وصف مراقبون سياسيون الحملة الإعلامية الشرسة التي تستهدف الحزب الاشتراكي بأنها حملة مسعورة تستهدف نسف حاضر الحزب، نظراً لمواقفه الوحدوية الرافضة للمشاريع التشطيرية التي تحاول بعض القيادات السابقة في الحزب والتي تعيش في الخارج إملاءها على قيادات وقواعد الحزب في المحافظات الجنوبية والشرقية. وقال المراقبون إن وقوف الحزب الاشتراكي متمسكا بخيار الوحدة اليمنية سقفا لكل المطالب الحقوقية قد دفع تلك القيادات الانفصالية إلى العمل المتواصل نحو تفتيت الحزب وخلخلة الترابط بين قياداته وقواعده وبين لجنته المركزية في العاصمة صنعاء ظناً منها أنها ستكون قادرة على إيجاد بديل للحزب في تبني القضية الجنوبية، وأنها قد دعمت بالمال تمرد الكثير من قيادات الحزب في بعض المحافظات الجنوبية مسندة لها أدواراً إعلامية وسياسية تستهدف تشطير الحزب تمهيداً لتنفيذ مشروعها التآمري على الوحدة اليمنية. وفيما أكدت مصادر خاصة ل "الشموع" وقوف الأمين العام السابق للحزب علي سالم البيض وحيدر العطاس ودعمهما الكبير لهذه المحاولات بإعلانهما الرسمي تخليهما عن الحزب الاشتراكي اليمني كون الحزب - حد قول المصادر- لم يعد في نظر البيض والعطاس معبراً عن تطلعاتهما الانفصالية لعدم تبني الحزب للحراك الجنوبي بصيغة فك الارتباط التي كشف عنها البيض في ظهوره العلني يوم 21 مايو الماضي, وأكدت أن البيض أكثر في الآونة الأخيرة من اتصالاته مع قيادات ما يعرف بالحراك الجنوبي في الضالع وردفان وأنه يدعمهم ماليا وسياسيا لإفشال مؤتمرات الحزب الفرعية هناك تمهيداً لتأسيس ما يسميه بتنظيم الثورة السلمية في الجنوب، وقالت: إن البيض ولهذا الغرض كان قد تواصل أيضاً مع منظمات الحزب في لحج وعدن وحضرموت وأنه طلب منهم التخلف عن عقد مؤتمراتهم المحلية، معتبراً شخصه الأمين العام الشرعي للحزب عن القيادة الحالية. وأكدت المصادر أن فشل قيادات الحراك في الداخل والخارج في تحقيق أهدافها الانفصالية والإجرامية قد دفع تلك القيادات إلى عكس فشلها سريعاً على شكل خلافات تهدف إلى النيل من وحدة الحزب الاشتراكي اليمني بالمقام الأول حيث بدأت القيادات الداخلية للحراك بتبادل الاتهامات بين بعضها البعض وإظهار الحزب في اتهاماتها المتبادلة بأنه مرهون للسلطة ومرهون لقوى خارجية. وفيما كانت أحزاب اللقاء المشترك قد أدانت بشدة ما يتعرض له الحزب الاشتراكي أحد أهم أطراف المعادلة السياسية والوطنية القائمة في البلاد من هجوم، معلنة تضامنها الكامل مع الحزب الاشتراكي اليمني قيادة وقواعد ضد ما وصفته ب"الحملة العدوانية الهستيرية غير المسؤولة ضد الاشتراكي وقيادته وأعضائه" قالت مصادر الشموع بأن الحزب الاشتراكي اليمني اليوم أكثر تماسكا وأكثر قدرة على إفشال تلك المشاريع التآمرية مهما كان حجم الدعم والأموال التي تتلقاها العناصر المأجورة للنيل من الحزب، موضحة أن أبناء المحافظات الجنوبية يدركون جيداً طبيعة المشاريع التآمرية التي درج البيض والعطاس وغيرهم منذ توليهم قيادة الحزب الاشتراكي قبل تحقيق الوحدة اليمنية في 22مايو 90م على تحقيقها، ومضيفة بأن تاريخ البيض والعطاس والنفر الذين معهم معروف لأبناء المحافظات الجنوبية تماما وأنه من المستحيل أن ينخدعوا اليوم لما يطرحه البيض والعطاس أو ما تحاول القيادات الداخلية فيما يسمى بالحراك في بعض المحافظات أن تصوره...