دخلت السلطات القطرية السبت 20-6-2009 على الخط في قضية اعتقال نجل الشيخ عباسي مدني مؤسس جبهة الإنقاذ الجزائرية الذي يحمل الجنسية القطرية، بتهمة تفجير مطار هواري بومدين عام 1992. وتقود الدوحة مساعي دبلوماسية مع نظيرتها الهندية للإفراج عن سليم عباسي مدني (42 سنة)، الذي اعتقله الأمن الهندي الأربعاء الماضي بناء على مذكرة اعتقال صادرة عن الأنتربول بطلب من الجزائر، بحسب ما كشفت عنه عائلة الشيخ عباسي في تصريح للعربية.نت. وكانت العربية بثت تقريرا عن اعتقال نجل عباسي مدني بتهمة التورط في تفجير مطار هواري بومدين الدولي عام 1992. وكانت محكمة جزائرية قضت بإعدام المتهمين الرئيسين في القضية، وهم: حسين عبد الرحيم ورشيد حشايشي وسوسان سعيد ورابحي محمد. وتم تنفيذ الحكم عام 1993. وأدى تفجير مطار بومدين حينذاك إلى مقتل تسعة أشخاص وإصابة 128 آخرين. وكشف أسامة عباسي شقيق سليم، الموقوف لدى السلطات الهندية، في اتصال هاتفي من قطر أن "السلطات القطرية تحركت لإيجاد حل لقضية أخي سليم لأنه يحمل مواطن قطري ويحمل الجنسية القطرية". وعن ظروف اعتقال شقيقه، قال أسامة "أخي كان قادما من ماليزيا ودخل الهند بتأشيرة بعد تلقيه دعوة رسمية فهو رجل أعمال، لكن يبدو أن السلطات الهندية اعتقلته بعدما ورد اسمه في قائمة المطلوبين للشرطة الدولية". وعبر أسامة عباسي مدني الذي يكمل دراسته الجامعية بإحدى جامعات قطر، عن "ثقته في العدالة الهندية لبراءة أخيه سليم من التهم الموجهة إليه". وبالنسبة لأسامة فإن "ما حدث لشقيقه سليم هو عقاب لوالده الشيخ عباسي مدني المعروف بمواقفه السياسية الواضحة من القضية الجزائرية". وحسب شقيق سليم عباسي فإن "أمر التوقيف قديم ولكن السلطات الجزائرية قامت بتجديده، وهو دليل على عدم جدية النظام الجزائري في مشروع المصالحة الذي ينادي به"، على حد تعبيره. قلق وحيرة وبخصوص الأجواء التي تعيشها العائلة بعد بلوغها نبأ اعتقال الابن سليم، قال أسامة إن "أخاه سليم اتصل بهم هاتفيا من المطار حيث أوقفه الأمن الهندي وأخبره أنه بخير ولا داعي للقلق على وضعه". وأوضح المتحدث أن "العائلة كلها مجتمعة الآن في بيت الوالد عباسي مدني لمتابعة أخبار سليم، خصوصا وأن ملفه تم إحالته على العدالة الهندية"، ويقصد بكلامه أن "العائلة تنتظر نتائج إيجابية لتدخل السلطات القطرية حتى تحول دون ترحيله للجزائر". وبدا أسامة متفائلا بمصير أخيه عندما قال "أمر التوقيف لم يصدر ضد أخي سليم وإنما ضدي أنا أيضا وأفراد آخرين من عائلتي، ونحن كنا طوال المدة الماضية نتقل بحرية في أوروبا ولم يتم عرقلتنا في مطاراتها لأنه اطلعوا على قضيتنا العادلة". وكشف المتحدث في السياق أن "العائلة عازمة على اتخاذ كل الوسائل والإجراءات لرفع الغبن الذي تعاني منه عائلة الشيخ عباسي مدني"، مشيدا ب" التفاف منظمات حقوق الإنسان حول العائلة وإعلان تضامنها مع الابن سليم بمجرد بلوغ الخبر مسامعها". من جهته، عبّر فاروق قسنطيني رئيس أعلى حقوقية في الجزائر عن استغرابه لاتهام نجل عباسي مدني مؤسس جبهة الإنقاذ المحظورة بالمشاركة في تفجير مطار هواري بومدين عام 1993، وقال قسنطيني في اتصال مع "العربية.نت" تعليقا على المعلومات التي بثتها قناة العربية "شخصيا أنا متفاجئ لوجود اسم نجل الشيخ عباسي مدني في قائمة المتهمين بتفجير مطار هواري بومدين"، مستدركا بالقول "على العموم هذه معلومات جديدة لم نكن على اطلاع بها، وهذا ما يدفع إلى التحقيق في صحة المعلومات التي تتحدث عن تورط نجل مؤسس جبهة الإنقاذ". .