله تعالى: (إِنّمَا يَنْهَاكُمُ اللّهُ عَنِ الّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدّينِ وَأَخْرَجُوكُم مّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُواْ عَلَىَ إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلّهُمْ فَأُوْلََئِكَ هُمُ الظّالِمُونَ) [سورة: الممتحنة - الآية: 9].
فهل تصلون على الذين يقاتلون المسلمين في صفوف المشركين؟والذين ماتوا على هذه الموالاة؟ والذين يدعون لهم في المساجد بالنصر المؤزر؟ فبئس القوم أنتم وبئس العلماءُ الذين أفتوكم، إن صلا تكم وصلاتهم هي صلاة سياسية، ومكاءٌ وتصدية لا يقرها الدين ،ولا يتقبلها رب العالمين.
ثم أين أنتم من هذا الهدي النبوي الصريح؟
* قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (( على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره، إلا أن يؤمر بمعصية فإن أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة ).والحديث: متفق عليه.
* وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة) الحديث في البخاري، رقم الحديث: (6723)
*وقول النبي صلي الله عليه وسلم: (( من كره من أميره شيئا فليصبر عليه، فإنه ليس أحد من الناس خرج من السلطان شبراً فمات عليه، إلا مات ميتة جاهلية )). والحديث: رواه مسلم برقم (1849)، ورواه البخاري ( 7053، 6724).
*وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم م : ( من خلع يداً من طاعة , لقي الله يوم القيامة لاحجة له , ومن مات وليس في عنقه بيعة , مات ميتة جاهلية ) . والحديث: رواه مسلم ورقمه ( 1851).
قال القرطبي : وقوله ( ولاحجة له ) أي: (لايجد حجة يحتج بها عند السؤال فيستحق العذاب ,لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أبلغه ما أمره الله بإبلاغه من وجوب السمع والطاعة لأولي الأمر , في الكتاب والسنة )
* وقول النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من خرج عن الطاعة , وفارق الجماعة , فمات فميتته جاهلية ، ومن قاتل تحت راية عمية يغضب لعصبة، أو يدعوا لعصبة ، أوينصر عصبة ، فقتل، فقتلته جاهلية، ومن خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها ، ولاينحاش عن مؤمنها , ولايفي لذي عهد عهده , فليس مني ولست منه). والحديث : رواه أحمد (2/296)، ومسلم (1848) .
*وقول النبي صلى الله عليه وسلم :( من رأيتموه فارق الجماعة أو يريد يفرق أمر أمة محمد صلى الله عليه وسلم كائناً من كان فاقتلوه فإن يد الله مع الجماعة والشيطان مع من فارق الجماعة يركض.. ) النسائي: رقم الحديث (4020) ، وفي روايات تالية( فاقتلوه كائناً من كان من الناس ) ، وفي أخرى (فاضربوه بالسيف) ، وفي رواية ( أيما رجل خرج يفرق بين أمتي فاضربوا عنقه).
ألا فليعلم الجميع أن هذا قول وهدى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس قول شيخ ولا مفتٍ!!
وفي مثل هذا الهدي النبوي ما يدل على أن الخارج عن الطاعة المفرق لكلمة الجماعة في صف الشيطان ، وإنه ليس بشهيد إن قتل وإن دمه مهدور شرعاً ، و إن الدولة مأمورة بقتله ... ولكن الحاصل أن القذافي والأسد يقتلون الخارجين والخائنين والمخربين، وهذا حقهم وواجبهم ، وجيشكم لا يقتلكم ولا يسجنكم ، فزادت حماقتكم، وصفاقتكم ، حتى جعلتم من أنفسكم مجاهدين ، وجعلتم من تابعيكم وأذنابكم شهداء، واستحللتم دماء أخوانكم من الجيش والأمن الذين يحفظون دماءكم وأعراضكم وأموالكم؟ بل وأستهنتم بغالبية الشعب الذي يرفضكم ، والذي خرج عن النص التونسي ،والمصري وخيب آمالكم وآمال أسيادكم، وتريدونه أن يتبعكم ويلحق بكم بالقوة !!!
لذلك وحسب هذه المعطيات ، فبعزة الله وعظمته ،لن ترتفع صلاتهم فوق رؤوسهم شبرا، هذه صلاة سياسية ،وعبادةٌ سياسية ، وهذا مكاءٌ وتصدية سياسية ،وشركية وخيانية مناوئة لما يريده الله ورسوله، قريبة من عبادة الأوثان، وبعيدة عن حقيقة الإيمان!!
