صراع جديد تلوح نذره في الأفق في بلدة الزنتان الليبية التي تبعد 160 كيلومترا إلى الشرق من العاصمة طرابلس. يقول سكان الزنتان إن السلفيين هدموا أضرحة بعض المشايخ في مدن وقرى مجاورة ويخشون أن يمتد ذلك إلى ضريح محلي. وقال محمد سالم المعلم بالمدرسة الملحقة بضريح الشيخ عبد السلام الأسمر في الزنتان ‘بعد التحرير أصبحت هذه العصابات الإجرامية أو العصابات المسلحة التي تنتمي للسلفية كل مرة تأتي إلى مكان وتهدمه.. تأتي إلى مكان وتهدمه.. سريا. هدم مقام بورقية.. هدم.. نبش الباجة.. كاشرمة.. سيدي عز الدين.. أيضا سيدي جبران.. كثير.. عندنا قوائم'. ويواجه الصوفيون في ليبيا ضغوطا جديدة بعد الإطاحة بنظام حكم معمر القذافي حيث يهاجمهم السلفيون وينتقدون ممارساتهم الدينية. واضطر الصوفيون لتعيين حراس مسلحين لأضرحة المشايخ. ولما كان كلا الجانبين يملك كميات كبيرة من الأسلحة فمن المحتمل أن ينشب بينهما صراع دموي ربما يحدد أيضا من منهما ستكون له سلطات سياسية في ليبيا الجديدة. لكن السلفيين أفضل تنظيما ويؤيدهم كثير من أبناء الجيل الجديد ومن الساخطين في ليبيا. وشن القذافي حملة طويلة على الإسلاميين الذين اعتقد دائما أنهم يسعون للإطاحة بحكمه. وسجن النظام الليبي السابق الكثير من السلفيين بينما كان آخرون من أتباع الحركة السلفية يتفادون اتخاذ أي مظهر ينم عن انتمائهم إليها. ويقول السلفيون إن بناء الأضرحة والتقرب إلى من يوصفون بأنهم أولياء صالحون إنما هو من أشكال الشرك. لكن أهالي الزنتان مصممون على حماية أضرحة مشايخهم. وقال سالم ‘نحن لن نتنازل. الشيخ عبد السلام الأسمر خط أحمر. نحن لن نتنازل عنه.. مفيش (لا توجد) تنازلات. لأن هذا يمثل تاريخنا.. يمثل تراثنا.. يمثل حضارتنا'. ورغم ذلك يصر السلفيون على موقفهم ويواصلون استهداف الأضرحة لكنهم يصفون ذلك بأنه عملية ‘نقل'. وقال جلال علي غيث القيادي بإحدى كتائب السلفيين المسلحة ‘والله وجهة نظر الكتيبة طبعا التبرك بالقبور أو زيارة القبور أو الذبح إليها أو النذر إليها أو الدعاء عندها أو الطواف حولها.. هذه مظهر من مظاهر الشرك ولا يختلف فيه اثنان. ما نهدم باقول لك.. معلهش.. لأ.. هي عبارة عن نقل من مكان إلى مكان آخر. تنظيمي فقط. هذا مبعث ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم. أول حاجة القبر مرتفع عن الأرض أكثر من متر. وهذا مظهر سلبي وهذا مظهر مخالف للشريعة' وتثير الخلافات بين السلفيين والصوفيين مخاوف جديدة لدى الليبيين. وقال رجل من سكان الزمنتان يدعى مختار عبد الوهاب ‘هذه الكتيبة جاءت للفتن وإثارة للفتن داخل البلد. واستعانت بكتائب خارج الخمس ويطلقوا النار داخل المدينة ويرعبوا لنا أطفالنا وأبنائنا وكانوا متجهين إلى مدينة زليتن.. لهدم ضريح سيدي عبد السيلام الأسمر'. وتتوالى التقارير عن هدم الأضرحة في أماكن أخرى بأنحاء ليبيا. ففي مصراته شرقي طرابلس هدم ضريح صغير يضم رفات الشيخ حامد البكر وتحول إلى أنقاض بعد أن ضربه مهاجمون بقذائف مضادة للدبابات. وفي درنة بالقرب من حدود ليبيا مع مصر ذكرت تقارير أن السلفيين هدموا مقام الشيخ نصر عزيز.