لا يزال غرور الطيارين الإسرائيليين الذين شاركوا في الغارة على المفاعل النووي العراقي، يناطح السحاب بعد 28 عاما استمر فيها السجال حول من كان أول من أغار على المفاعل وقصفه لدرجة أثارت الأحقاد بين بعضهم البعض. وذكرت صحيفة «هآرتس» أن قائد عملية «أوبرا» أي الغارة الجوية الإسرائيلية على المفاعل العراقي في 7 يونيو من العام 1981، العقيد زئيف راز اتهم مؤخرا ولأول مرة بصورة علنية، الضابط «رقم 2» في العملية وهو رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية حاليا اللواء عاموس يدلين بأنه خلافا لمخطط العملية تجاوزه مع بدء الغارة متعمدا أن يحظى ب«مجد» من كان «أول من قصف المفاعل».
واتهم راز يدلين بعرض رواية مشوهة حول العملية منذ ذلك الحين.لكن قسما من الطيارين الآخرين الذين شاركوا في العملية يقولون إن الغارة التي نفذها يدلين كانت صحيحة من الناحية العسكرية. وكان راز حينئذ قائد سرب الطيران رقم 117، وهو أول طيار إسرائيلي حلق بالطائرة المقاتلة «إف 16» وعندما بدأ سلاح الجو الإسرائيلي يتدرب على قصف المفاعل العراقي كان راز من أوائل الضباط الذين اطلعوا على «السر».
وشارك في عملية «أوبرا» ثمانية طيارين وثماني طائرات وكان يدلين، برتبة نقيب في حينه، وأحد نواب راز. ونقلت «هآرتس» عن ضباط كبار سابقين في سلاح الجو إن العلاقة بين راز ويدلين تميزت خلال السنوات الماضية «بتاريخ طويل من العداء والخصومة، لكن الخلاف حول مهاجمة المفاعل تتمحور حول الدقيقة ونصف الدقيقة الأولى من تجاوز الطائرات الثماني فوق بحيرة بحر الملح الواقعة على بعد تسعين كيلومترا تقريبا غربي المفاعل وحتى لحظة قصفه». .