وما داموا يعتبرون أنفسهم بجوار البيت الحرام وفي منى ومزدلفة ، فإن صلاتهم أقرب إلى المكاء والتصدية ، وأخشى أن ينطبق عليهم قول الله تعالى:(وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاءً وتصديةً فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون* إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا إلى جهنم يحشرون* ليميز الله الخبيث من الطيب ويجعل الخبيث بعضه على بعض فيركمهُ جميعاً فيجعله في جهنم أولئك هم الخاسرون* قُل لِلّذِينَ كَفَرُوَاْ إِن يَنتَهُواْ يُغَفَرْ لَهُمْ مّا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُواْ فَقَدْ مَضَتْ سُنّةُ الأوّلِينِ* وَقَاتِلُوهُمْ حَتّىَ لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدّينُ كُلّهُ لله فَإِنِ انْتَهَوْاْ فَإِنّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ* وَإِن تَوَلّوْاْ فَاعْلَمُوَاْ أَنّ اللّهَ مَوْلاَكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَىَ وَنِعْمَ النّصِيرُ) [سورة: الأنفال – الآيات من:35- 40] صدق الله العظيم.
******
وإني لن أتدخل في تفسير هذه الآيات الكريمة التي تصف أعمالهم ،وحالهم ،ومآلهم ، ووجوب مقاتلتهم درءاً لفتنتهم ، ولكني سأحيلهم إلى العلماء الربانيين من أهل الذكر الراسخين، وسأكتفي بتفسير القرطبي رحمه الله لهذه الآيات وما نقله من أقوال السلف رضوان الله عليهم ، ليبين لهم ما معنى المكاء والتصدية ، علهم والقراء الكرام ، يعرضون أعمالهم ، وأوصافهم، ونياتهم على هذه الآيات ، فيرون ما ينطبق عليهم وما لا ينطبق!!
قال ابن عباس : كانت قريش تطوف بالبيت عراة ، يصفقون ويصفرون ، فكان ذلك عبادة في ظنهم . والمكاء : الصفير . والتصدية : التصفيق ، قاله مجاهد والسدي وابن عمر رضي الله عنهم . ومنه قول عنترة :
وحليل غانيةٍ تركتُ مجدّلاً ** تمكو فريصتهُ كشدقِ الأعلم ِ
ومعنى تمكوا مكاءً أي: تصوت . ومنه مكت إست الدابة إذا نفخت بالريح .
قال السدي : المكاءُ: الصفير ، على لحن طائر أبيض بالحجاز، يقال له المكّاء . قال الشاعر :
إذا غرد المكاء في غير روضة ** فويل لأهل الشاءِ والحمرات ِ
ولاشك أن هؤلاء قد غردوا في غير روضهم ،وصاحوا، وصفروا .. فويلٌ لليمن مما صنعوا بها ،ومما سيصنعون!!
وقال قتادة : المكاءُ : ضرب بالأيدي ، والتصديةُ: صياح .
وعلى التفسيرين ففيه رد على الجهال الذين يرقصون ، ويصفقون، ويصعقون . وذلك كله منكر يتنزه عن مثله العقلاء ، ويتشبه فاعله بالمشركين فيما كانوا يفعلونه عند البيت .
وروى ابن جريج وابن أبي نجيح عن مجاهد أنه قال : المكاء إدخالهم أصابعهم في أفواههم . والتصدية : الصفير ، يريدون أن يشغلوا بذلك محمدا صلى الله عليه وسلم عن الصلاة .
قال النحاس : المعروف في اللغة ما روي عن ابن عمر :حكى أبو عبيد وغيره أنه يقال : مكا يمكو مكاءً إذا صفر . وصدى يصدي تصدية إذا صفق ، ومنه قول عمرو بن الإطنابة :
وظلوا جميعا لهم ضجةٌ ** مكاءً لدى البيت بالتصدية
أي بالتصفيق !!!
وقال: سعيد بن جبير وابن زيد : معنى التصدية صدهم عن البيت ، فالأصل على هذا (تصددة )، فأبدل من أحد الدالين ياء .
