شنت قوى الحراك الانفصالي في الداخل هجوماً غير مسبوق على العائد حديثاً من مقابر التشطير- علي سالم البيض- متهمة إياه ب"تمزيق الجنوبيين"، وقيادة "أزمة قاعدية في الاشتراكي"، في نفس الوقت الذي أعلنت حضرموت- التي ينتمي إليها- هزيمته في عقر داره، وعدم الاعتراف بقيادته، فيما جاهرت قوى الحراك في الضالع بالانقلاب عليه، متهمة إياه بدعم "المتخلفين". فقد كشفت مصادر في اللقاء المشترك عن بوادر أزمة داخل الحزب الإشتراكي اليمني يقودها أمينه العام السابق علي سالم البيض، مؤكدة أن "البيض" اتصل بقيادات منظمات الحزب في محافظات الضالع، لحج، عدن، حضرموت، وطلب منها "رفض عقد المؤتمرات المحلية للحزب في المديريات والمحافظات، والتمسك به أميناً عاما للحزب، أو التخلي عن الحزب والانضمام لتنظيم الثورة السلمية"، الذي أعلن نفسه رئيساً لها مؤخرا. وأكدت المصادر: إن "البيض" فشل في إقناع منظمة حضرموت برفض عقد المؤتمرات، حيث بدأت بعقد مؤتمرات فروعها في المديريات، خلافا لمنظمات الضالع، لحج، عدن التي "تأخرت مؤتمراتها الفرعية عن مواعيدها". وأبدت المصادر مخاوفها من "وقوع الحزب في أزمة تنظيمية تؤدي لتشطيره بين المنظمات"، حيث يقر النظام الداخلي للحزب اعتبار أي منظمة لا تعقد مؤتمرها المحلي "غير شرعية". وكان القيادي الاشتراكي المقيم في القاهرة، شعفل عمر، قال: إنه طلب من البيض دعم الأمين العام للحزب، لكنه رد عليه بأنه هو الأمين العام الشرعي وليس "مقبل"، رغم أنه أعلن في خطابه الأول تخليه عن أي صفة سياسية في الحزب الاشتراكي. وفي تطور آخر، وزع اليوم الأربعاء في محافظة الضالع بياناً مذيلاً بتوقيع "نائب رئيس المجلس الوطني لتحرير الجنوب"، والذي يرأسه حسن باعوم، الذي يتلقى العلاج في الصين حالياً.. وقد اتهم البيان علي سالم البيض ب"دعم عناصر متخلفة داخل الحراك"، مسمياً "صلاح الشنفرى، وطارق الفضلي"، وكذلك ب"إعاقة حركة الجنوبيين في النضال السلمي الوطني، ورهنه لقوى بعضها في السلطة وبعضها خارجية". وتأتي هذه التطورات مؤكدة لدقة القراءات التحليلية التي نشرتها "نبأ نيوز" تحت عنوان: (علي سالم البيض.. هل هو الرقم السرّي لفيدرالية الجنوب؟)، والتي أكدت خلالها رفض قوى الحراك في الداخل ل"البيض"، وأنه سيكون سبباً رئيسياً لتمزيقها، مثلما هو اليمن سبباً رئيسياً لتمزيق القوى الانفصالية في الخارج.. وأوردت الكثير من الخلاصات التي سترتب على تداعيات انبعاث "البيض" من قبور السابع من يوليو..!