المنشق علي محسن والقيادات الإخوانية المتطرفة والمتخلفون معهم لم يتوانوا في ممارسة كل الوسائل الدنيئة لإثارة الفوضى وزعزعة الاستقرار الامني والاقتصادي والاجتماعي في إطار مخططهم التآمري ضد الوطن. بعد أن قطعت المبادرة الخليجية حلم ثلاثي الشر (محسن، أولاد الأحمر، الإخوان المتطرفين) بالاستيلاء على السلطة حاول عرقلة تنفيذ المبادرة بمهاجمة المعسكرات في أرحب وقصف تعز وافتعال أزمة مشتقات نفطية بأمانة العاصمة لا شك في أن الأزمة التي تمر بها اليمن منذ أكثر من عشرة أشهر قد كشفت الكثير من الحقائق، وخاصة ما يتصل بتوجهات بعض الأطراف السياسية والقوى الظلامية والنهج الذي تتبعه في التعاطي مع القضايا الوطنية، حيث لغة العنف والتطرف والإرهاب هي السمة البارزة لعمل تلك القوى التي تنطلق في ممارساتها من هذا النهج، الذي جعل نفوسها تنضح بنار الحقد والكراهية لكل ما هو جميل في الوطن، وبالتالي نجد هؤلاء وخاصة الجناح المتطرف في حزب الإصلاح “الإخوان المسلمين” ومن معهم من المتمردين والمنشقين في تحالف “الشر والإرهاب” لا يطيب لهم إلا التلذذ بمعاناة المواطنين من أبناء الشعب، وممارسة “العقاب الجماعي” عليهم من خلال ما تقوم به من أعمال التخريب والفوضى والتقطع وتفجير أنابيب النفط وقطع خطوط الكهرباء ومنع وصول إمدادات الغاز والوقود والمشتقات النفطية وكل ما يتصل بالخدمات الأساسية الضرورية، وغيرها من الأعمال والممارسات الإجرامية التي تمس معيشة الناس وتعكر صفو حياتهم، والتي يرتكبونها بتجرد كامل عن القيم الدينية والإنسانية والأخلاقية. ورغم لجوء القوى الظلامية إلى ممارسة شتى أساليب التضليل والخداع وتزييف الحقائق في إطار محاولاتها المستميتة لمواراة ما تقوم به من أعمال إرهابية وما ترتكبه من جرائم وعقاب جماعي ممنهج ضد أبناء الشعب، إلا أنها لم تستطع إخفاء الحقيقة التي سرعان ما تتكشف للجميع، بحيث أصبح الناس يدركون ويعون جيداً حقيقة السلوك الإرهابي والنهج الإجرامي المتطرف لتلك القوى في حزب الإصلاح “الإخوان المسلمين” وحلفائهم من المتمردين والمنشقين وعصابات التقطع وتجار الحروب ومصاصي الدماء. ولآن “الطبع غلب التطبع” كما يقول المثل وباعتبار أن التطرف والسلوك الإجرامي هو في واقع الحال من المكونات الشخصية بالنسبة لقيادات القوى الظلامية، فإن من الصعب عليها أن تغير من نهجها وسلوكها ونزعتها الإجرامية، التي هي جزء من تكوينها النفسي والشخصي، ولذا تجدهم يصرون على الاستمرار في ارتكاب جرائمهم وأعمالهم العدوانية ضد الشعب والوطن، حتى بعد التوقيع على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وبدء الخطوات العملية لتنفيذ بنودها. وما تقوم به المليشيات والعصابات الإرهابية في منطقة الحيمة بقيادة العضو القيادي في حزب الإصلاح وصهير جهال الأحمر المدعو ربيش وهبان، من قطع طريق الحديدة- صنعاء واحتجاز الناقلات المحملة بالمواد البترولية، ومنعها من العبور باتجاه أمانة العاصمة ومحافظة صنعاء، مما أوجد فيهما أزمة في المشتقات النفطية لينعكس أثر ذلك على الحياة العامة للسكان، يعد عملاً إرهابياً وهو بحد ذاته امتداد للأساليب الإجرامية لتلك الأطراف والقوى الظلامية في إطار نهجها القائم على ممارسة العقاب الجماعي للشعب. وكذلك الحال بالنسبة لما يحدث في منطقة نهم حيث تواصل المليشيات التابعة لحزب الإصلاح وحلفائه بقيادة خالد الأقرع وولد الشريف, اعتداءاتها على خطوط الكهرباء وقطع إمدادات الطاقة الكهربائية عن العاصمة صنعاء وباقي المحافظات، ومن ثم التسبب في زيادة معاناة الناس وتعطيل مصالحهم