وفي هذا التفسير الأخير ما يوافق قول الله في الآية السابقة لذكر مكائهم وتصديتهم: (وَمَا لَهُمْ أَلاّ يُعَذّبَهُمُ اللّهُ وَهُمْ يَصُدّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوَاْ أَوْلِيَآءَهُ إِنْ أَوْلِيَآؤُهُ إِلاّ الْمُتّقُونَ وَلََكِنّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ) [سورة: الأنفال - الآية: 34]
وبتأمل بسيط لمطابقة هذا التفسير في واقعنا الحديث: نرى أن القوم منذ حوالي خمسة أشهر ، قد أقاموا الدنيا ولم يقعدوها مكاءً وتصديةً ، وصياحاً ،وهرجاً ،وفوضى ، وغناءً ،وسباً وشتماً ، وكذباً ،وزيفاً ، ودجلاً، وقطعاً للطريق ، وتضييقاً على الناس الساكنين ،وتحدياً لمشاعر اليمنيين،وظنوا أنهم هم الشعب فهم يرفعون اصواتهم بالمكبرات ( الشعب يريد إسقاط النظام..؟!!)، واعتقدوا أنهم في جهاد ، فنشروا أعمال الدمار والخراب في كل مكان، وأحتلوا المؤسسات ونهبوا الممتلكات ، واحتلوا المحافظات ، وقتلوا الأنفس البريئات،واعتبروا ساحات المنكر، والبغي ، والإختلاط مثل منى ومزدلفة، وظنوا أن دمائهم حرام ودماء سواهم حلال،وإن قتلاهم شهداء ،وقتلى غيرهم في النار، وجمعوا الصلوات بغير عذر ولا دليل ، وتلفظوا خلالها بالمنكر والبغي ، ورقصوا وهللوا وكبروا واستبشروا فرحاً بقتلهم للمسلمين وولي أمرهم في بيت الله وفي أفضل أيام الله،وفي محرمات شهور الله،فما زالت تلك صلواتهم وذلك مكاؤهم وتصديتهم حتى هذه اللحظة، وكأنهم من قصدهم المولى عز وجل بقوله:(ليميز الخبيث من الطيب ،ويجعل الخبيث بعضه على بعض فيركمهُ جميعاً فيجعله في جهنم أولئك هم الخاسرون)
ومعنى ليميز الله الخبيث من الطيب أي المؤمن من الكافر . وقيل : هو عام في كل شيء من الأعمال والنفقات وغير ذلك .
ثم تسير الآيات إلى دعوتهم للإنتهاء ، وإن لم ينتهوا وجب مقاتلتهم حتى لا تكون فتنة، فإن تابوا عفت عنهم الدولة ، وإن عادوا مضت عليهم سنت الأولين بالقتل، وإن تولوا بعد ذلك ، فليس لهم ولي ولا نصير،بل وعد الله بالنصر والتأييد عليهم من المؤمنين الصابرين على أذاهم....
وفي الأخير يا أخواننا في منى ومزدلفة ، ونقول لكم أخواناً وقد جهلتم حق أخوتنا!!
يامن تتخذون شهداء بدلاً عن الله ، ويامن تصلون على من تشاءون ، وتلعنون من تشاءون بغياً من عند أنفسكم، ألا تتقوا الله في أنفسكم وتخافوا من عقابه وقد وصلت الأمة إلى ما وصلت إليه بأفعالكم ومخططاتكم؟
إني لكم من الناصحين - وأحسب أني أتكلم بلسان غالبية المجتمع اليمني- وسأقول لكم كلاماً دقيقاً ومركزاً عسى الله أن ينفعكم به .
الم تشبعوا مكاءً وتصديةً ،وصداً عن سبيل الله ، وتعطيل كل مظاهر الحياة، وقطعاً للمياة ،والكهرباء ،والخدمات، والأرزاق ، والأقوات ،وقتلاً للأنفس التي حرم الله ، وتدميراً للبلاد والعباد، ونهباً للممتلكات العامة والخاصة؟
الم تكفكم قرابة خمسة أشهر من إشاعة البغضاء، والشحناء، والعنف ؟ فماذا فعلتم ؟ وماذا حققتم؟ وهل نفعتكم أمريكا وأوروبا؟
إن الواقع اليمني الفريد واعتقادنا الجازم والأكيد بما نعرفه عن شعبنا من سمات، ومواقف عظيمة ، كل ذلك يؤكد أنكم:( لوبقيتم في ساحاتكم تلك سنة بعد سنة لن تنجحوا .. لأنكم على خطأ ، ولستم الشعب، وأنتم أهل فساد ولا يصلح الله عمل المفسدين!!)
