تبدأ قصة حزب الله في اليمن من بداية التسعينات، حيث تم إنشاؤه تحت هذا المسمى، ونظراً إلى السمعة السيئة التي اكتسبها هذا الحزب في لبنان فإن شرفاء اليمن قد لفظوه وكرهوه، إذ قد عرفوا خططه ونواياه، فتغير مسمى الحزب إلى «الشباب المؤمن» وعلى رأس هذا الحزب حسين بدر الدين الحوثي، وأبوه بدر الدين الحوثي، بعدما تركوا جاروديتهم (فرقة من الزيدية) إلى المذهب الصفوي .. ولما أعلن الحوثي بداية هذا الحزب بتلك الصفات أعلن علماء الزيدية حينذاك البراءة من هذا المذهب. ولعل من أسباب انتقالهم من مذهبهم إلى المذهب الجديد هو ما قرؤوه في كتاب علي الكوراني (عصر الظهور) إذ تكون هناك ثورات تمهيدية لظهور المهدي، وتكون من بلدة يقال لها (كرعة) قرب (صعدة) في اليمن، واسم قائد هذه الثورة هو (حسن أو حسين)، وربما كان الحوثي قد أمل أن يكون هو قائد تلك الثورة. تدور أفكار الحوثي على الدعوة إلى الإمامة والترويج لفكرة الوصية والخروج على الحكام، والبراءة من الصحابة عموماً، ومن الخلفاء الراشدين خصوصاً؛ لأنهم أصل البلاء كما يزعم، ويدعو إلى نبذ علوم الشريعة؛ لأنها مأخوذة من علماء أهل السنة، كما ذكر ذلك علي الصادق. وأما الدعم الذي يتلقاه الحوثي من إيران فهو عبارة عن دعم مالي وفكري وعسكري، وذلك نظير تصدير الثورة الخمينية إلى اليمن. وقد كانت الشكوك تدور حول تلك المساعدات إثر تحذير أطلقه وزير الخارجية الإيراني ضد التدخل الأجنبي في أزمة صعدة. وأعلنت الحكومة اليمنية أنها اعترضت سفينة إيرانية تحمل أسلحة ودعماً تقنياً للحوثيين، و(قطعت جهينة قول كل خطيب) بعد أن صرح الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح بأن «المتمردين من أنصار عبد الملك الحوثي (أخ لحسين الحوثي) في شمال اليمن يتلقون تمويلاً من مرجعيات إيرانية ويسعون إلى إقامة شريط شيعي يؤمن بالمبادئ الإيرانية على طول الحدود اليمنية - السعودية من أجل إيذاء اليمن وإيذاء المملكة العربية السعودية». بلغ الدعم عن طريق السفارة الإيرانية في صنعاء لحركة الحوثي 42 مليون ريال يمني، مفرقة بين دعم مباشر له، أو دعم للمراكز التابعة له في صعدة. وليس هذا فحسب، بل إن ما يأتيه عن طريق منظمات أخرى تابعة لولاية الفقيه قد يفوق ذلك، فهو يتلقى الدعم من مؤسسات شيعية مثل مؤسسة «أنصارين» في قم الإيرانية، ومؤسسة الخوئي في لندن، ومؤسسة الثقلين في الكويت، ومؤسسات تابعة لحزب الله في لبنان، وتجار من السعودية. وأما على الصعيد العسكري، فقد كانت تذهب مجموعات لتدريب الحوثيين من العراق، ومن الحرس الثوري، واعترف مجموعة من الأسرى الحوثيين كما ذكرت صحيفة (أخبار اليوم اليمنية) أكدوا أنهم تدربوا في معسكرات تابعة للحرس الثوري الإيراني مع عناصر فيلق بدر في العراق، وهذا ما يحصل واضحاً لأذناب إيران في البحرين. وتأكيداً للولاء لحزب الله اللبناني، فقد بدأ الحوثيون يرفعون كما ترفع الوفاق أعلام حزب الله، في المظاهرات وفي بعض المراكز التابعة لهم. وقد قامت الحوزات في النجف وقم بإصدار بيانين مضمونهما الوقوف مع الحركة الحوثية والدفاع عنها، كما يفعلون مع أتباعهم في الخليج (بعضهم أولياء بعض). هذا ملخص لتنظيم حزب الله في اليمن، وهم اليوم يقومون بحركة جديدة لتصفية أهل السنة في دماج، والهدف من ذلك هو القضاء على أهل السنة فيها، مستغلين الاضطرابات في اليمن لبناء شريط عازل للضغط على المنطقة، ومحاولة نوعية لتخفيف الضغط على سوريا، مع تغييب الإعلام لكثير من الأحداث فيها، وكذلك إشغال دول الخليج وخصوصاً السعودية للحد من دورها في المنطقة