وحرمانهم من المقومات الأساسية للحياة، والتأثير على كثير من الجوانب الخدمية وبالذات الإنسانية، سواءً في المستشفيات أو غيرها من المرافق التي لا تستطيع تقديم خدماتها للمواطنين في حال عدم توفر إمدادات الطاقة الكهربائية. وإلى جانب ما سبق يمكن القول بأن إصرار تلك القوى وتماديها في أعمالها الشريرة وجرائمها النكراء وما تمارسه من عقاب جماعي للشعب، يعبر كذلك عن إفلاسهم السياسي والفكري والديني، كما يعكس مدى الانحطاط والسقوط الأخلاقي الذي وصلوا إليه. وبما أن الطبع غلب التطبع - كما سبق الحديث عنه- وحيث أن من شب على شيء شاب عليه ولأن ذيل الكلب دائماً أعوج لا ينعدل ولو وضعناه في ستين ألف قالب، نجد أن هؤلاء لا يجيدون ممارسة السياسة إلا من خلال قطع الطرق، وممارسة أعمال السلب والنهب والتمادي في ارتكاب الجرائم ضد الوطن وأبنائه ومكتسباته، وهي أفعال مقترنة دوماً بثلاثي الحقد والإجرام (على محسن الحاج، أولاد الأحمر، متطرفي الإصلاح). وإجمالاً فإن اللواء المنشق المدعو علي محسن والقادة المؤتمرين بأمره والقيادات المتطرفة في حزب الإصلاح والمتخلفين معهم، لم يتوانوا في ممارسة كل الوسائل الدنيئة لإثارة الفوضى، وزعزعة الاستقرار الأمني والاقتصادي والاجتماعي في إطار مخططهم الانقلابي التآمري ضد الوطن ووحدته ومكتسباته ومؤسساته الدستورية, فمن محاولة علي محسن التسلق على أكتاف الشباب وقتلهم والتنكيل بهم في محارق الزحف، وغيرها من مسميات التصعيد على جثث ودماء الشباب إلى مهاجمة معسكرات الجيش والأمن ونشر طابور مرتزقته في نهم وأرحب وتعز والحيمة لإثارة العنف والقتل والتخريب ومحاربة الشعب في خدماته وقوته الضروري, معتقداً مع المتوهمين من قيادات التطرف الإصلاحية أن تلك الوسائل ستجعل الشعب يثور على السلطة.. لكن أمانيه الخائبة لم تزده إلا خبالاً وفشلاً وسقوطاً، فسابقاً عمل وبإيعاز من قيادات إصلاحية على تفجير أنبوب النفط بعد نشر مليشياته المسلحة على طريق مأربصنعاء لمنع عبور ناقلات النفط والغاز، مما تسبب في أزمة غير مسبوقة في تاريخ اليمن جراء انعدام مشتقات النفط والغاز المنزلي، فضلاً عن نسف أبراج الكهرباء لمعاقبة الشعب أو من يسميهم إعلام الإصلاح “الفئة الصامتة”، التي رفضت تأييد مشاريع الفوضى والقتل والتدمير ليقينها أن التغيير نحو الأفضل لن يأتي من خلال شلالات الدم وزعزعة الأمن والاستقرار. لكن هذا اللواء الذي ظل يراكم أحقاده ضد الوطن والمعزز بحلم الاستيلاء على السلطة, لم يجد من وسيلة للتنفيس عن غله وحقده الذي كاد ان يفتك به، سوى وسائل يريد من خلالها الفتك والانتقام من الشعب الذي رفض الانسياق وراء الأوهام والأكاذيب والشعارات الزائفة التي ظلوا يلوكونها ليلاً ونهاراً من أجل بلوغ أماني خائبة. وبعد ان قطعت المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية حلم الاستيلاء على السلطة الذي ظل يراود علي محسن الحاج وقيادات التطرف الإصلاحية وأولاد الأحمر, حاول ثلاثي الشر والحقد عرقلة تنفيذ المبادرة من خلال هجوم غير مسبوق على معسكرات الجيش في أرحب، وبعد ان افتضح أمره أمام رعاة المبادرة من الشركاء الإقليميين والدوليين نقل معركته إلى تعز عبر أجيره صادق سرحان, وكون كل تلك الأساليب أصبحت مفضوحة، لم يجد معها سوى الرجوع إلى لعبته القذرة من خلال افتعال أزمة مشتقات نفطية بأمانة العاصمة ومحافظة صنعاء. فأي حقد يكنه هؤلاء ضد هذا الشعب؟!!.. وهل يستحق الشعب اليمني كل هذا العقاب، لأنه رفض مخططهم الذي كاد يرمي بالبلد في مهاوي سحيقة, أم أن بريق السلطة قد أعمى بصائرهم؟!!.