وحتى لانقطع بما هو من أنباء الغيب ، ونهمل ما قد يخبئه القدر والمستقبل، فلربما نفترض نجاح ما تسمونها اليوم (ثورة) بفعل التآمر الأمريكي الصهيوني، والمال والإعلام القطري والإيراني، وأموال وتبرعات الأخوان المفلسين... لونجحت هذه المؤامرة ، فسوف يقاتلكم الجيش والشعب اليمني حتى إلى يوم القيامة: ( كما قال معمر القذافي للصليبيين ومن معهم من الجرذان خونة الأوطان) ، وضرب الأمد بالمجهول يدل على الطول وعلى التحدي ، أتدرون لماذا ؟ لأن الشعب يكرهكم .. ولا يطيقكم.. ولا يحترمكم.
واقصد بالشعب: الشعب البسيط ... الشعب المسحوق .. الشعب غير المؤدلج ... والشعب غيرالمتحزب .. و الشعب غير المنخرط في كواليس البغي والخيانة.. الإنسان اليمني العادي.
ولقد زادكم كراهيةً وبغضاً في هذا العام الأسود.. وقد أرتكبتم في حقه أبشع الجرائم ،وكبائر الإثم، ولكم أن تسألوا وأن تتأكدوا.. بدون عناد ومكابرة، لتعرفوا أن الذين عندكم ليسوا هم الشعب.. بل هم ميلشياتكم ومن قدروا على خداعهم منذ أعوام ، ولوكانوا هم الشعب لأمضى الشعب ما أراد وقضي الأمر ، ولكم أن تعلموا وتتاكدوا أن الذين انشقوا إليكم ليسوا هم الجيش ... وإنما هم شرذمة قليلة تأثرت بخطاب متطرف ،وتوجه منحرف ،وسوف تعود لصوابها إن أراد لها الله العزة والكرامة.
فيا أخواننا في منى ومزدلفة، أيها المكاءون والمكاءات:
اتقوا غضب الله عليكم وعقابه ... واتقوا غضب الشعب وردة فعله .. ولا يغرنكم صبر جيشكم السبتمبري الوطني الباسل، فإن فاض صبره ، فلن تنفعكم أمريكا ،وأوروبا،وقطر واسرائيل!!
اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن ألا وأنتم مسلمون .. اتقوا الله تكسبوا رضاه والجنة ، وتجتنبوا سخطه والنار، وإنا والله لا نرضى أن تدخلوا جهنم بما سالت ، و سوف تسيل من الدماء، بسببكم .. فأنتم من أيقظ الفتنة ،وبعث الكراهية ، وعكر صفو الأمن والسلام.
اتقوا الله و تعالوا إلى كلمة سواء ... تعالوا للحوار ... تعالوا إلى انتخابات مبكرة ، وفق الدستور الذي صغناه معاً، وتوافقنا عليه جميعاً ...وكفاكم مكابرة وعناداً ، كفاكم مكاءً ، وتصديةً ، في ميادين التغرير !!
كتبت هذا إرضاءً لربي ،وخلاصاً لضميري ، وتحيزاً لوطني ، ومحبة لشعبي .. فمن كان معي فخير كائن ،ومن كان ضدي فليقل خيراً ، أو ليصمت، وليحاورني إن شاء، ولا يتعمد الإساءة إليّ، فإني لا أ رد إلا دفاعاً وإن ردي لأليم ...
* آخر الكلام شعراً:
لي في الدنا خيرُ طرسٍ ليس يملكهُ* من دانَ للعملةِ الخضراءِ واتّضعا
سيفٌ من السيف أمضى في شريعتهِ* في حده الحد ما حابى ولا خضعا
ولي من الله قلبٌ طاب معدنهُ * كأنّهُ من ضروعِ الحقّ قد رضعا
ولي من الخُلقِ دينٌ لا أبدّلهُ* ما نقصّ اللهُ من ديني ولا نزعا
فإن تطاول نحوي ظالمٌ وقحٌ* خلعت للظلم ثوباً كالذي خلعا
إذا تكسرت الأقلامُ واتَّجرَتْ * فأشترت ثم باعت حبرها دفعا
فلتبحثوا عن يراعي كي يناصركم* كالسيفِ ما ساق تهريجاً ولا بدعا
( مقطع من قصيدة قلمي وسيف المثنى ، من ديواني فجرٌ من ظلام)
*استاذ الفقه المقارن كلية الشريعة والقانون جامعة الحديدة
عضو هيئة التدريس كلية الدراسات العليا أكاديمية الشرطة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.