اوعدوا وتوعدوا وأقسموا بالطلاق على أن الرئيس لن يعود، وعلى أنهم لن يسمحوا بذلك ما داموا أحياء، وتعاهدوا على مهاجمة معسكر الصمع تمهيداً لاحتلال المطار لكي يمنعوه من العودة إلى بلده وشعبه فخاب رجاؤهم بسبب سوء نواياهم، وعاد الرئيس. غريبة هي ردود الأفعال التي أعلنها قادة التآمر المشترك إزاء عودة الرئيس.. البعض ظل يردد كذبة بأن الرئيس قد مات، وظل يقنع نفسه بها حتى حلف بالطلاق على أنه في الصندوق، ثم ظهر الرئيس سليماً معافى كأن شيئاً لم يكن، وغيره قال إن الرئيس به عاهات مستديمة ستمنعه من مواصلة مهامه، ولكنه ظهر وهو يتحرك بكامل صحته ويحرك أطرافه ويتحدث ويبتسم، فزادهم قهراً وحسرة.. بعد ذلك بدأت ردود الأفعال المتشنجة تظهر على قادة التآمر المشترك وتوعدوا بكل ما ورد في القاموس من ألفاظ الوعيد بأنهم سيمنعون عودة الرئيس بكل الوسائل الدبلوماسية والعسكرية وغيرها وعاد الرئيس.. يا ترى أين ذهب كلام صادق الأحمر وهو يحلف بأنه لن يجلس مع الرجال، إذا عاد الرئيس، وربما كان ذلك لغرض في نفسه يحثه على الجلوس مع النساء كعادته.. ولن نسأل هنا عن يمين بافضل فمصيرها كسابقاتها والله جل وعلا يقول: »ولاتطع كل حلاف مهين«، فعندما يفاجئك شخص مثل هذا بقسم على قناة »الجزيرة« يؤكد أن الرئيس قد مات ووضع في الثلاجة، فعليك أن تطمئن على صحة الرئيس تماماً وتتأكد بأنه في خير وعافية خصوصاً والكلام من بافضل ومن قناة »الجزيرة« في قطر، وهي ثلاث تأكيدات على الكذب الصريح. لكن الأمر المثير للشفقة أن بعض اللاهثين وراء الحكم صدقوا كذبتهم وسارعوا بتشكيل مجالس لحكم البلاد وملأوا قوائمهم باسماء عدة سرعان ما أعلنت نفيها واستنكارها لحشرها في هذه المجالس وانفضت القوائم ولم يتبق سوى العشرة الحمر وتابعهم باسندوة.. وكان مبرر هذا التعجل في إعلان هذا المجلس ما سبقه من اعلان مجلس توكل أو توتر، والذي رأى فيه قادة التآمر المشترك سطواً على طموحاتهم في السلطة التي ظلوا يغلفونها بحجة دعم الثورة الشبابية المزعومة، وحين فاجأتهم توكل بمشروعها الانقلابي على الجميع، انتفض حميد الأحمق وأيقظ باسندوة من نومه ليعلن مجلسه الذي ولد ميتاً ويأخذ في طريقه مجلس توكل المدعومة من قطر، ليستريح المجلسان في المزبلة، ويعود الرئيس الشجاع حاملاً غصن الزيتون وبشرى السلام للجميع.